رمضان.. شهر الرحمة والقرآن

لكل القلوب المحبة للسلام والأمان والمفعمة بالهدى والإيمان، كل القلوب التى ملأها الشوق والحب لشهر الرحمة والقرآن، شهر رمضان، كل التهنئة للشعب المصرى الطيب المسلم المتسامح المحب لكل قيم الإسلام.

هذا الشعب الطيب تزدان به المساجد وتنطلق بين جنباته التهليل والتكبير بذكر الرحمن، وهو الشهر الذى فرض الله صيامه، فقال سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).

وهو شهر التوبة والمغفرة، وتكفير الذنوب والسيئات، وهو شهر العتق من النار، وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين.

وهو شهر الدعاء، قال تعالى عقيب آيات الصيام: ( وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)، وقال صلى الله عليه وسلم، ( ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم).

وهو شهر الجود والإحسان، ولذا كان صلى الله عليه وسلم – أجود ما يكون فى شهر رمضان. وهو شهر فيه ليلة القدر، التى جعل الله العمل فيها خيراً من العمل ألف شهر، والمحروم من حرم خيرها، قال تعالى: ( ليلة القدر خير من ألف شهر ).

والصيام فى اللغة هو الإمساك، وفى الشرع إمساك مخصوص فى زمن مخصوص بشرائط مخصوصة، فهو إمساك المكلف بالنية عن الطعام والشراب والشهوة من الفجر إلى المغرب.

وفى التقرب بترك هذه الشهوات بالصيام فوائد، منها كسر النفس، فإن الشبع والرى ومباشرة النساء تحمل النفس على الأشر والبطر والغفلة، ومنها أن الغنى يعرف قدر نعمة الله عليه بامتناعه عن هذه الشهوات فى وقت مخصوص، وحصول المشقة له.

ومنها أن الصيام يضيق مجارى الدم التى هى مجارى الشيطان من ابن آدم، فإن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم، فتسكن بالصيام وساوس الشيطان وتنكسر سورة الشهوة والغضب.

فإذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك سكينة ووقار يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويم فطرك سواء.

والصيام لا بد أن يقع فيه خلل أو نقص، فاصدقة تجبر ما فيه من النقص والخلل، ولهذا وجب فى آخر شهر رمضان زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث.

يا شباب.. الصوم جنتك ووقايتك وحمايتك، ودرعك الواقية من كل ما يغضب عليك مولاك، والدعامة التى تقيمك رجلاً فى ميادين الجهاد حتى لو اقتضاك الموقف أعز ما يحرص عليه الناس.

أيها الشباب.. اخرج من رمضان على غير ما دخلت به فيه، واجعل شغلك الشاغل هذه الدعوة، إنك إذا شغلت نفسك بها جاداً مخلصاً كفاك الله كل ما يهم الناس فى الحياة فيشغلهم عن ربهم.

كن فى عون عباد الله عامة، وبلدك الحبيب ( مصر ) خاصة، يكن الله فى عونك.. تر الربح الرابح الذى امتن الله به عليك.

وانظر إلى هذه الفضائل الجمة، والمزايا العظيمة فى هذا الشهر المبارك واغتنم أيامه ولياليه، عسى أن تفوز برضوان الله، فيغفر الله لك ذنبك وييسر لك أمرك ويكتب لك السعادة فى الدنيا والآخرة، جعلنا الله واياكم ممن يقومون بحق رمضان خير قيام.

اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا، اللهم اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وحاضرنا وغائبنا.

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

رمضان كريم.. كل عام وحضراتكم بخير