الأمم المتحدة: سوريا لا تزال تواجه تهديدًا «ثلاثي الأبعاد» (تقرير)

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» إن سوريا لا تزال تواجه تهديدا «ثلاثي الأبعاد» يتمثل في انعدام الأمن وأزمتين اقتصادية وإنسانية، فيما تعهد وزير الإعلام السوري في حكومة تصريف الأعمال، محمد العمر، بالعمل من أجل «بناء إعلام حر» وضمان «حرية التعبير»، وفقا لوكالة «فرانس برس».
وفي أحدث تقرير له عن الوضع في سوريا، قال «أوتشا» إن الأعمال العدائية وانعدام الأمن لا يزالان يؤثران على مناطق في جميع أنحاء سوريا خلال الأسبوع الماضي، بما في ذلك محافظات حلب ودير الزور وحماة وحمص واللاذقية والقنيطرة وريف دمشق وطرطوس، ما أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين، وفقا لموقع أخبار الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن زيادة ملحوظة في معدل الجريمة، بما في ذلك عمليات الاختطاف، في أجزاء من حلب والمناطق الساحلية خلال الأسبوع الماضي.
وقال «أوتشا» إن العمليات الإنسانية لا تزال معلقة في مناطق من محافظات حلب ودير الزور واللاذقية وطرطوس، بسبب الوضع الأمني المتقلب، كما توقفت مؤقتا شحنات المساعدات الإنسانية من دمشق إلى مدينة القامشلي في محافظة الحسكة.
وأوضح أن 664 ألف شخص ما زالوا نازحين حديثا في سوريا إثر إسقاط نظام بشار الأسد، معظمهم في إدلب وحلب، موضحا أنه بعد ذروة النزوح التي بلغت 1.1 مليون شخص في 12 ديسمبر الماضي، عاد ما يقرب من 486 ألف شخص إلى مناطقهم الأصلية بحلول 27 ديسمبر الماضي.
وأكد «أوتشا» أن انتشار الذخائر المتفجرة لا يزال يشكل تهديدا رئيسيا للمدنيين الذين يتنقلون بين المناطق، وخلال الأسبوع الماضي ذكرت التقارير أن مخلفات الحرب قتلت ما لا يقل عن 7 أشخاص وأصابت 20 آخرين في محافظات حلب ودرعا ودير الزور وحماة وإدلب، وفقا لمصادر محلية وشركاء إنسانيين.
وزير الإعلام يتعهد بالعمل على تعزيز حرية الصحافة والتعبير
في سياق متصل، قال وزير الإعلام السوري الجديد، محمد العمر، إنه يعمل من أجل بناء إعلام حر متعهدا بضمان «حرية التعبير» في بلاده.
وأضاف «العمر» في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»: «كان هناك تقييد كبير لحرية الصحافة والتعبير عن رأي ورقابة من قبل نظام الأسد».
وتابع: «في المرحلة المقبلة، نعمل على إعادة بناء إعلام سوري حر يتصف بالموضوعية والمهنية».
وقال العمر: «نعمل على تعزيز حرية الصحافة والتعبير عن الرأي التي كانت مقيدة بشدة في مناطق النظام المخلوع»، وفقا لقوله.
وفيما يتعلق بوسائل الإعلام الرسمية، قال العمر: «بالنسبة لوسائل الإعلام الرسمية، نحن لا نريد أن نستمر على نفس النهج، (أي) إعلام رسمي معني بتلميع صورة السلطة».
وأكد العمر أيضا: «سنقلل من إجراءات البيروقراطية ونعمل على تيسير عمل الوفود الصحافية الأجنبية»، مضيفا: «وجهنا نداءات مباشرة منذ تحرير مناطق سوريا خصوصا بدمشق باستمرار العمل الإعلامي للعاملين في مؤسسات النظام».
والعمر كان وزيرا للإعلام في حكومة الإنقاذ المعلنة ذاتيا التي شكلت في 2017 في محافظة إدلب التي سيطرت عليها فصائل المعارضة في شمال غرب البلاد لتقديم الخدمات للسكان المحرومين من مؤسسات الدولة.
في غضون ذلك، التقى قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، أمس الثلاثاء، وفدا من الطائفة المسيحية بمذاهبها المتعددة في دمشق، ليلة السنة الميلادية الجديدة.
إلى ذلك، قالت السفارة الأمريكية في سوريا، اليوم الأربعاء، إن السوريين أصبح لديهم فرصة نادرة لإعادة بناء بلدهم وإعادة تشكيله.
وكتبت السفارة الأمريكية، في تدوينة عبر منصة «إكس»: «مع دخولنا عام 2025، نقف مع الشعب السوري ونتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا للعام المقبل».
وأضافت: «بعد خمسة عقود من طغيان نظام الأسد، أصبح لدى السوريين فرصة نادرة لإعادة بناء بلدهم وإعادة تشكيله، وإقامة مجتمع جديد أكثر حرية وشمولا».