وما نيل المطالب بالتمني، ولكن تؤخذ الدنيا غلابا. فمن أراد التوازن والنجاح عليه أن يسعى بقلب لا يُهزم. كلمات تعكس الثقة واليقين بأن هناك مستقبلاً نسعى من أجله في ظل زحام الحياة وتراكم المسؤوليات وتفاوت مسار تحقيق الأحلام، وانتظارنا للسعادة والأمان النفسي ليطرق بابنا، وقلقنا حين تتأرجح السعادة فتدق الباب حيناً وتختفي حيناً آخر. وكذلك عندما ترمي المعارك الحياتية شبكها لنقع فريسةً وندور في نطاقها ونفقد أنفسنا ويمر العمر دون جدوى. والسؤال الذي يطرح نفسه على بساط المناقشة: إلى متى؟ ولماذا؟ وكعهدكم بي، لابد من إجابة، تكمن في أن سر السعادة والنجاح لا يعتمد على الصدف، بل على وعي متدرج من ست محطات تتناسب مع أعمارنا طردياً، وكل واحدة منها تبدأ بحرف واحد، هو حرف (التاء). نعم، عزيزي القارئ، العمر لا يُقاس بعدد السنوات، بل بعدد المحطات التي ننجح في عبورها دون أن نفقد أنفسنا. فالحياة ليست معركة، بل رحلة بحث عن توازن نفسي بكافة صوره. ومن هنا تشرق فلسفة بسيطة لكنها عميقة، فلسفة (6ت)، تلك التي تعيد ترتيب الروح وتذكرنا أن في كل قلب قدرة على البداية الأقوى، والأهدأ، والأكثر رسوخاً ويقيناً. حرف واحد يكمل أسرار الحياة ويصلح لكل مجالاتها: العمل، والعلاقات، والطموح، وحتى مواجهة الذات. عزيزي القارئ، هديتي لك (6 ت)، إن التزمت بها صنعت منك إنساناً لا يُهزم، قوياً يصل إلى ما يريد. أول محطة هي تؤمن، لأن الإيمان هو بداية كل بداية، وليس مجرد طقس روحي، بل طاقة تعيد بناء النسيج الداخلي ليهدأ قلبك ويتوازن عقلك ويقودك بثقة نحو ما كُتب لك لا عليك. ثم تأتي محطة تثق، لأن الثقة بالله وبالنفس تُنبت القوة، وهي الباب الملكي لليقين، ووعد للوصول. بعدها محطة تتوكل، لأن التوكل هو سلاح الهدوء في زمن الخوف. التوكل لا يعني التواكل، فالأول يجمل السعي ويعيد ترتيب المعادلة بين الجهد والرضا، فيجعل للحياة معنى أجمل. ثم محطة تتجمل، فالتجمل الخلقي واللفظي هو الجمال الحقيقي، حضور يُحس رغم ضجيج الحياة. وهكذا نصل إلى محطة تتعلم، ففي زمن التكنولوجيا المتسارعة يبقى التعلم هو الوقود الحقيقي للحياة. فكل تجربة درس، وكل إخفاق باب لبداية جديدة، فالتعلم هو وقود الروح الذي يحييها. وأخيراً محطة تتقدم، بثبات دون تراجع أو استسلام، لأن الحياة لا تنتظر المتردد، بل تمنح فرصها لمن يتحرك بثقة وإيمان. عزيزي القارئ، اعلم أن القاعدة ليست واحدة للجميع، فكل إنسان يختار ترتيب تاءاته بحسب أولوياته في الحياة. والسر أن تعرف من أين تبدأ، لا أن تبدأ من حيث يبدأ الآخرون. فغياب هذا الترتيب أحد أسباب فقدان التوازن النفسي، فغياب الإيمان يولد الخوف، وانعدام الثقة يخلق الشك، وترك التوكل يزرع القلق، ونسيان التجمل الروحي يشعل نيراناً لا يعلم مداها إلا الله، والتوقف عن التعلم يصيب المجتمع بالجمود ويجره إلى الضآلة، أما غياب التقدم فيقتل الحلم وهو في مهده الأول. وعهدكم بي، تمسكوا ب (6ت)، فهي مفتاح الحياة وسر النجاح وطريق التحرر من وهم الاستحقاق الزائف الذي أهدر الخير في نفوسنا.فالإنسان لا يُقاس بما وصل إليه، بل بما قاومه ليصل. فكل محطة صبر عبور، وكل خطوة إيمان نجاة، وكل لحظة رضا انتصار. تمسكوا بها، ففيها سر الحكاية من البداية إلى النهاية