توجه إلى العاصمة العراقية بغداد صباح اليوم الاثنين، السفير هانى خلاف لتولى مهام منصبه كرئيس لوفد جامعة الدول العربية بالعراق، مما يعنى عودة عربية مكثفة للعراق، قد تنتشله من جحيم الصراعات الطائفية، ومن تنفذ القوى الإقليمية المجاورة، التى تمثل احتلالاً موازياً للاحتلال الأمريكى على الأرض العراقية. اليوم السابع كان له هذا الحوار عبر الهاتف مع السفير هانى خلاف، فور وصوله الأراضى العراقية .... ما هى خطواتكم الأولى فى العراق؟ الخطوة الأولى تتمثل فى تقديم أوراق الاعتماد لرئيس الجمهورية جلال طالبانى، ومن ثمة طلب مقابلة مع رئيس الوزراء نورى المالكى وعدد من الشخصيات السياسية العراقية، للتحدث معهم فى المشروعات التى تطرحها الجامعة العربية. ما هى أبرز هذه المشروعات؟ هى عبارة عن أفكار للتفاعل والتواصل، وتبنى أساساً على قرارات القمم العربية، فهناك التزامات، تم إقرارها فى تلك القمم، على العراق أن يلتزم بها وأيضا على باقى الدول العربية أن تلتزم بها تجاه العراق، ومن بينها تفعيل إجراءات بناء الثقة بين العراق والدول العربية، بعض هذه الأفكار قد يكون له برامج تنفيذية وبعضها قد يكون للدفع وتقديم الأفكار الجديدة. هل ستلعب الجامعة العربية دوراً موازيا للدور الإيرانى؟ الجامعة العربية تضم 22 دولة وأعتقد أنها قادرة على أن تقدم مساهمات للجانب العراقى شعباً وحكومة وتستطيع أن توازى وتقلص الدور الإيرانى الذى بات يقلق الجميع ولكن دعنا نتوصل أولاً لخطوات عملية لدعم المصالحة الوطنية ونحن متمسكون فى الجامعة العربية بتطوير العلاقات والتعامل مع جميع القوة السياسية العراقية ولن نستثنى أحداً، فلابد أن يكون هناك عراق موحد ومتصالح مع نفسه ونحن نسعى لتحقيق هذا والجامعة العربية هى الطرق الأساسى الذى يصر على تحقيق تلك المصالحة لإخراج العراق مما هو عليه. سبق أن حاولت الجامعة فى موضوع المصالحة فى عام 2005 فهل هناك رؤى وأفكار جديدة تحملها؟ نعم هناك أفكار جديدة فى المستقبل القريب وتحتاج إلى وقت ولكن مع الوقت ودراسة الظروف التى دفعت بالكثير من القوى السياسية والاجتماعية فى العراق لتطوير مواقفها، وبالتالى نستطيع أن نقدم تصوراً شبه متكامل للوصول لميثاق وطنى جديد يجتمع عليه كل الأطراف، لكن المهم التقاء كل القوى السياسية فى منطقة وسط، تحقق للجميع مصلحة مشتركة وهى مصلحة العراق الواحد. كيف تنظر للإجراءات الأمنية فى العراق؟ توجد بالفعل ملامح لوضع أمنى مستقر، وفى المطار الإجراءات منظمة وميسرة وكذلك الوضع من المطار وحتى مقر الجامعة العربية ببغداد، فهناك الكثير من شواهد التحسن الأمنى, ومازالت بعض الأسباب القائمة لوجود توتر أمنى وهذا طبيعى بعد الفترة الطويلة من التوترات الأمنية التى شهدها العراق خلال السنوات الماضية. هل لديك رؤية لشكل جديد من العلاقات بين العراق وجيرانه؟ جاءت مبادرة الأمين العام لتعيين بعثة للجامعة الجامعة العربية فى أواخر يوليو الماضى أعقبها إعلان 5 دول عربية أنها فى سبيلها لفتح سفاراتها بالعراق، بدأتها مصر مما يدل على أن النشاط الدبلوماسى ليس شكلياً ولكنه مصحوب بأنشطة عملية واقتصادية، ونأمل أن يصل قريباً السفراء العرب للدول العربية التى أعلنت استعدادها لفتح سفاراتها ببغداد، ويكون الحضور العربى موازياً للحضور الأجنبى. من ناحية ثانية، على كافة الدول العربية عليها أن تعى أن العراق له ثقل اقتصادى كبير وبالتالى فإن تحقيق المصلحة المشتركة للدول العربية والعراق يجب أن يرافقه نظرة اقتصادية كبيرة لهذا البلد. متى تتوقع أن تعود مصر لفتح باب سفارتها فى بغداد؟ هى مسألة شهور أو أسابيع , فقد أشار الوزير أحمد أبو الغيط فى تصريحه عقب لقائه وزير الخارجية العراقى، أن فتح السفارة المصرية ببغداد "سيتم فى القريب, أو على مراحل", كما أن العلاقة بين القاهرة وبغداد لا تنحصر فى فتح السفارات، ولكن تمتد إلى مشروعات ومصالح متبادلة, وماذا ستقدم مصر للشعب العراقى وما ستقدمه الشركات فى مجال التشييد والبناء والكهرباء والنفط، فالعراق بحاجة إلى القدرات المصرية فى مرحلة إعادة البناء، مع النقص الشديد الذى يعانى منه العراق فى الكهرباء ووقود السيارات، وهذا ما يمكن أن توفره مصر للعراق, كما ذكر وزير الخارجية المصرى. هل يمكن وصف مقر الجامعة العربية فى العراق؟ هو مبنى صغير بالقرب من وزارة الخارجية العراقية وملحق به مقر لإقامتى يقع قبالته متنزه كبير "متنزه الوزراء"، وهو يبعد مسافة بسيطة عن مقر الحكومة العراقية.