"مشكلة العلوم الإنسانية.. تقنينها وإمكانية حلها"، عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن دار رؤية للنشر، للكاتبة الدكتورة يمنى طريف الخولى. الكتاب يقع فى 252 صفحة، وهو ينطلق من منظور مستقبلى، هادفا أن تبلغ العلوم الأخبارية بالظواهر الإنسانية، ما بلغته العلوم والظواهر الطبيعية من معدلات نجاح متسارعة فى أداء وظائف العلم التجريبى من وصف وتفسير وتنبؤ. تقول الباحثة فى مقدمة الكتاب، إن مطلع القرن الحادى والعشرين شهد تفجراً معرفياً باذخاً غير مسبوق، مما يؤكد أننا على أعتاب مرحلة جديدة من التقدم العلمى، يعلو فيها دور العلوم الآلية، أى علم المنطق ومناهج البحث وعلوم المعلوماتية والكمبيوتر وعلم اللغة العام، ومع زيادة مؤشرات التقدم العلمى والتفجر المعرفى، زاد إلحاح دور العلوم الإنسانية فى العقل وفى الواقع، ولا تزال سيطرة العقل العلمى التجريبى على الظواهر الطبيعية والحيوية تفوق كثيرا سيطرته على الظواهر الإنسانية، وقد قطعت العلوم الإنسانية خطوات واسعة فى طريق اصطناع المنهج العلمى التجريبى وعلى مدار القرن العشرين أحرزت إنجازات متوالية ولكن لاتزال الحاجة ملحة إلى مزيد من سيطرة العقل العلمى على الظواهر الإنسانية، وإلى دفع الطاقة التقدمية للعلوم الإنسانية. الكتاب يحوى ستة فصول، وهى العلوم الإنسانية ومنطق تقدمها، العلوم الإنسانية ومنطق تخلفها النسبى، منطق مشكلة العلوم الإنسانية، الخاصة المنطقية المميزة للعلوم الطبيعية، التساوق المنهجى للخاصة المنطقية، والإبستمولوجيا العلمية المعاصرة والخروج من مشكلة العلوم الإنسانية. ويقف الأول منهم على منطق التقدم المتوالى للعلوم الطبيعية، الذى تبلور بل تفجر بثورة العلم فى القرن العشرين، ويتكرس الفصلان الثانى والثالث لفلسفة العلوم الإنسانية من حيث عوامل نشأتها وتناميها ثم نجاحها فى التوصيف العلمى للظواهر، أما الفصلان الرابع والخامس فهما يتناولان الخاصية المنطقية المميزة للعلوم التجريبية، أى القابلية للاختبار التجريبى والتكذيب، وأخيراً تقف الباحثة فى الفصل السادس على كيفية الخروج وإيجاد حلول للمشاكل التى تواجه العلوم الإنسانية.