سادت حالة من الهدوء داخل قرية الماريناب بإدفو، مساء أمس الأحد، عقب الأحداث المؤسفة التى شهدتها منطقة ماسبيرو بالقاهرة، بعد وفاة 24 شخصا، وإصابة عشرات آخرين، فى اشتباكات المتظاهرين الأقباط مع جنود قوات الأمن والجيش أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون المصرى. وقام وفد يضم مسلمين ومسيحيين بمحافظة أسوان، بزيارة لقرية الماريناب عقب أحداث ماسبيرو ومحاولة تهدئة الموقف داخل القرية لمنع تصاعد الاحتجاجات فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد، مطالبين أقباط القرية بضبط النفس تجاه ملف كنيسة الماريناب، وعدم السماح لأى أيادٍ خارجية بالتدخل فى أزمة الكنيسة، مؤكدين أن هذا شأن داخلى ولا يسمح بالتدخل الخارجى فيه، والارتضاء بقرار إحالة ملف القضية للنيابة للتحقيق فيها. وقدم الوفد المكون من 20 فردا من قيادات القبائل العربية بأسوان، عرضا للصلح يتضمن 11 بندا، تمت الموافقة على 8 بنود منها، خلال مناقشتهم مع أقباط القرية والكنيسة بإدفو، فيما رفض الوفد البند الخاص بتحويل المبنى المتنازع عليه إلى مضيفة أخرى وتسجيله فى الشهر العقارى، بجوار المضيفة الأصلية خشية أن يتم التنازع حوله مستقبلا وتتفجر أزمة من جديد. من جانبهم، منع عدد من شباب قرية الماريناب منضمين إلى اللجان الشعبية بإدفو، تنظيم مسيرة تضامنية، كان ينوى القيام بها شباب القرى المجاورة للمريناب، لتطوف بشوارع القرية، وذلك خشية وقوع احتكاكات بين مسلمى وأقباط القرية. وعلى المشهد الآخر، رفض عدد من شباب الأقباط المتظاهرين، والبالغ عددهم 600 متظاهر أمام مبنى محافظة أسوان، محاولات عدد من قيادات الكنائس بأسوان إضافة إلى قيادات المظاهرة، لإقناعهم بفض التظاهر، حرصا على استقرار المشهد السياسى فى مصر، وعودة الهدوء إلى الشارع المصرى بعيدا عن أى أحداث فتن طائفية بين الجانبين، مؤكدين أن التظاهر السلمى، والاعتصام مجددا أمام مبنى محافظة أسوان، للمطالبة بحق المسيحيين فى حماية دور عبادتهم. وقال القمص صليب وكيل مطرانية إدفو ل"اليوم السابع" إن أقباط الماريناب بإدفو وقيادات الكنيسة بأسوان، يرفضون فكرة المظاهرات للحصول على حقوقهم فى إعادة بناء الكنيسة مرة أخرى، مؤكداً أن الأنبا هدرا مطران أسوان دعا إلى صوم انقطاعى يوم الأربعاء المقبل ولمدة ثلاثة أيام، من أجل أن يتدخل الله لحل أزمة كنيسة قرية المريناب التابعة لمركز إدفو، مشيرا إلى دور الكنيسة الروحى أنها تلجا لله فى وقت الأزمات والضيقات لكى يتدخل برحمته". من جانبه، استنكر اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان، الأحداث المؤسفة التى شهدتها منطقة ماسبيرو بالقاهرة، مشيراً إلى أن مطالب الأقباط بإقالتى من منصبى كمحافظ لا يبرر الاعتداء على عدد من جنود الجيش المصرى، واصفا الأحداث الحالية بالفتنة، التى طالت أمن واستقرار مصر. ولفت إلى أن هذه الأحداث، تعيد مصر إلى الخلف، وتأخر من تقدمها الحضارى، كما يتسبب هذا الأمر فى انقطاع حركة السياحة فى مصر وداخل محافظة أسوان، إضافة إلى الصورة السيئة التى يرسمها المشهد الحالى للعالم الخارجى، ومحاولة تدخلهم فى الشأن الداخلى المصرى. وقال السيد، فى تصريح خاص ل"اليوم السابع": "هناك أياد خارجية تدخلت لتصعيد موقف كنيسة الماريناب بإدفو، ورفع سقف المطالب، وتلعب لإشعال الفتنة بين المسلمين والأقباط فى مصر". وأكد أن أقباط إدفو لا صلة لهم بما يحدث أمام ماسبيرو، وأن أهالى قرية الماريناب يعيشون آمنين، ولا وجود لأى فتن، كما يصفونها خارج أسوان، مؤكدا التزام أهالى القرية بقرار إحالة ملف القضية إلى النيابة، وإحالة 8 من المسلمين و7 من المسيحيين إلى جهات التحقيق. فيما عبر محمد عبد الفتاح أمين حزب الحرية والعدالة بأسوان، عن أن الإخوة الأقباط خانهم هذا التصرف، وأن التصعيد الذى قاموا به غير مبرر، ولا يصب فى صالح الأقباط من وجهة نظرى، وكان يجب أن ينظر الأقباط ما تنتهى إليه التحقيقات، التى من المؤكد أن تظهر كافة الحقائق الكاملة، ولدى أقباط الماريناب من المستندات ما يثبت الحق فى هذه القضية. ودعا الجميع على أرض مصر، مسلمين ومسيحيين، للجوء إلى الاستقرار وتهدئة الأوضاع، وأن الأمر كان يمكن أن يحل بالقنوات الشرعية وخاصة القضاء المصرى.