أسماء المرشحين بالأقصر وأسوان والوادي الجديد والبحر الأحمر في انتخابات الشيوخ    اتفاقية بين مصر وأمريكا لمنح درجات الماجستير    رفع 600 طن مخلفات في حملات نظافة بقرى وشوارع إسنا    من قلب برلين.. أشرف منصور: الجامعة الألمانية جسْر أكاديمي وثقافي بين مصر وأوروبا    البورصة المصرية تحقق مكاسب بقيمة 27.4 مليار جنيه خلال أسبوع    محافظ درعا: أكثر من 2500 عائلة نزحت من السويداء    حزب المؤتمر: العلاقات المصرية السعودية نموذج للتكامل العربي والشراكة الاستراتيجية    بمشاركة الصفقات الجديدة، الزمالك يفوز على رع وديا 1-0    رسمياً.. أرسنال يحسم صفقة مهاجم تشيلسي    إحباط محاولة تهريب 925 كرتونة سجائر أجنبية غير خالصة الضرائب بدمياط    السيطرة على حريق بسيارة ملاكي بمنطقة 45 في الإسكندرية    مكتبة الإسكندرية تتيح كنوز التراث المصري للصم وضعاف السمع باطلاق نسخة من سلسلة عارف بلغة الإشارة    أسامة غريب يكتب: الزراعة في الأرض البور    نور طلعت تكتب: صوت الوطن العربي.. تامر حسني يكسر القوالب في «لينا معاد» ويفتح آفاقًا جديدة للموسيقى العربية    أبطال فيلم الشاطر ل«الشروق»: العمل يقدم مزيجا غير تقليدى من الأكشن والكوميديا    علاء عرفة ينضم إلى أبطال مسلسل ولد وبنت وشايب    هل مساعدة الزوجة لزوجها ماليا تعتبر صدقة؟.. أمين الفتوى يجيب    حسام حسن وزوجته في زيارة لمستشفى العجمي التخصصي (فيديو وصور)    قافلة طبية بالمنيا تفحص 1298 مواطنًا مجانا بقرية الفقاعي    وزارة الصحة تكشف نتائج التحاليل فى واقعة وفاة 5 أطفال أشقاء بمحافظة المنيا    الصحة: حملة تفتيشية على المنشآت الطبية الخاصة بغرب النوبارية بالبحيرة للتأكد من استيفائها للاشتراطات الصحية    خبر في الجول - إبراهيم عادل يجتاز الكشف الطبي مع الجزيرة الإماراتي    موعد نتيجة الثانوية العامة 2025    دي مارزيو: إنزاجي يطالب الهلال بالتعاقد مع إيزاك    المبعوث الأممي إلى سوريا يدعو لوقف الانتهاكات الإسرائيلية فورا    «الصحة»: حملة تفتيشية على المنشآت الطبية بغرب النوبارية    حنان مطاوع مفاجأة مسلسل «كتالوج» | شاهد    منها «الغيرة يعني حب».. 7 خرافات عن الحب والعلاقات يجب أن تعرفها    ضبط المتهم بإدارة كيان تعليمي للنصب على المواطنين بالقاهرة    تقرير: نجم مانشستر سيتي على أعتاب الرحيل    حماس: المقاومة جاهزة تماما لمواصلة معركة استنزاف طويلة ضد قوات الاحتلال    «النواب» يقر خطة ترامب لخفض تمويل المساعدات الخارجية ب 9 مليارات دولار    براتب 10000 جنيه.. «العمل» تعلن عن 90 وظيفة في مجال المطاعم    حزب مصر أكتوبر: العلاقات "المصرية السعودية" تستند إلى تاريخ طويل من المصير المشترك    التفاصيل الكاملة لأزمة «الوفد في القرآن».. و«كريمة» يطالب بمحاكمة عبدالسند يمامة    الهيئة الوطنية تعلن القائمة النهائية لمرشحي الفردي ب"الشيوخ" 2025 عن دائرة الإسكندرية    وسط أجواء احتفالية وإقبال كبير.. انطلاق الموسم الخامس من مهرجان "صيف بلدنا" بمطروح    حوار| سامية الطرابلسي: أم كلثوم وعبد الحليم وأسمهان رموز يجب الاحتفاء بها    وزير الأوقاف ومفتي الجمهورية ومحافظ كفر الشيخ يفتتحون المرحلة الأولى من تطوير مسجد إبراهيم الدسوقي    مصرع عامل في حريق اندلع داخل 3 مطاعم بمدينة الخصوص    تقارير: النصر يتمم ثاني صفقاته الصيفية    فتح طريق الأوتوستراد بعد انتهاء أعمال الإصلاح وعودة المرور لطبيعته    جهاز تنمية المشروعات ينفذ خطة طموحة لتطوير الخدمات التدريبية للعملاء والموظفين    بعد تصريحه «الوفد مذكور في القرآن».. عبدالسند يمامة: ما قصدته اللفظ وليس الحزب    وزير الخارجية يواصل اتصالاته لخفض التصعيد بين إيران وإسرائيل وتفعيل المسار الدبلوماسي    اليوم.. "الوطنية للانتخابات" تعلن القائمة النهائية لمرشحي مجلس الشيوخ    المشاط تعقد اجتماعًا موسعًا مع منظمات الأمم المتحدة و التمويل الدولية لبحث تنفيذ مخرجات المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية    عاشور وناجي في القائمة النهائي لحكام أمم إفريقيا للمحليين    مجلس الوزراء: إعلانات طرح وحدات سكنية بالإيجار التمليكي مزيفة ووهمية    نصر أبو الحسن وعلاء عبد العال يقدمون واجب العزاء في وفاة ميمي عبد الرازق (صور)    الرعاية الصحية وهواوي تطلقان أول تطبيق ميداني لتقنيات الجيل الخامس بمجمع السويس الطبي    قبل ترويجها للسوق السوداء.. ضبط 4 طن من الدقيق الأبيض والبلدي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 18-7-2025 في محافظة قنا    مانديلا العرب ينال حريته.. فرنسا تفرج عن جورج عبد الله.. اعرف قصته    «أمن المنافذ» يضبط قضيتي تهريب ويحرر 2460 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : فشكراً أشرف!?    انخفاض أسعار الذهب الفورية اليوم الجمعة 18-7-2025    هل تعد المرأة زانية إذا خلعت زوجها؟ د. سعد الهلالي يحسم الجدل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل سنحرق بأيدينا الوطن؟
نشر في اليوم السابع يوم 23 - 03 - 2012

مر يوم السبت الماضى على المصريين حزينا بعد إعلان وفاة البابا شنودة، وغطى خبر الوفاة على حدث بالغ الأهمية والخطورة، وهو وضع معايير اختيار اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور، وتراجع حزب الحرية والعدالة عن مقترحه الأول الذى وافق عليه معظم القوى الليبرالية بأن تكون نسبة تمثيل البرلمان فى اللجنة التأسيسية %40 فقط و%60 من خارج البرلمان، وتحولت النسبة فجأة إلى %50 لخارج البرلمان و%50 من داخل البرلمان.
ولم يكن تغيير النسبة هو الأخطر، بل إن ما حدث فى مجمله أعطى للأغلبية البرلمانية حق اختيار كل أعضاء اللجنة التأسيسية تقريبا وبلا أى معايير حقيقية أو نسب تمثيلية معبرة عن شرائح هامة مثل الشباب والمرأة والأقباط.
أصبح الوطن مرتهنا طبقا لاختيارات الأغلبية البرلمانية ذات الاتجاه الدينى، وأصبحنا ننتظر بشغف ما الذى ستفعله الأغلبية وقد ملكت الآن زمام الأمور، وأصبح باستطاعتها اختيار جميع أعضاء اللجنة سواء من داخل البرلمان أو من خارجه، وبالتالى سيتحدد شكل الدستور القادم طبقا لهذه الاختيارات.
أسوأ ما فى هذا المشهد أن الأغلبية تعاملت مع الشعب على أنه غير موجود من الأساس، وتعاملت مع الوضع الراهن وكأن مصر لم تحدث فيها ثورة أشعل فتيلها شباب وتأخرت نسبيا هذه القوى السياسية فى الالتحاق لهذه الثورة، ولكنها فى النهاية حصدت كل ما يمكن حصده بشكل لم تتوقعه هى على الإطلاق.
يبدو أن هناك حالة من الشعور بالتمكين والاستعلاء والثقة بالذات عند الأغلبية جعلتها تعتقد أن الأغلبية المؤقتة التى حصلت عليها تتيح لها الاستئثار بتحديد مستقبل الوطن وتهميش الشعب، رغم أن هذه الأغلبية لم تحصل فى مجملها على خمس أصوات المصريين.
تأخذنا الأكثرية إلى مرحلة غاية فى الخطورة ستمهد لمواجهة مباشرة بين الشارع وشباب الثورة وبين الأغلبية البرلمانية بتياريها الإخوانى والسلفى على السواء، ولن تكون المعركة مجرد تنافس بين إسلاميين وليبراليين، بل بين قوى سياسية دينية وقوى الشارع الحقيقية التى شكلت الكتلة النوعية الحرجة الأولى التى أشعلت الثورة أثناء غياب السلفيين والإخوان عن صدارة المشهد حينها.
هناك تراكم من الغضب يزداد يوما بعد يوم بين هذه القطاعات من أداء الأغلبية، وستكون معركة الدستور واللجنة التأسيسية هى الشرارة التى ستشعل المواجهة إذا لم تسرع الأغلبية بتصحيح الأوضاع وطمأنة الشارع بتشكيل لجنة تأسيسية تحظى بالتوافق المجتمعى ويمثل فيها الجميع بلا إقصاء لأى تيار ودون اعتماد على فكرة الأغلبية والأقلية التى لا مكان لها فى وضع الدساتير.
إن تحزيب الدستور وصبغه بلون أيدلوجى معين هو بداية النهاية والسقوط لأى دستور، وأى تيار سياسى يحاول ممارسة هذا فسيضع نفسه فى مواجهة الشعب والاغترار بالنتائج الانتخابية الأخيرة هو الفخ الذى قد تسقط فيه هذه القوى ليكون بداية لضمورها.
ما زال أمام الأغلبية البرلمانية فرصة أخيرة لطمأنة الرأى العام وإزالة مخاوفه عبر تشكيل متوازن للجنة التأسيسية لصياغة الدستور، أما محاولة تجميل اللجنة التأسيسية ببعض الرموز المدنية والثورية فقط دون توازن وتمثيل حقيقى لكل أطياف المجتمع، فلن تستطيع أبدا إضفاء الشرعية على تشكيل اللجنة ولا ما سيخرج منها.
لا نريد أن نرى فى مصر دستورا موازيا يعلنه بعض الأطراف التى ستشعر بإقصائها من عملية وضع الدستور، وهذه الخطوة ليست خيالية بل هى محل تفكير لدى قوى مختلفة خاصة من الشباب الذين يشعرون بضيم وظلم رهيب وإقصاء عن المشهد السياسى.
علينا أن نتذكر دوما أننا فى حالة ثورة لم تكتمل وفترة انتقالية لم تتكون فيها عناصر النظام السياسى كاملة، وأن بناء الدولة الحديثة التى نطمح إليها لن تنجزه قوة سياسية واحدة وحدها مهما كان حجمها، نادرة هذه اللحظات فى تاريخ الشعوب، لذا فقد تكون هذه اللحظات عاملا لنهضة الأمة وقد تكون للأسف عاملا لتمزيق الشعوب والمجتمعات، فلنرحم مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.