أصابتني الدهشة حين قرأت بإحدى الصحف عبر موقعها الإليكتروني , اقتراح الكاتب المسرحي علي سالم بإقامة مؤتمر لليهود المصريين المتواجدين في إسرائيل بالقاهرة، تحت شعار "ماذا تريدون من مصر "، مؤكداً أنهم مصريون حتى النخاع. وأصابني الذعر حين قال من الممكن أن يعود اليهود إلى مصر ، فطردهم كان نوعاً من التجني ، على حد وصفه ، قائلاً ، إننا أخطأنا في حق اليهود المصريين كثيراً ، وإرضاءً لهم يجب أن ندعوهم للعودة مرة أخرى لنؤكد أن مصريتنا هي التي تجمعنا وليس الأديان. جاء ذلك على خلفية ما أثير عن نية الخارجية الإسرائيلية إثارة ملف ممتلكات اليهود في مصر والدول العربية في الأممالمتحدة. ليست هذه المرة الأولى التي يعلن فيها سالم تطبيعه مع الكيان الصهيوني, فقد كان من أشد المؤيدين لمبادرة السلام التي قام بها السادات , رغم الرفض الشعبي الجارف لها في مصر. كما أنه سافر إلى هناك عام 1994 وكتب كتابا عن هذه الرحلة بعنوان " رحلة إلى إسرائيل " , وفي يونيو 2005 قررت جامعة بن جوريون في النقب ، الواقعة في مدينة بئر السبع جنوبي إسرائيل، منحه دكتوراة فخرية لم يتسلمها لمنعه من الخروج من مصر وقتها. إلا أن الدعوة الأخيرة لصاحب فيلم "أغنية على الممر" خطيرة جدا , لأنه يصف صهاينة إسرائيل من أصل مصري على أنهم مصريون حتى النخاع , بل ويطالب بعودتهم إلى وطنهم الغالي مصر. الغريب أن من يتحدث عنهم الرجل هم من هربوا أموالهم إلى أرض الميعاد " إسرائيل " كما يعتقدون, وحاربوا من أجل الوطن "إسرائيل" مصر والعرب في حروب عدة ابتداء بحرب 48 إلى يومنا هذا. كيف ندعوهم اليوم أن يعودوا إلى مصر وطنهم الغالي كما يدعي الرجل بعد أن قتلوا أطفالنا في بحر البقر ودير ياسين, وبعد أن دفنوا الأسرى أحياء في مقابر جماعية, واعتدوا على المقدسات الإسلامية والمسيحية. إذا افترضنا مجرد افتراض أن هؤلاء الصهاينة من أصل مصري عادوا إلى مصر, فليخبرنا الكاتب الكبير إذا نشبت الحرب بين مصر والكيان الصهيوني فإلى من سيكون انتماء هؤلاء وهل سيحاربون في الجيش المصري للدفاع عن الأراضي العربية ضد إخوانهم في الصهيونية؟!. Comment *