في مشهد يفيض بالإيمان، وتمتزج فيه دموع الشوق بخشوع الدعاء، يسير أسر شهداء الشرطة إلى أرض الحرمين، كأنهم يحملون معهم رسالة وفاء خالدة لأرواح أبطال رحلوا بأجسادهم، لكن بقيت بطولاتهم حاضرة في كل دعاء وسجدة. في موسم الحج، حيث القلوب تتهجّى التوبة وتشتاق المغفرة، تتحرك قوافل أسر الشهداء برعاية كريمة من الداخلية، التي حرصت، كعادتها، على توفير كل سبل الراحة والتيسير لهم، منذ لحظة المغادرة وحتى لحظة الوصول والاستقرار في فنادق قريبة من الحرم المكي، لتكون الروح أقرب إلى الرحمة، والخطى أقرب إلى بيت الله الحرام. رافق ضباط وضابطات البعثة أسر الشهداء كأنهم أهل، فسهّلوا التنقلات، وذللوا العقبات، وكانوا العون والسند في كل خطوة. الاهتمام لم يكن بروتوكوليًا، بل إنسانيًا صرفًا، تلمسه الأسر في تفاصيل الخدمة، وفي الوجوه التي تحتضنهم بصدق لا يُشترى. أسر الشهداء، بدورهم، عبّروا عن امتنانهم لهذه الرعاية التي تمسّ القلب قبل العين، قائلين: "نعيش أجواء روحانية خالصة في هذه الأرض المباركة، ونشعر بالفخر كلما ذكر اسم أبنائنا الأبطال الذين ضحّوا من أجل أمن هذا الوطن". وأضافوا: "وزارة الداخلية لا تنسانا، ترعانا بكل حنان، وتُدخل الفرحة على قلوبنا، وهذه الرحلة المباركة هي صورة حية لذلك الوفاء المستمر". الوزارة، كما أكدوا، قدمت كل التسهيلات الممكنة في الإجراءات والتنظيم، حتى أصبح الحج ميسّرًا بحق، لا تعب فيه ولا مشقة، بل سكينة تنبع من التنظيم، وطمأنينة تحيط بالمكان كله. هنا، لا تُقاس الرحلة بعدد الأميال، بل بقيمة المشاعر التي لا تُقدّر. فهؤلاء ليسوا حجاجًا فحسب، بل رسل عرفان لأرواح لم تغب، ووجوه لا تزال حية في ذاكرة وطن يعرف كيف يُكرّم أبناءه، وأسرهم. انهاء إجراءات سفر أسر الشهداء