سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فاطمة يهود.. ناعوت سابقا.. الكاتبة لجأت إلى أرخص الأساليب كى تروج كذبة التهجير القسري.. تغازل متطرفي اليهود المطالبين بتعويضات.. ولم تسأل نفسها عن ضرر الوطن من كتاباتها لأنها احترفت الصيد فى الماء العكر
- الكتاب اليهود ردوا على مزاعمها معظم اليهود لم يتم طردهم لكونهم يهودا وإنما لكونهم صهاينة أو شيوعيين أو بريطانيين أو فرنسيين - ناعوت صورت هجرة اليهود وكأنها "هولوكست مصري" بالتزامن مع تدشين الصهاينة حدثا عاليما للمطالبة بتعويضات يهود الشرق الأسط في 30 نوفمبر
- لم تسأل ناعوت نفسها عن أضرار المصريين من كتاباتها فالمهم ترجمة كتبها ودعوتها للمؤتمرات الدولية والحصول على الجوائز والرقص على جثة الوطن
- ناعوت محترفة الصيد في الماء العكر بعد كساد سوقها في تأجيج مشاعر الأقباط بفضل استقرار مصر لجأت إلى اختراع فتنة حقوق اليهود
لا يختلف اثنان على أهمية المحبة الإنسانية دون النظر إلى الدين أو العرق أو الجنس، ولا على أن حرية الفكر من أهم مقومات المجتمع السليم، ولا يتخيل أحد أن هناك أمة ناحجة عاقلة متقدمة دون أن يكون الفكر فيها حر طليق، ويكون الوعي فيها هو المهيمن والمسيطر، لكن أن تتحول حرية الفكر إلى أداة نجسة من أدوات تخريب المجتمعات اعتمادا على مغالطات مفضوحة وحسابات شخصية مغرضة وأهداف قذرة فهذا لا يعد حرية ولا فكرا، وإنما يعد تدميرا وابتذالا للحرية والفكر والوطن أيضا، وهو للأسف ما فعلته الكاتبة فاطمة ناعوت في مقالاتها المسمومة عن يهود مصر، والتي أرادت فيها أن تسكب الزيت على النار، وأن تتخذ من مبادئ قبول الآخر والإخاء الإنساني والتنوع الثقافي ستارا لتغازل من ورائها أهدافها المفضوحة.
الكاتبة على مدار الأيام الماضية حرصت بلا مناسبة تذكر على الحديث عن يهود مصر وتاريخهم، محتفية بالعالم الإيطالي من أصل مصري"ريموند شينازي" والذي توصل لعلاج فيروس سي بالسوفالدي وسمح بتداوله في مصر بأسعار زهيدة اعتزازا بأصوله المصرية، وبلا شك فإن حالة هذا العالم وغيره من الكثير من يهود مصر يجب أن توضع في الحسبان ليس باعتباره يهوديا وإنما باعتباره مصريا، ولا شك أيضا في أن الكثير من يهود مصر كانوا على قدر كبير من الوطنية والانتماء حتى بعد أن هاجروا منها، مثلهم مثل أي مسلم أو مسيحي أو حتى ملحد مصري تغرب عن وطنه واحتفظ في وجدانه بهوية عصية على الإنكار، لكن فاطمة ناعوت لم تضع في حسبانها كل هذا وأرادت أن تصطاد في الماء العكر فحسب، وبلا مناسبة كتبت ما يتمناه أي صهيوني متطرف في مسألة يهود مصر حيث قالت عن العالم الإيطالي اليهودي من أصل مصري "شينازى" "لن تلمح في صوته أي مرارة جراء ما لَحق باليهود المصريين من اضطهاد في وطنهم مصر بعد قيام دولة إسرائيل. لا يذكر كيف لوحقوا وشوهوا وحرقت ممتلكاتهم وطردوا من ديارهم بمصر رغم أنهم كانوا وما زالوا أكثر الرافضين لقيام دولة إسرائيل المحتلة على أرض فلسطين. كما قالت "حين تسأله لماذا خرج مع أسرته من مصر في بدايات الستينيات الماضية يقول ببساطة مبتسما: "بسبب الأحوال السياسية" وفقط. دون مجرد إشارة إلى المظالم التي طالت يهود مصر الذين أحبوا مصر أكثر من ملايين يعيشون على أرضها ولا يعرفون قيمتها.. وربما أكبر دليل على هذا أن معظم من هجروا قسرا من يهود مصر لم يذهبوا إلى إسرائيل التي كانت وما زالت تفتح لهم أحضانها وهى تلوح لهم بالباسبور الإسرائيلى القوى.. بل هاجروا إلى أمريكا وأوروبا وهم يبكون ترابَ مصر الكريم "!
هذا ما قالته "ناعوت" بخط يدها، ولعلك لاحظت كم الحرص على الافتراء على مصر والمصريين من وراء احتفائها بالعالم المصري الأصل، ولو كانت اكتفت بذكر مكارم هذا العالم الكبير لأصابت، ولو كانت بذكر ما كان يتمتع به بعض يهود مصر من وطنية وانتماء وعبقرية لأصابت أيضا، لكنها بكل أسف لجأت إلى أرخص الأساليب لكي تروج كذبة التهجير القسري ليهود مصر، كما أرادت أن تصور الأمر على أنه "هولوكست مصري" بذكر أكاذيب من نوعية أن اليهود "لوحقوا وشوهوا وحرقت ممتلكاتهم وطردوا من ديارهم بمصر" ولا يخفى على أحد أن الكثير من متطرفي اليهود في إسرائيل يثيرون من حين لآخر هذه الأكاذيب من أجل الظفر بالكثير من التعويضات مثلما ظفروا بمثيلاتها من ألمانيا، وهو بذلك لا تغازل إسرائيل فحسب وإنما تدعم قضيتهم الكاذبة، بتمنحهم اعترافا مصريا بتلك الحقوق المزعومة، أوليس في هذا رخصا وابتذالا؟
هنا كانت الحالة واضحة، وكان الغرض ظاهرا، ولهذا كتب الزميل محمد عبد الرحمن تقريرا بعنوان "موسم الهجرة إلى أحضان إسرائيل" في اليوم السابع قائلا هذه المقالات أتت من باب مغازلة إسرائيل ليس أكثر، تماما كما فعل القيادي الإخواني "عصام العريان" الذي غازل إسرائيل بكلام مماثل لما قالته "ناعوت" من أجل الظفر باعتراف عالمي بالإخوان، ومعروف أن هذه المغازلة تأتي بثمارها سريعا بالنسبة للأدباء والكتاب سواء عن طريق استضافة فى مؤتمرات أو في عقود ترجمة وشراء حقوق مطبوعاتها أو منح جوائز عالمية تتحكم فيها الأيادي الصهيونية، ومرة أخرى نكرر إن ناعوت لم ترتكب خطأ حينما احتفت بيهود مصر، ولم ترتكب خطأ حينا اختفت بالعالم "شينازي" ولكنها أجرمت في حق وطنها جريمة متكاملة الأركان، وهو الأمر الذي لم يثر ارتياب اليوم السابع فحسب وإنما أثار ارتياب العديد من الكتاب والمحققين في كثير من المواقع والصحف، وهو ما يبرزه الكاتب "أحمد رفعت" الذي قال في موقع فيتو واصفا ما كتبته بأنه جريمة حيث قال "يمكنك عزيزي القارئ أن تفرك عينيك.. ثم تفركها من جديد.. وتتحدث إلى نفسك وتقول هل هذا حقا كتبته كاتبة مصرية؟ وربما اعتقدت أن من كتبها كاتب يهودي بينما تجد من اليهود من قال عكس ذلك أصلا مثل لكاتب "إيان سرجي بيزاوي"، الذي كتب في "هاآرتس" الصهيونية في أكتوبر 2017 يقول "معظم اليهود في مصر لم يتم طردهم لكونهم يهودا وإنما لكونهم صهاينة أو شيوعيين اما في عام 1956 بعد الحرب فقد طردوا لكونهم بريطانيين أو فرنسيين بعد مصادرة الممتلكات الأجنبية وليس لأنهم يهود"! ويمضي رفعت في تفنيد مزاعم ناعوت ويقول " بالطبع لا نستشهد بكاتب يكتب في صحيفة صهيونية لكن المقارنة فرضت نفسها.. ف"بيزاوي" من أصل مصري أيضا، شهادته شهادة شاهد قبل أن تكون شهادة باحث وكاتب المثير أن "بيزاوى" فكر وحلل.. لكن "ناعوت" لم تسأل نفسها ما الدليل على اضطهاد أسرة الدكتور "ريموند"؟ لم تكن اسرته ثرية لتأميمها، كما أنها - ناعوت- لم تتعب نفسها لتفكر قليلا وتفهم أن "ريموند" ولد عام 1951، وطبقا لحواراته فقد ترك مصر بعد 13 عاما من مولده أي عام 1964 !! وبالتالي فقد قامت ثورة يوليو المجيدة ولم يتم ترحيله، وضبطت فضيحة لافون الصهيونية وشبكات التفجير بمصر، وبعدها شبكات تهريب الأموال والتجسس ولم يغادروا مصر، ووقع العدوان الثلاثي ولم يغادروا مصر، وتم تمصير الأملاك البريطانية والفرنسية كرد على تجميد ممتلكات مصر في بريطانيا وفرنسا، وعدم سداد مستحقات مصر بقناة السويس، ولم يغادروا مصر. وصدرت قوانين التأميم عام 61 ولم يغادروها!.. ولم يتم اضطهادهم في هذه الأحداث جميعا!!.. فلماذا سيضطهدونهم عام 64 ؟! "ناعوت" ملكية أكثر من الملك أو قل على وزنها ما تشاء!
هنا يظهر الفرق بين الكتابة العادلة والكتابة الرخيصة، فالكثير من الكتاب المنصفين المحترمين الوطنين يكتبون في موضوع اليهود المصريين بغرض إحقاق الحق والاعتزاز بجزء غال من الوطن، فكتب مثلا الدكتور محمد أبو الغار كثيرا عن تلك المسألة بحيادية وإنصاف، كما كتبت الكاتبة الصحفية الجليلة سناء البيسي كثيرا أيضا عن يهود مصر متأملة إنجازهم الفني محتفية بحالة عذبة من التنوع الثقافي الذي يثري المجتمع ويحصن قلاعه، وكتب أيضا الدكتور خالد فهمي مطولا عن تلك القصة قائلا " وتؤكد الشواهد أيضا أن أغلب اليهود المصريين ترك مصر بعد حرب 1965 وليس بعد حرب 1948، وأن أغلبهم لم يقصد إسرائيل بل استقر به المقام فى بلدان أخرى، وبالتالى فلا صحة لاتهام كل الطائفة بأنهم كانوا صهاينة ينتظرون على أحر من الجمر فرصة إنشاء دولة إسرائيل ليرتحلوا إليها، بل الصحيح أن أغلبهم تمسك ببقائه فى وطنه حتى أمست حياتهم فى مصر مستحيلة، كما تؤكد الشواهد أن إسرائيل كان لها دور كبير فى ارتحالهم، فإسرائيل جندت شبكة تجسس عام 1954 للقيام بأعمال إرهابية فى القاهرة والإسكندرية، فيما عرف باسم عملية سوزانا، وأغلب التفسيرات تذهب إلى أن هذه العملية كانت ترمى إلى توريط كل أعضاء الطائفة حتى تؤلب الرأى العام عليهم وتجبرهم على الارتحال لإسرائيل، فالصهيونية لا ترى معنى لبقاء اليهود فى «الشتات»
هكذا حلل الدكتور خالد فهمي أسباب الخروج الحقيقية غير غافل عن ذكر ما أضطر إليه نظام عبد الناصر بعدها من تضييق الخناق على بعض اليهود، وأغلب هذه التضييقات كانت "عامة" فحينما أنتهجت ثورة يوليو نهج التأميم لم تفرق بين مسلم ومسيحي ويهودي، وحينما ضيقت الخناق على الأجانب لم تفرق أيضا بين دياناتهم، ثم أسهمت العمليات الإرهابية التي ارتكبها بعض اليهود في زيادة السخط الشعبي عليهم وكانوا وقتها حوالي 65 ألف يهودي، فشعر الكثير من اليهود بأهمية الإسراع في السفر من مصر، وهو شعور طبيعي تشعر به الأقليات، ويزيد الشعور قوة إذا كانت الأقلية متناهية الصغر كما في حالة يهود مصر.
لماذا إذن تغافلت ناعوت عن هذه الحقائق ومضت لتبني بكائية جديدة على يهود مصر المهذبين المضطهدين المشوهين المحترقين كما زعمت؟ الإجابة يسردها أيضا الكاتب أحمد رفعت في مقال آخر بموقع فيتو فيقول إن كلام ناعوت "يتزامن مع مؤامرة خبيثة وشريرة على بلادنا العربية كلها ومصر في القلب والمقدمة فالمتكفل الآن بما يسمى "حقوق يهود مصر" هي دولة العدو الإسرائيلي، فكيف الحال إذن؟! تعالوا نرى كيف يتسق ويتفق ويتوافق ما كتبته "ناعوت" مع الأهداف الصهيونية ذاتها.ففي نوفمبر 2015 وقبل مغادرة نتنياهو دولة العدو الإسرائيلي إلى باريس قال حرفيا: "إننا نحيي ذكرى طرد اليهود من الدول العربية قبل 68 عاما بعد أن قررت الأممالمتحدة الاعتراف بإقامة دولة إسرائيل"!.. وبالفعل اختاروا ال 30 من نوفمبر لإحياء ما أسموه زورا "طرد اليهود من البلاد العربية"!، ومنذ 2015 تحتفل دولة العدو بالذكرى كل عام.أما المتحدث باسم حكومة العدو وقتها "أوفير جندلمان" قال: "نحيي اليوم ذكرى 850.000 لاجئ يهودي طردوا وهجروا من الدول العربية ومن إيران خلال القرن ال20"، وروت "يديعوت أحرونوت" قصة طرد اليهود من الدول العربية ومصر أيضا، تحديدا وكيف أنه صدر قانون بطردهم في أربعينيات القرن الماضي يقضي بمصادرة ممتلكاتهم في مصر!!.. ورغم عدائنا مع العهد الملكي إلا أن هذا لم يحدث.. ولتتكامل الأدوار يقول "آدم روتير" وهو أستاذ جامعي في دولة الاحتلال بمقال له في نوفمبر 2015 "يديعوت أحرونوت" أيضا بعنوان "هل يعوض اليهود العرب بمليارات الدولارات؟ " ما يلي: "إنه من الضروري حصول اليهود المهاجرين لأوروبا ومنها لإسرائيل في خمسينيات القرن الماضي على تعويضات مادية نظير ممتلكاتهم المتروكة في البلاد التي سكنوها قبل الهجرة" وقد قدر بعض اليهود الحالمين الطامعين هذه الممتلكات في مصر بما يقدر ب 300 مليار دولار، فهل تقدر مصر على دفع هذا المبلغ نظير ادعاءات كاذبة؟
بالطبع هذا السؤال لم تسأله ناعوت لنفسها، فالمهم عندها هو كم كتابا سيترجم، وكم عقدا سيوقع وكم مؤتمرا ستحضر، وكم جائزة ستقدم؟ وكم رقصة سترقصها على جثث المصريين، وفي الحقيقة فإن هناك سببا آخر لهذه الحملة الناعوتية النكراء، وهي أن سوقها هذه الأيام كسد نظرا لاستقرار الأوضاع في مصر وانخماد الفتن التي تعيش ناعوت عليها وتتقوت منها، فقد بنت ناعوت مجدها ككاتبة بتأجيجها للنعرات الطائفية لأقباط مصر وتحريضها للكثير من المتطرفين المسيحيين على التمادي في الغضب وإشعال الأزمات، قد وجدت ناعوت في فترة ما قبل 25 يناير وما بعدها أرضا خصبة للاسترزاق على حساب أبرياء المسيحيين وتماسك الوطن، وحينما خمدت الفتن وعادت الأوضاع إلى طبيعتها رأت أن أفضل الطرق لتحقيق شهرتها المبتغاة باختراع أزمة أخرى ليس مع المسيحيين هذه المرة وإنما مع اليهود.
كتب اليوم السابع وكتبت أكثر من جريدة وموقع ردا على افتراءات ناعوت، ولأنها امرأة لا تتورع عن استخدام أرخص الأساليب، اتصلت بالزميل خالد صلاح رئيس تحرير الجريدة شاكية باكية، فرد عليها رئيس التحرير مطيبا خاطرها ومؤكدا على التزام الجريدة بالمهنية والاحترافية ووعدها بنشر ردها الذي تدعي فيها أنها تصحح المعلومات الواردة في التقرير إذا أرادت الرد، مؤكدا في الوقت ذاته أنه لا يكن بشكل شخصي أو حتى مؤسسي عداء لليهودية كديانة ولا إلى اليهود كطائفة، مستشهدا على هذا بمواقفه الشخصية، ولأنها اعتادت على الرخص، لم تلتزم بإرسال رد عبر الجريدة ولم تلتزم بالسلوك المهنى المحترم، وفضلت اللجوء إلى "الشرشحة" على الفيس بوك، متهمة الزميل محمد عبد الرحمن بالجهل والجريدة بالسطحية وعدم الموضوعية، وهو أمر نترفع عن الرد عليه لأن الأغراض تفضح حامليها.