حذّر المبعوث الأمريكي الخاص السابق للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد، من أن الغارات الجوية الباكستانية على العاصمة الأفغانية كابول قد تُشعل صراعًا أوسع نطاقًا، وحثّ على بذل جهود دبلوماسية لمنع المزيد من التصعيد. وكتب خليل زاد -في منشور على منصة (إكس) السبت- "يبدو أن هجوم باكستان على العاصمة الأفغانية كان فاشلًا. يبدو أن الشخص المستهدف ربما لم يكن في كابول أصلًا. ماذا قد تفعل إسلام آباد بعد ذلك؟ هل تُشنّ المزيد من الهجمات؟ تُحلّق الطائرات الباكستانية فوق كابول مُخترقةً حاجز الصوت. كما يستعد الأفغان للرد. ويدفع بعض القادة إلى ردّ فوري. ويتزايد احتمال نشوب صراع وعدم استقرار أوسع نطاقًا". وقال الدبلوماسي الأمريكي السابق، الذي توسط في اتفاقية السلام بين الولاياتالمتحدة وحركة طالبان عام 2020، إنه "في الأوقات التي تشتعل فيها الأزمات، يمكن للدبلوماسية أن تنقذ الموقف". وأشار إلى أن وزير الدفاع ورئيس المخابرات الباكستانيين أبديا اهتمامًا بزيارة كابول، لكنه شكك في نيتهم. وكتب: "هل يشير هذا إلى رغبة باكستان في إجراء مفاوضات مع أفغانستان - أو الأهم من ذلك، مع حركة )طالبان باكستان؟( أنا أشك في ذلك".
كما انتقد خليل زاد الاضطرابات السياسية الداخلية في باكستان، وربطها بانعدام الأمن المتزايد في البلاد. وقال: "عندما كان عمران خان يقود باكستان، انخرط في مفاوضات، وتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار.. لو لم يُطاح بعمران خان ويُسجن بتهم ملفقة، لكان من المحتمل أن يُمضي الاتفاق مع حركة طالبان باكستان قدمًا، ولأُنقذت آلاف الأرواح الباكستانية" وأضاف أن "الوقت لم يفت بعد على المؤسسة الحاكمة في إسلام آباد لتبني الدبلوماسية"، لكنه حذّر من أنه "غير متفائل". وقال خليل زاد إن منع المزيد من التصعيد يتطلب "ضغطًا وتواصلًا مع المؤسسة الباكستانية من قبل الدول ذات النفوذ لتجنب صراع أوسع". جاءت تعليقات المسؤول الأمريكي السابق بعد يومين من تنفيذ مقاتلات باكستانية غارات جوية في كابول وباكتيكا، وأفادت التقارير أنها استهدفت زعيم حركة طالبان الباكستانية، نور والي محسود. ولم تؤكد إسلام آباد ولا حكومة طالبان النتيجة. وأدانت طالبان الغارات ووصفتها بأنها "انتهاك للمجال الجوي الأفغاني"، بينما دافع المسؤولون الباكستانيون عن العمليات الأخيرة ووصفوها بأنها إجراءات مشروعة لمكافحة الإرهاب.