ما بين «الأعمال» بمفهومها فى موروثاتنا الشعبية، وتكلفتها التى تتنوع ما بين الدفع نقدا، أو ب«خلخال وغويشة» أو حتى من خلال «ديك أحمر» أو «بطة بريشة رمادى»، وبين تطورها فى الغرب وفقا لمفهوم ال«هوم ديليفرى» وتسديدها بالبطاقة الائتمانية، تبقى الأهداف واحدة، فهنا «منى بتحب أحمد وبتعمل عمل ليتزوجها، وهناك اليزابيث انفصلت عن روجر ومصممة أنه يرجع لها». ففى الوقت الذى قد تكون فيه صورة ديفيد كوبر فيلد هى الأكثر انتشارا عن السحر وفنونه فى الغرب، والقصص عن هو دينى تعد تأريخا للسحر الحديث بشكله الذى يقدم الآن فى أوروبا وأمريكا، إلا أن هناك تاريخا أكثر غموضا يتعلق بالسحر والأعمال بمفهومه الشعبى الأشهر لدينا. وإلى جانب الصورة الحديثة للسحرة الغربيين التى يقدمها الآن ديفيد بلاين وكريس أنجل الذين كانوا أول من قدموا عروضهم السحرية فى الشوارع ووجها لوجه مع الجمهور، توجد هناك صورة حديثة للسحر الذى مورس فى أوروبا فى القرون الوسطى. النموذج الغربى ل«الأعمال» بمفهومها لدينا نجده على مواقع أوروبية وأمريكية عدة تروج لتعويذاتها التى تفك أزمة الزوج وتطلقه من زوجته، وتعيد الحبيب الهارب إلى حبيبته، بل تجعل رئيسك فى العمل يحسّن من معاملته لك، أو حتى تجد لك وظيفة أحلامك، والتعويذة الأهم بين ما ذكر هى تلك التى تبعد عنك أعين وأيدى رجال الشرطة، وتحميك من المخالفات القانونية وتجعلك تكسب الدعاوى القانونية التى تريدها، الأمر الذى قد يجعل كثيرين الآن يتساءلون عما إذا كانت تلك التعويذات الأجنبية تصلح للعمل فى مصر أم لا! فعلى مواقع الإنترنت هناك تجارة كاملة تتعلق بأعمال السحر، وتتفنن تلك المواقع فى جذب المهتمين بتلك الأمور من خلال منحهم تعويذات مجانية، على أن يشتروا المزيد بال«كريدت كارد» على الإنترنت، فأحد المواقع التى تتخصص فى سحر الفودو تقدم التعويذة السحرية للشهرة، وتدعو المطربين والممثلين وغيرهم من الشخصيات التى تسعى وراء تحقيق الشهرة فى المملكة المتحدة لاستخدام التعويذة صاحبة المفعول الأكيد وتتكلف التعويذة الواحدة 85 دولارا أمريكيا، وهو ليس مبلغا بسيطا، مما يجعل هناك أملا فى ظهور تعويذات صينية تناسب ميزانية الأسر المصرية. أحد المواقع التى تروج لتلك التعويذات تدعى أنها تحاول أن توفر للعامة الفرصة التى أتيحت امام المشاهير الذين «غشوا ومارسوا ألاعيب كثيرة من أجل الوصول للشهرة، بل حتى اعتمدوا على التعويذات» وفقا لما يقوله الموقع، فالشهرة بالنسبة للمواطنين العاديين على بعد تعويذة فقط من تعويذات الموقع. الأمر هناك يعد «بيزنس» للمسؤولين عن تلك المواقع ومصدر شهرة لهم أيضا، حتى إن إحدى الرائدات فى مجال «أعمال» أو تعويذات الحب تقول على موقعها إنها ساعدت الكثير من المشاهير فى الحصول على شهرتهم، وإنها مازالت تقدم لهم استشارات فيما يتعلق بالقرارات الهامة التى تؤثر على حياتهم، لكنها لم تفصح عن أى منهم. التنبؤ والبللورة السحرية قد يكون جانبا آخر يعتمد عليه المشاهير فى أوروبا وأمريكا اتخاذ القرارات المؤثرة فى حياتهم ولكن من خلال علم التنجيم، فعلى سبيل المثال سيدة أمريكا الأولى فى الثمانينيات نانسى ريجان هوجمت من الإعلام الأمريكى عندما كانت فى البيت الأبيض بسبب استعانتها بمنجمة شخصية للتنبؤ بطالع زوجها رونالد ريجان ومستقبله بعد توليه رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، بل كانت تعتمد عليها فى بعض الأحيان للتخطيط لتحركات ريجان وأين سيذهب وماذا سيفعل، مما أثار ضجة عارمة فى ذلك الوقت.