يواصل اليوم السابع فى هذا الجزء نشر التحليلات المالية، التى نشرتها المجموعة المالية هيرميس فى كتابها السنوى فى القسم الخاص بقطاع البنوك المصرى. بنك كريدى أجريكول هو فرع بنك كريدى أجريكول فرنسا CASA والذى تبلغ ملكيته فيه 60%، أما الشركاء المحليين فهم مجموعة المنصور والمغربى للاستثمار والتنمية، والتى تملك حصة 20% والباقى 20% هى أسهم طرح حر فى السوق. وقد أنشأ بنك كريدى أجريكول فرنسا ومجموعة المنصور والمغربى بنك كريدى أجريكول مصر فى عام 2006، ففى فبراير من ذلك العام، تقدما بطلب شراء 100% من أسهم البنك المصرى الأمريكى من خلال بنك مملوك لهما فى مصر هو بنك كاليون، وحصلا على 75% من البنك المصرى الأمريكى بالاستحواذ على حصة كل من بنك أمريكان اكسبريس وبنك الإسكندرية. ثم تم دمج عمليات البنك المصرى الأمريكى وبنك كاليون فى سبتمبر 2006 لإنشاء بنك كريدى أجريكول مصر، حيث أسهم البنك المصرى الأمريكى بحوالى 70% من إجمالى الأصول. ويعد بنك كريدى أجريكول مصر أصغر كثيراً من البنك التجارى الدولى والبنك الأهلى سوسيتيه جنرال، حيث تبلغ حصته فى سوق الودائع 2% و3% فى الودائع. وكان البنك المصرى الأمريكى يتمتع بحق امتياز جيد للغاية فى مجال الودائع، إلا أن الإدارة السابقة لم تستثمر إمكانياتها فى مجال الإقراض، كما أن البنك كان مطروحاً للبيع على مدى عدة سنوات مما جعل الإدارة تركز على تنقية محفظة القروض دون التوسع فى نشاط الإقراض. وقد أسفر عن ذلك أن المعدل الحالى للقروض إلى الودائع فى بنك كريدى أجريكول مصر هو 35% فقط، مقارنة بمتوسط القطاع وهو 55% على الرغم من الارتفاع القوى فى نشاط الإقراض فى البنك منذ عام 2007، وإن كان المعدل قد ارتفع كثيراً عما كان عليه فى أواخر عام 2006، حيث كان 25%. ويستهدف البنك مضاعفة إجمالى أصوله وزيادة الإقراض وفق خطة خمسية وضعت فى عام 2007. ويبلغ معدل كفاية رأس المال حالياً 19%، ومعظمه رأسمال للأنشطة الرئيسية، مقارنة بمعدل الكفاية المقرر من قبل البنك المركزى المصرى، وهو 10%. وهذا المستوى الجيد سيعزز نمو القروض ويحسن العوائد فى الأجل المتوسط، حيث سترتفع نسبة القروض فى مزيج أصول البنك. هذا وقد وافقت البورصة المصرية مؤخراً على زيادة الحصة المشتركة لبنك كريدى أجريكول ومجموعة المنصور والمغربى للاستثمار والتنمية فى البنك بواقع 5%. عام 2008: ارتفاع نمو القروض كثيراً عن متوسط القطاع كما كان متوقعاً، فقد بلغ معدل النمو السنوى للقروض فى الأشهر التسعة الأولى من عام 2008، 54% وجاء أعلى كثيراً من البنوك المناظرة على الرغم من التباطؤ الواضح فى الربع الثالث من عام 2008، والذى قد يكون راجعاً إلى عوامل موسمية، إلا أن هيرميس تعتقد أن بعض هذا التباطؤ قد يكون عمداً تحسباً من الصورة المستقبلية غير الواضحة للاقتصاد المصرى. وقد وقع بعض الانكماش فى هامش الأرباح، خاصة فى النصف الأول من عام 2008، إلا أن هذا كان متوقعاً، حيث يمر البنك حالياً بمرحلة استثمار وربما قام بتخفيض هوامش الربح على الإقراض قليلاً فى معرض سعيه ليتبوأ مركزاً فى السوق المصرفية للشركات التى رسخ فيها تواجد بنوك أخرى مثل التجارى الدولى والأهلى سوسيتيه جنرال وHSBC. ومن المتوقع انخفاض الأرباح فى العام المالى 2008 بمعدل سنوى 2%، حيث إن أرباح عام 2007 تضمنت بعض الأرباح من بند إيرادات أخرى ومن مخصصات لم تتكرر فى عام 2008. كما كان نمو القروض للأفراد قوياً طوال عامى 2007 و2008، وهو الآن يمثل 20% من إجمالى محفظة قروض البنك. وطبقاً لإدارة البنك، تم تشديد الضوابط على بعض منتجات الائتمان مثل كروت الائتمان، ولم ترتفع الديون المتعثرة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام. وقد بلغ معدل الديون المتعثرة 9% معظمه من ديون سابقة تراكمت خلال فترة التباطؤ الاقتصادى فى أواخر التسعينات وأوائل العقد الحالى. عام 2009: نمو قوى للقروض بفضل قوة رأس المال والمعدل المنخفض للقروض إلى الودائع، إلا أن العامل الرئيسى سيكون وضع الاقتصاد الكلى. تتوقع هيرميس نمو القروض بمعدل سنوى 11% فى عام 2009 بسبب التباطؤ المتوقع للاقتصاد الكلى، وهذا يقل كثيراً عما توقعه البنك من نمو سنوى مستهدف يبلغ 40% حتى عام 2010، وإن كانت هذه التوقعات قد وضعت فى عام 2007 عندما وضع البنك خطته الإستراتيجية لخمس سنوات وعندما كانت الظروف الاقتصادية المحلية والعالمية مختلفة تماماً عما هى الآن. ومع ذلك، فإن البنك يتمتع بمركز قوى يؤهله للاستمرار فى زيادة القروض، وذلك بفضل ارتفاع معدل كفاية رأس المال وأيضا لقدرته على الحصول على تمويل. وما زالت هيرميس تتوقع معدلات نمو مرتفعة للإيرادات وأرباح التشغيل، كما تتوقع استمرار ارتفاع التكاليف، نظراً لخطة التوسع فى الفروع التى يعكف البنك على تنفيذها. إلا أن هيرميس تتوقع تحسن معدل التكلفة إلى الدخل بدرجة طفيفة ليبلغ 54% فى عام 2009 من 56% فى عام 2008 وإن كان هذا أعلى من المتوسط فى البنوك المناظرة البالغ 34%. وتتوقع هيرميس أن يعود معدل التكلفة إلى الدخل إلى مستوى البنوك المناظرة فى الأجل المتوسط مع نضوج عمليات البنك. يتم التداول على سهم بنك كريدى أجريكول مصر بمضاعف ربحية متوقع لعام 2009 يبلغ 5 مرات ومضاعف قيمة دفترية 1.2 مرة ويبلغ تقدير هيرميس للقيمة العادلة 17 جم ويرتفع بنسبة كبيرة عن السعر الحالى للسهم البالغ 8.2 جم.