سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"تحرير الشام" تتخبط فى دمشق.. معارضون سوريون يطالبون بتطبيق القرار 2254 وتشكيل هيئة حكم انتقالي.. وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره السورى ضرورة تبنى العملية السياسية ومقاربة شاملة وجامعة لكافة القوى الوطنية
كشفت شخصيات سورية معارضة عن وجود تخبط لدى هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع في التعاطي مع المرحلة الدقيقة التي تعيشها سوريا خلال هذه الفترة، سواء الإعلان عن تأجيل المؤتمر الوطني إلى أجل غير مسمى أو تعيين الشخصيات المقربة من أبو محمد الجولاني في هيئة تحرير الشام بمناصب سيادية وتنفيذية في البلاد. وأشارت الشخصيات السورية المعارضة في تصريحات منفصلة ل"اليوم السابع" إلى ضرورة تفعيل قائد الإدارة الحالية في دمشق للقرار الأممي 2254 بتشكيل هيئة حكم انتقالي والذهاب إلى مؤتمر وطني جامع بمشاركة جميع السوريين في أقرب وقت ممكن، كتابة دستور يضمن كافة حقوق الطوائف والإثنيات في سوريا والاستفتاء عليه في أقرب وقت ممكن، إجراء انتخابات حرة ونزيهة بمشاركة أممية. وأوضحت المصادر أن الشعب السوري يرفض أي محاولات لفرض أي فصيل لرؤيته للحل من دون توافق بين كافة القوى الوطنية السورية، مشددة على أهمية تشكيل حكومة انتقالية تكون ولايتها من 18 شهر إلى 24 شهر على أن تتولى المسئولية مع مطلع أبريل المقبل، مؤكدين رفضهم لمبدأ تمكين فصيل أو جهة واحدة لمفاصل الدولة السورية بعد سقوط نظام الأسد. يذكر أن هيئة تحرير الشام قد عينت محمد البشير رئيسا للحكومة السورية بشكل مؤقت إلى حين تنظيم المؤتمر الوطني الجامع والذي كان مقررا في مارس المقبل قبل أن يتم تأجيله لأجل غير مسمى، فيما تفرض حكومة موازية أخرى سيطرتها على بعض المناطق في غرب الفرات بدعم من الائتلاف السوري المعارض الذي يتخذ من تركيا مقرا له. إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، مساء الثلاثاء، عن اتصال هاتفي بين الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وأسعد الشيباني وزير الخارجية المعين بالحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا. وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن الوزير عبد العاطي اكد على وقوف مصر بشكل كامل مع الشعب السورى الشقيق ودعم تطلعاته المشروعة، ودعا كافة الأطراف السورية في هذه المرحلة الفاصلة إلى إعلاء المصلحة الوطنية، ودعم الاستقرار فى سوريا والحفاظ على مؤسساتها الوطنية ومقدراتها ووحدة وسلامة أراضيها. وأضاف أن مصر تأمل ان تتسم عملية الانتقال السياسي فى سوريا بالشمولية، وان تتم عبر ملكية وطنية سورية خالصة دون إملاءات أو تدخلات خارجية، وبما يدعم وحدة واستقرار سوريا وشعبها بكل مكوناته وأطيافه، ويحافظ على هويتها العربية الأصيلة. أضاف المتحدث الرسمى ان وزير الخارجية شدد كذلك على أهمية أن تتبنى العملية السياسية مقاربة شاملة وجامعة لكافة القوى الوطنية السورية تعكس التنوع المجتمعى والدينى والطائفى والعرقى داخل سوريا، وان تكون سوريا مصدر استقرار بالمنطقة، مع إفساح المجال للقوى السياسية الوطنية المختلفة لأن يكون لها دور في إدارة المرحلة الانتقالية وإعادة بناء سوريا ومؤسساتها الوطنية لكى تستعيد مكانتها الإقليمية والدولية التي تستحقها. وتم الاتفاق في نهاية الاتصال على استمرار التواصل خلال الفترة القادمة. في دمشق، قالت سفارة الولاياتالمتحدة في سوريا، إن واشنطن تقف مع الشعب السوري في مساعيه نحو مستقبل أكثر إشراقاً، وذلك في منشور على منصة إكس بمناسبة حلول العام الجديد 2025. وأكدت السفارة الأمريكية في منشورها أنها ملتزمة بالعمل مع السوريين لمساعدتهم على اغتنام "هذه الفرصة التاريخية"، بعد خمسة عقود من طغيان نظام الأسد، مضيفة: أصبح للسوريين فرصة نادرة لإعادة بناء بلدهم وإعادة تشكيله، وإقامة مجتمع جديد أكثر حرية وشمولا. في دمشق، التقى قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، مع وفد من "قوات سوريا الديمقراطية"، وذلك في أول محادثات يجريها الشرع مع "قسد" منذ سقوط نظام الرئيس السابق، بشار الأسد. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول مطلع قوله إن الشرع أجرى محادثات مع وفد من قيادات "قسد"، مشيراً إلى أن "المحادثات كانت إيجابية".، مضيفا: سيكون هناك لقاءات مستقبلية، مع تكثيف الحوارات والاجتماعات في المستقبل. فيما حذّر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" من أن سوريا ما تزال تواجه "تهديداً ثلاثي الأبعاد"، يتمثل في انعدام الأمن وأزمتين اقتصادية وإنسانية. وفي تقرير له بشأن الوضع في سوريا، قال مكتب "أوتشا" إن الأعمال العدائية وانعدام الأمن ما يزالان يؤثران على مناطق في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك محافظات حلب ودير الزور وحماة وحمص واللاذقية والقنيطرة وريف دمشق وطرطوس. وذكر التقرير أن هناك زيادة ملحوظة في معدل الجريمة، بما في ذلك عمليات الاختطاف، التي لوحظت في أجزاء من حلب والمناطق الساحلية خلال الأسبوع الماضي. وأضاف أن نقاط التفتيش الجديدة في حمص قيدت الحركة، مما حد من الوصول إلى المرافق الإنسانية مثل المساحات الصديقة للأطفال. وبسبب الوضع الأمني المتقلب، قال "أوتشا" إن العمليات الإنسانية ما تزال معلقة في مناطق من محافظات حلب ودير الزور واللاذقية وطرطوس، كما توقفت مؤقتاً شحنات المساعدات الإنسانية من دمشق إلى مدينة القامشلي في محافظة الحسكة.