جائزة نوبل وغياب الكتاب والمبدعين العرب عنها باستثناء نجيب محفوظ، إشكالية تطرح العديد من الأسئلة حول قضايا أدبية لنظرة الغرب إلى الأدب العربى، وهل ينظر للأدب فيها على اعتباره أدباً من الدرجة الثالثة، ولماذا لا يعامل الإبداع العربى كما يعامل الإبداع الأمريكى اللاتينى الذى حظى باهتمام كبير فى الآونة الأخيرة. وماذا عن الترجمة من العربية؟ وما هى معايير اختيار النصوص التى تترجم من العربية؟ خاصة مع ولع الغرب بالتلصص على العرب من خلال ترجمة النصوص الفضائحية التى تقرأ فى الغرب على أنها نصوص الدرجة الأولى، فى حين أنها لا تلقى نفس القيمة والتقدير عند العرب أنفسهم، على الرغم من وجود العديد من النصوص العربية الهامة والتى لم تترجم للغرب. ومن شأن السؤال أيضاً عن غياب العرب عن الجائزة، أن يطرح قيمة التنازلات المفترض أن نقدمها كقرابين للوصول لرضا ألفريد نوبل، وطرق الوصول لمنصة الأكاديمية السويدية، أم أن هذه التنازلات ما هى إلا مجرد شك وريبة فى كل ما يأتى مع رياح الغرب.... طرح اليوم السابع هذه الأسئلة على مبدعين فى عالم الشعر والقصة والرواية والنقد الأدبى، وجاءت الإجابات وفقاً لانتماءاتهم الفكرية والثقافية.... أدونيس وسعدى يوسف وإدوار الخراط مرشحين لنوبل فكان الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى واسع الصدر حسن الفطنة، مؤكدا أن النشاط الإبداعى ليس فيه مجال للاكتفاء، ولا يمكن التوقف عند نجيب محفوظ، ويستطيع 40 روائياً عربياً أن يحصلوا على نوبل حين يتوفر لكل منهم المذاق الخاص به، وحين يكتشف قارات جديدة لم يطرقها أحد قبله. ضعف الترجمة من اللغة العربية مقارنة بالاسبانية وأرجع حجازى أسباب ابتعاد الجائزة عن العرب لأسباب منها، ضعف الترجمة من اللغة العربية، وقلة الإقبال عليها بالمقارنة مثلاً باللغة الأسبانية التى تعتبر اللغة الثانية المطروقة فى العالم. مستطرداً أن هناك يسراً فى التعامل معها وفى قراءة ما يكتب بها. وتساءل حجازى كيف ينتظر من الأكاديمية السويدية أن تمنح الجائزة لكاتب عربى دون أن يتم ترجمته للغات المطروقة. وأكد حجازى أنه ليس هناك تنازلات للفوز بنوبل، وأوضح أن الكاتب التركى أورهان باموق الفائز بنوبل، والمتهم فى بلاده بالخيانة، لأنه اعترف بمذابح الأرمن، لم يقدم أى تنازلات للفوز بالجائزة، ولكنه فى المقابل امتلك الكثير من الشجاعة ليشهد على نفسه باعتباره تركياً، ويعترف بمذابح الأرمن ولم يخجل من أن يكشف عورات بلاده أمام الأعين، أمّا نحن فما زلنا نصر على أن ندارى عوراتنا عن العالم، وهذه العورات يجب أن تكش, حجازى رشح أدونيس وسعدى يوسف وإدوار الخراط للفوز بنوبل. نوبل تحتاج لمواصفات سياسية لا أدبية الناقد الدكتور محمد عبد المطلب أكد أن الوصول لنوبل يحتاج لمواصفات سياسية لا أدبية وأنه اطلع على العديد من المنتج الأدبى للعديد من الفائزين بنوبل، وهذا الإنتاج لا يرقى للمستوى الأدبى، ويتم اختياره وفقاً لاختيارات سياسية. وأن أغلب الأعمال الفائزة فى نوبل ما هى إلا انتقاد للثقافات غير الغربية ونقض للتراث الإنسانى باستثناء نجيب محفوظ، وأرجع سبب فوز محفوظ بالجائزة إلى تصور الغرب أن رواية "أولاد حارتنا" هى نقد للثقافة العربية والإسلامية إلا أن محفوظ أرد أن يؤكد على فكرة وجود الإله من خلال الرواية. وعلق على أنه بالرغم من أن المثقفين العرب اتجهوا لكتابة ما يرضى المسئولين عن الجائزة فى الأيام الأخيرة، إلا أنه لم يفز بها أحد منهم حتى الآن. وهم الترجمة لخمسة عشرين لغة!!! وبالنسبة للترجمة من العربية، أكد عبد المطلب أن كل أديب لدينا يتكلم عن أنه ترجم لخمسة وعشرين لغة ولكن هذه الترجمات على حد قوله لا تزيد عن عشرين نسخة، توزع فى نطاق محدود على المستشرقين والمهتمين بدراسة الثقافات العربية، كما أن العديد من النصوص التى تترجم لا تعبر عن الأدب العربى وهى لأنصاف الأدباء وبها الكثير من النصوص التى تهاجم الثقافة العربية والإسلامية، وأرجع عبد المطلب كثرة الفائزين بجائزة نوبل من الكتاب الناطقين بالأسبانية إلى أنهم يحترمون ثقافتهم ولذا أجبروا العالم على احترامهم. ورشح عبد المطلب للفوز بنوبل من الكتاب العرب أدونيس وإدوار الخراط وأحمد عبد المعطى حجازى. نوبل ليست المعيار الوحيد لقيمة الأدب الشاعر عبد المنعم رمضان أكد أنه على الكتاب العرب أن يتوقفوا عن الطموح للفوز بنوبل لأنها ليست المعيار الوحيد لقيمة الأدب وهناك كتاب أوروبيون كبار أيضاً لم يفوزوا بها، وأكد أنه فى السنوات الأخيرة حدث تكالب من بعض الكتاب العرب للترشيح لنوبل، أدى بهم للعديد من التصريحات التى تتناسب مع وجهة نظر الغرب وطريقته فى النظر إلينا. ورشح رمضان، علاء الأسوانى للفوز بالجائزة لحسن حظه وسوء حظ الأدب العربى، ورشح أيضاً كتاب المدونات!!!.