"عبد المجيد" ينتهى من رصد التحركات الوهابية فى الإسكندرية

انتهى الروائى الكبير إبراهيم عبد المجيد، من الجزء الثالث لرائعته "لا أحد ينام فى الإسكندرية"، والتى تعد الرواية الأولى فى مشروعه الكبير عن تاريخ مدينة الإسكندرية ونقاط التحول فيها، والتى اتبعها بروايته الثانية "طيور عنبر" تلك الرواية المحببة إلى قلبه كثيرًا كما يؤكد دائمًا، ليتبعها أيضًا بالجزء الثالث الذى انتهى منه قبل دخول يونيو، حيث يتوقف عن كتابة الإبداع حتى أكتوبر من كل عام، ويترك الرواية طوال فترة الصيف ثم ينظر فيها بسرعة مع الشتاء لأيام قليلة وينتظر طباعتها.
وأوضح "عبد المجيد" فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أن الجزء الثالث من ثلاثيته الذى لم يضع له عنوانًا بعد، يتناول مدينة الإسكندرية فى أواخر السبعينيات، عندما بدأ الغزو الوهابى للمدينة، وبدأت الدعوات لتغيير الزى، وإغلاق المقاهى والسينما والأحياء الشعبية والنوادى الاجتماعية وهدمها وبناء العمارات بدلاً منها، وظهور الجماعات الإسلامية فى الجامعات وفى أيديهم السلاسل الحديدية فى الكليات بين الطلبة، ومحاربة التيارات اليسارية بالاتفاق مع الأجهزة الأمنية والسياسية، وبداية تغيير شكل المدينة وفقدانها لروحها التاريخية وتعدد الأجناس والديانات وهو الذى انتهى إلى ما يراه اليوم في الإسكندرية.
ويشير "عبد المجيد" إلى أن الرواية تتحدث البدايات باعتبارها نقطة تحول فى تاريخ المدينة، بعدما رصد فى الجزء الأول "لا أحد ينام فى الإسكندرية" الحرب العالمية الثانية وكيف كان التسامح بين كل الأجناس والديانات، وكيف كانت الحرب العالمية فى الإسكندرية - معركة العالمين - نقطة تحول فى تاريخ العالم، حيث بعدها لم يهزم الحلفاء فى أى معركة ولم ينتصر "هتلر" فى أى معركة، وكانت الشخصيات فى الرواية خليط بين المسلمين والمسيحيين وكلهم فى معركة واحدة.
أما فى رواية "طيور العنبر" وهى الجزء الثانى من الثلاثية، فيرصد نقطة تحول أخرى فى تاريخ المدينة بعد العدوان الثلاثى 1956، حيث بدأ خروج الأجانب من المدينة لتتحول إلى مدينة مصرية فتفقد روحها العالمية، ليرصد فى الجزء الثالث التحول الأخير للمدينة حيث تتحول إلى مدينة وهابية وتفقد حتى روحها المصرية الأصيلة.