بصفتك الرجل الثانى فى هرم السلطات المصرى ورئيس وزراء مصر. نعرف ونقدر حجم مسئوليتك، ولكن أين أنت يا ريس، فاختفاؤك كان ملحوظا للجميع بغض النظر عن مقارنتك برئيس وزراء تركيا أو الأردن، فحبى لك نابع من أنى أقدر ما تقوم به وليس لأنك رئيس وزراء مصر، بس كان نفسى أحبك أكتر يا ريس لو من أول لحظة أدانت مصر العدوان بشدة وحزم، ووبخت أنت بنفسك فى بيان شديد اللهجة وزيرة الخارجية الإسرائيلية، لأنها بفعلتها هذه بعد زيارتها لمصر مباشرة أوقعت مصر فى حرج وموقف لا نحسد عليه.. كان نفسى أحبك أكتر يا ريس بصفتك رئيسا للوزراء لو مباشرة قمت بالرد على تصريحات ليفى وقلت ما كان يجب أن يقوله وزير الخارجية لكان موقف مصر أفضل.. كان نفسى أحبك أكتر يا ريس لو إن وزير خارجيتنا كان شديد اللهجة وهدد بالنظر فى الاتفاقات الموقعة بيننا وبين إسرائيل كما فعل رئيس الوزراء الأردنى وهدد ولو تهديدا بطرد السفير الإسرائيلى وأعلن أن كل الدول العربية التى بها سفارة أو قنصلية أو قائم بالأعمال ستفعل ذلك.. كان نفسى أحبك أكتر يا ريس لو إنك قمت بالرد على حسن نصر الله وقلت له إذا كانت مصر لا تستطيع فتح المعابر افتح جبهة من عندك لو راجل أو أطلق صاروخا واحدا.. كان نفسى أحبك أكتر يا ريس لو إنك أوفدت وفدا حكوميا لأسرة الظابط المصرى الشهيد للعزاء... كان نفسى أحبك أكتر يا ريس لو أعلنت دعوة رؤساء الوزراء مثلك لكل من قطر وسوريا واليمن وليبيا ولبنان للجلوس معنا لبحث الوضع الراهن وبيان آرائهم وتفنيدها ليعلمها جميع الشعب العربى ويعذر مصر الحكيمة ولا يتم مقارنتها بهواة السياسة.. كان نفسى أحبك أكتر يا ريس لو خاطبت الجماهير الغاضبة من الشعب وقدرت العاطفة والحماس وشرحت الموقف المصرى ببساطة فالعامة لا يدركون ما يجرى وراء الستار وما خفى فى دهاليز السياسة خاصة بين فتح وحماس وليكن شرحا وافيا حتى تمتص من غضب الشعب على الحكومة.. كان نفسى أحبك أكتر يا ريس لو إنك بنفسك زرت معبر رفح وأشرفت على دخول المساعدات المصرية لمدة ربع ساعة أو قمت بزيارة المصابين فى المستشفيات المصرية لكان له أكبر الأثر فى نفوس الشعبين المصرى والفلسطينى وتكون لفتة جميلة منك لتخرص الألسنة الحاقدة والغاضبة من الطرفين... كان نفسى أحبك أكتر لو إن اتحاد الكرة خصص دخل كل المباريات القادمة لصالح أهالى غزة.. كان نفسى أحبك أكتر يا ريس لو إن الحكومة أو الحزب الوطنى دفع بالساسة ذى الخبرة والمقبولين جماهيريا فى كل وسائل الإعلان لشرح الوضع ببساطة وإظهار الصورة كاملة للشعب المصرى ولا تصب وتوجهه اللوم والخطأ لحماس... كان نفسى أحبك أكتر يا ريس لو إن شيخ الأزهر والبابا معا وجها بيانا لكل مسلمى ومسيحى الشرق والغرب بإدانة العدوان ومساعدة أهل غزة... كان نفسى أحبك أكتر يا ريس لو أعلنت أنه بناء على توجيهات ونظرا لمطالب الجماهير سيتم إعادة النظر فى مسألة تصدير الغاز لإسرائيل وخاصة أنه بسعر بخس... كان نفسى أحبك أكتر لو كنت شلت شوية عن كاهل الرئيس مبارك وظهرت فى كل مكان وأوضحت ورديت على كل من هاجم مصر وحذرت وهددت وصلت وجولت وغضبت وأشحت بيدك حبا فى مصر ودفاعا عن فلسطين... كان نفسى أحبك أكتر لو عملت على جعل مصر كما كانت قلب ونبض الأمة العربية.. خسارة يا ريس... كان نفسى أحبك.