أكد الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، أن دستور الدواء، يمثل المرجعية العلمية والقانونية لصناعة الدواء في مصر، موضحًا أنه يضم المواصفات القياسية لكل مادة خام تدخل في تصنيع الدواء، بما في ذلك المادة الفعالة والمواد المساعدة، وطرق التحليل والمعايير الخاصة بالجودة. وأوضح الغمراوي، خلال لقائه مع الإعلامي أسامة كمال ببرنامج مساء dmc، الذي يذاع على قناة dmc، أن مصر من الدول القليلة على مستوى العالم التي تمتلك دستور دواء وطني، وهي الدولة الوحيدة في إفريقيا والشرق الأوسط التي لديها هذا المرجع العلمي. وأشار إلى أن أول دستور دواء مصري صدر عام 1953 باللغة الإنجليزية، وتمت ترجمته للعربية عام 1963، تلاه الإصدار الثاني عام 1972، والثالث عام 1982، والرابع عام 2005، معلنًا أن الهيئة تحتفل حاليًا بإصدار النسخة الخامسة بعد عشرين عامًا من آخر تحديث، لتواكب التطورات الحديثة في المواد الفعالة وأساليب التصنيع. وتحدث رئيس الهيئة عن تطور صناعة الدواء في مصر، مؤكدًا أن الصناعة المحلية باتت تشمل الأدوية البسيطة والمعقدة على حد سواء، مشيرًا إلى بدء إنتاج الأدوية البيولوجية وأدوية السرطان محليًا، بعد أن كانت تُستورد بالكامل حتى وقت قريب، وأن مصر تمتلك حاليًا ثلاثة مصانع لإنتاج أدوية السرطان، ما يعزز قدرتها على تلبية احتياجات السوق المحلية والتصدير للأسواق الخارجية. وأضاف الغمراوي، أن مصر هي الدولة الإفريقية الوحيدة التي تصنع اللقاحات الحاصلة على اعتماد منظمة الصحة العالمية، مؤكدًا أن هناك مصانع جديدة تُنشأ حاليًا لنقل تكنولوجيا تصنيع اللقاحات المتقدمة. وفيما يتعلق بنقص الأدوية، أوضح رئيس الهيئة أن صيدليات الإسعاف ما زالت تعمل في 30 فرعًا على مستوى الجمهورية لتوفير الأدوية الأكثر احتياجًا، مؤكدًا أن نسبة توافر الدواء في السوق تجاوزت 95%. وأشار إلى تخصيص رقم الخط الساخن 15301 لتلقي استفسارات المواطنين على مدار الساعة بشأن أماكن توافر الأدوية. وأشار الغمراوي إلى أن الهيئة تعمل على تعزيز التعاون الدولي، موضحًا أنه تم توقيع اتفاقية شراكة وتبادل خبرات مع الهيئة النظيرة في كوريا الجنوبية، وهي من الدول المرجعية عالميًا في مجال الدواء، لدعم جهود مصر في الوصول إلى مستوى النضج الرابع لاعتماد منظمة الصحة العالمية. كما أكد أن الهيئة تمتلك مركزًا للتطوير المهني المستمر معتمدًا دوليًا، يقدم التدريب للعاملين بالقطاع الدوائي داخل مصر وخارجها، بما في ذلك كوادر من الدول الإفريقية. كما أكد رئيس هيئة الدواء المصرية، على أن صناعة الدواء تمثل في الوقت نفسه صحة واستثمارًا وصناعة وطنية، مشيرًا إلى التنسيق الكامل بين الهيئة ووزارتي الصناعة والصحة في دعم هذا القطاع الحيوي الذي يمثل أحد ركائز الأمن الدوائي في مصر.