أكد أحمد شحاتة رئيس قسم البحوث والتحليل الفنى بشركة النوران لتداول الأوراق المالية، أن مشكلة المتاجرة فى أسواق المال تكمن فى أنها قد تبدو للبعض كأنها سهلة، نظراً لحركة الأسعار السريعة فى حين أنها فى الحقيقة ليست كذلك، فهى تعد محط أنظار كل من حكومات الدول والمحافظ المالية الكبيرة وصناع القرار السياسيين، فضلاً عن أصحاب الشركات المدرجة فى البورصة، والتى يتوافر لديهم جميعاً معلومات غير معلنة لبقية المشاركين فى السوق، الأمر الذى ينبثق منه صعوبتها. وأشار شحاتة إلى ثلاثية (الالتزام والصبر والتواضع) التى لابد أن يتسم بها المستثمر فى البورصة، حيث إنها بمثابة درع حماية له من التأثير السلبى للقرارات الانفعالية النابعة من المشاعر المرتبطة بحركة الأسعار السريعة وتداول بعض الشائعات، وذلك لأن هذه الثلاثية تعمق هيمنة العقل الراشد على اتخاذ القرارات الاستثمارية الانفعالية. وأوضح شحاتة ما يحتويه مفهوم الالتزام (الانضباط) من عناصر، والتى يكون فى مقدمتها الإجابة على سؤال (اعرف نفسك كمستثمر) من خلال ضرورة معرفته لهدفه من دخوله البورصة، ومعرفة درجة المخاطرة لديه، وأخيراً معرفته لمدى استثماره من حيث مستثمر قصير أم طويل الأجل. وقال شحاتة، إنه إذا كان هدف المستثمر من الدخول فى البورصة هو الثراء السريع يعد هدف ليس فى محله، فالأساس من دخول البورصة اعتبارها وسيلة استثمارية جيدة تحتمل المكسب والخسارة، أما عن درجة المخاطرة فلابد من توافرها بقدر معقول، والتى بعدم توافرها ينصح الفرد بعدم دخول البورصة والبحث عن وسيلة استثمارية أخرى تتناسب معه. أما عن العامل الثانى للالتزام قد استعان شحاتة فى توضيحه بمقولة إنجليزية شهيرة، وهى "Plan your trade and trade your plan"، حيث لابد قبل البدء فى المتاجرة. وضع الخطة الاستثمارية للمتاجرة نفسها، والتى يضعها المستثمر وفقاً لحجم الأموال المقرر استثمارها، وحجم الأرباح المتوقع سحبها عند تحقيق مكاسب، بالإضافة إلى عنصر الوقت المقرر للاستثمار سواء كان سنة أو ثلاث أو خمس سنوات، إلى جانب الأسلوب الذى سيعتمد عليه فى المتاجرة سواء كان أدوات التحليل أم سيعتمد على الأخبار التى سيحصل عليها من خلال علاقته بشخص ما داخل السوق. وأشار شحاتة إلى عامل التحكم فى المخاطرة الذى يحجم سيطرة السوق على المستثمر، على اًفتراض أن السوق يعتبر عدواً للمستثمر، فهناك حقيقة بأن الأموال الثابتة والمستمرة لا تأتى عن طريق تحسين الأرباح إنما تأتى بشكل أساسى عن طريق حجم الخسائر التى حققها المستثمر خلال استثماره. وأضاف شحاتة أن العامل الثانى لتوافر الالتزام لدى المستثمر، وهو المخاطرة حيث لابد أن تتوفر درجة من المخاطرة لدى المستثمر حتى يستطيع تحمل أى خسائر قد تطيح به، أما إذا كان غير كذلك يفضل له عدم دخول البورصة، أما عن العامل الثالث فهو يتمثل فى تحديد المستثمر لمدى استثماراته سواء كان قصير أم طويل الأجل. وأخيراً وليس آخراً قال شحاتة، إن الصبر أثناء المتاجرة لابد أن يكون فى محله طالما لم يصل أداء السوق إلى نقاط وقف الخسائر، وطالما أن الخطة الموضوعة من قبل لم يلحق بها أى تغييرات، أما عن التواضع فقد يكون مطلوباً حينما يحقق المستثمر أرباحاً كبيرة وفقاً لتوقعاته والتى تجعله يصل إلى درجة الثقة العمياء مما تؤثر سلباً على أدائه.