"قومي حقوق الإنسان": غرفة عمليات إعلامية لمتابعة انتخابات الشيوخ 2025    المصريون في الرياض يشاركون في انتخابات مجلس الشيوخ 2025    الاستعلامات: 86 مؤسسة إعلامية عالمية تشارك في تغطية انتخابات الشيوخ 2025    جنوب سيناء تستعد لانتخابات الشيوخ ب15 مقرًا و18 لجنة فرعية    انخفاض الحديد.. أسعار مواد البناء اليوم بالأسواق (موقع رسمي)    النقل: استمرار تلقي طلبات تأهيل سائقي الأتوبيسات والنقل الثقيل    أوكرانيا تستهدف بنية تحتية روسية في موجة جديدة من الهجمات بالطائرات المسيرة    رئيس عربية النواب: أهل غزة يحملون في قلوبهم كل الحب والتقدير لمصر والرئيس السيسي    جوردون يتعاطف مع إيزاك: الناس تنسى أنك إنسان في هذا السيناريو    وديًا.. العين الإماراتي يفوز على إلتشي الإسباني    استقبال شعبي ورسمي لبعثة التجديف المشاركة في دورة الألعاب الأفريقية للمدارس    مبابي: حكيمي يحترم النساء حتى وهو في حالة سُكر    هايد بارك ترعى بطولة العالم للاسكواش للناشئين 2025 تحت 19 عامًا    "قول للزمان أرجع يا زمان".. الصفاقسي يمهد لصفقة علي معلول ب "13 ثانية"    قرار عاجل من النيابة بشأن البلوجر "أم سجدة"    مشاجرة دامية بين عاملَي كافتيريتين في سوهاج والمحافظة تُغلق المحلين    أمطار على 5 مناطق بينها القاهرة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    عمرو دياب يوجه كلمة ل عمرو مصطفى ويشكره خلال حفل العلمين (تفاصيل)    60 مليون جنيه.. إجمالي إيرادات فيلم أحمد وأحمد في دور العرض المصرية    رئيس جامعة بنها يعتمد حركة تكليفات جديدة لمديري المراكز والوحدات    "100 يوم صحة" تُقدم أكثر من 26 مليون خدمة مجانية خلال 17 يومًا    إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم ب الشرقية    المصريون بالسعودية يواصلون التصويت في انتخابات «الشيوخ»    انطلاق قمة «ستارت» لختام أنشطة وحدات التضامن الاجتماعي بالجامعات لعام 2024-2025    «يونيسف»: مؤشر سوء التغذية في غزة تجاوز عتبة المجاعة    مراسل إكسترا نيوز: الوطنية للانتخابات تتواصل مع سفراء مصر بالخارج لضمان سلاسة التصويت    «بيت الزكاة والصدقات»: غدًا صرف إعانة شهر أغسطس للمستحقين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ عالم أزهري يجيب    تعاون بين «الجمارك وتجارية القاهرة».. لتيسير الإجراءات الجمركية    «الصحة» تطلق منصة إلكترونية تفاعلية وتبدأ المرحلة الثانية من التحول الرقمي    مدبولي يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات بمجلس الوزراء خلال يوليو 2025    مفاجأة.. أكبر جنين بالعالم عمره البيولوجي يتجاوز 30 عامًا    ابحث عن طريقة لزيادة دخلك.. توقعات برج الحمل في أغسطس 2025    شكل العام الدراسي الجديد 2026.. مواعيد بداية الدراسة والامتحانات| مستندات    تنظيم قواعد إنهاء عقود الوكالة التجارية بقرار وزاري مخالف للدستور    انخفاض الطن.. سعر الحديد اليوم السبت 2 أغسطس 2025 (أرض المصنع والسوق)    "صحة غزة": شاحنات تحمل أدوية ومستلزمات طبية ستدخل القطاع اليوم عبر منظمة الصحة العالمية    تنسيق المرحلة الثانية للثانوية العامة 2025.. 5 نصائح تساعدك على اختيار الكلية المناسبة    استمرار انطلاق أسواق اليوم الواحد من كل أسبوع بشارع قناة السويس بمدينة المنصورة    أيمن يونس: شيكابالا سيتجه للإعلام.. وعبد الشافي سيكون بعيدا عن مجال كرة القدم    ترامب: ميدفيديف يتحدث عن نووي خطير.. والغواصات الأمريكية تقترب من روسيا    22 شهيدا في غزة.. بينهم 12 أثناء انتظار المساعدات    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على طرق القاهرة والجيزة    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب قبالة سواحل مدينة كوشيرو اليابانية    ترامب يخطو الخطوة الأولى في «سلم التصعيد النووي»    90 دقيقة تأخيرات «بنها وبورسعيد».. السبت 2 أغسطس 2025    وفاة والد معتمد جمال مدرب الزمالك السابق    حروق طالت الجميع، الحالة الصحية لمصابي انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل مطعم بسوهاج (صور)    رسميًا.. وزارة التعليم العالي تعلن عن القائمة الكاملة ل الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة والمعاهد المعتمدة في مصر    سعر الذهب اليوم السبت 2 أغسطس 2025 يقفز لأعلى مستوياته في أسبوع    الصفاقسي التونسي يكشف تفاصيل التعاقد مع علي معلول    عمرو دياب يشعل العلمين في ليلة غنائية لا تُنسى    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    مقتل 4 أشخاص في إطلاق نار داخل حانة بولاية مونتانا الأمريكية    محافظ سوهاج يقرر غلق محلين بسبب مشاجرة بعض العاملين وتعطيل حركة المواطنين    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا (فيديو)    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأهلى والزمالك من الخائن ومن الشريف العفيف؟
من الذى نقل لعبة التخوين والتشكيك فى الوطنية من الملعب السياسى إلى المستطيل الأخضر؟

◄◄ الجماهير التى عايرت بعضها بالخيانة ليلة مباراة القمة الأخيرة متعصبة نعم.. ولكنها ضحية وطن لا يقرأ ونخبة لا تهتم بشرح الماضى و تاريخ مرتبك ترويه كل فئة على حسب ما يحققه لها من مكاسب
◄◄ جماهير الأهلى: الأهلى نادى الحركة الوطنية والزمالك كان بلا هوية ولهذا سموه المختلط وأسسه الإنجليز ونشأ تحت رعاية الملك فاروق خائن الوطن
◄◄ حرب التخوين المشتعلة بين الألتراس بدأت بتحريض غير مباشر من رموز اللعبة الذين يتكلمون باسمها فى مصر لأنهم أول من تعمّدوا تسييس القضية
◄◄ جماهير الزمالك: الزمالك هو مفجر ثورة 19 والأهلى نادى الصهاينة و الجواسيس لأن أشهر خائن كان يعمل مدلكا فيه
قبل أن تقرأ
◄ أرجوك لا تحاول التفتيش فى الضمائر، ولا تحاول أن تصنف ما هو مكتوب على أنه ينتمى للإعلام الأحمر أو الأبيض، ولإثبات حسن النوايا دعنى أخبرك أننى أهلاوى جدا، ولم تعجبنى لافتات الألتراس فى مباراة القمة الأخيرة، ولم تعجبنى ردود الألتراس الزملكاوى عليها.. ولكننى فى الوقت نفسه، مقتنع بأن الشباب الأحمر والأبيض ضحايا، حينما تقرأ السطور القادمة ستعرف إزاى؟
◄ صديقى الطالب فى الجامعة الألمانية والأهلاوى جدا برضه، رغم انشغاله بالمذاكرة والامتحانات هو من حرضنى بطريق غير مباشر على خوض تلك المعركة.. وعشان كده أرجوكم احفظوا له نصيبه من المدح إن أعجبتكم الفكرة، ونصيبه من الهجوم أيضا إن لم يرض عن المكتوب الألتراس الأحمر أو الأبيض.. وبالمناسبة نحن نعرف مسبقا أنه لن يرضى عنا الألتراس الأهلاوى والزملكاوى، إلا إذا كنا فى صف أحدهما.
بعد التحية والسلام والكلام اللى من نوعية فرصة سعيدة، وتشرفنا، وإحنا أكتر، يأتى السؤال الأهم فى تاريخ أى تعارف إنسانى على أرض مصر.. يلتقى الناس ويتعارفون ثم يبادر أحدهم بإلقاء السؤال الأهم والأخطر على الطرف الآخر قائلاً: صحيح إنت أهلاوى ولا زملكاوى؟!..أرجوك لا تتعجل وتقول إن هذا ليس صحيحاً، وعد أولا بذاكرتك إلى الخلف.. عد إلى أول أيامك فى المدرسة الجديدة أو فى الكلية أو فى العمل أو على القهوة أو حتى إلى أول لقاء عاطفى يجمعك بالسيدة الفاضلة حبيبتك، وتذكر أول خمسة أسئلة ورد ذكرها فى اللقاء وإن لم يكن من بينها سؤال إنت أهلاوى ولا زملكاوى؟ تبقى مشكلتك أنت، لأن التجارب أثبتت أن الأسئلة الخمسة فى اللقاء الأول تتنوع مابين بتحب تسمع لمين؟ وبتحب تقرأ لمين؟ ومين ممثلك المفضل؟ وبتحب مين من الشيوخ؟ وبرجك إيه؟ وأسئلة أخرى كثيرة تختلف حسب نوعية السائل والمسؤول، ولكنها لا تخلو أبداً من سؤال إنت أهلاوى ولا زملكاوى إلا بنسبة لا تتعدى 1 % لأن الله خلقنا فى مصر هكذا.. خلقنا مسيحيين ومسلمين.. صعايدة وفلاحين.. عمالا وفئات.. حزب وطنى ومعارضة.. فقراء وأغنياء.. «تممامرة» نسبة لتامرحسنى و«عمامرة» نسبة لعمرو دياب.. وأهلاوية وزملكاوية أيضا!
إنها الفطرة ياعزيزى ولا شىء غيرها، الفرد فى مصر يولد ليجد نفسه مجبرا على الانتماء إلى واحد من كل معسكرين متضادين تم ذكرهما فى الفقرة السابقة، وتتباين درجات انتماء كل مواطن مصرى لمعسكره حسب ماتلقاه من تعليم وماحصل عليه من تربية، ولكن فيما يخص مسألة الأهلى والزمالك يكون الموجود تباينا فى درجات التعصب وليس فى درجات الانتماء، فهناك تعصب يدفعك لإرهاق أحبالك الصوتية من كثرة الهتاف، وتعصب أشد قد يدفعك للدخول فى خناقة بسبب نقاش حول مدى صحة ضربة الجزاء الذى هزم بسببها فريقك، وهناك تعصب يدفعك لحرق المشجع المنافس أو إلقاء الطوب على الحكام ولاعبى الخصم.. إلى آخر قائمة أعمال العنف والبلطجة.
متعصبون إلى آخر مدى.. هذا هو حال جمهور كرة القدم فى العالم أجمع وجمهور الأهلى والزمالك بشكل أخص، وإن تطوع أحد جهابذة الإعلام الرياضى الجدد لنفى هذه الصفة على اعتبار أنها تسىء لسمعة مصر كما يروجون دائماً ضع إصبعك فى عينيه، لأن دفن الرؤوس فى الرمال لم يعد صالحا بعد ما حدث فى مباراة القمة الأخيرة وما سبقه من تجاوزات فى المباريات التى شهدتها السنوات الماضية، وصلت مؤخرا إلى حيث صناعة الفتنة، وأنتم تعلمون بالتجربة على أى شىء قادرة أن تفعل تلك الفتنة حينما تستيقظ أو يشتعل شرارها أسفل الرماد.
الألفاظ المسيئة وشتيمة اللعيبة والشماريخ أرحم من الفتنة
كان الصراع بين جماهير الزمالك كروى الشكل والهتاف منذ قديم الأزل، حتى ولو تتطور الأمر إلى شتائم وسباب يظل محصورا فى نطاق اللاعبين وأمور الكرة.. تهتف جماهير الزمالك: (يازمالك يامدرسة لعب وفن وهندسة) فترد جماهير الأهلى: (الأهلى كلية لعب وفن ورجولية)، تشتم جماهير الأهلى حازم إمام فترد جماهير الزمالك بحفلة سباب لأبوتريكة، وحتى عندما ظهر نوع جديد من الجماهير تحت مسمى الألتراس الأهلاوى والزملكاوى ظلت المعارك تدور فى نطاقها الكلامى مع الكثير من التحديث والتطوير باستخدام اللافتات والأعلام الكبرى والصور الضخمة والشماريخ والصواريخ، واتخذت الهتافات والتجاوزات اللفظية العادية أشكالا أخرى عبر أغانى وأناشيد يغنيها الجمهور على ألحان خاصة ولكنها ظلت تحمل نفس التجاوزات والألفاظ قليلة الأدب الذى يكتمها التليفزيون خوفا على أحاسيس جمهور المنازل.. فما الذى حدث فى مبارة القمة الأخيرة إذن؟ ومن الذى نقل لعبة التخوين والعمالة والتشكيك فى الوطنية والانتماء لمصر من الملعب السياسى إلى المستطيل الأخضر ومدرجاته؟ وكيف تحولت هتافات الجماهير من شكلها اللفظى الهجائى الذى ينتهى تأثيره بانتهاء المبارة أو بعدها بساعات إلى هذا الشكل الاتهامى الذى يزرع التعصب والفتنة التى لا يزول أثرها أبداً ولا تتوقف إلا بعد أن ترويها سيول الدم؟ من أى بئر شر جاءت تلك الفكرة لجماهير الأهلى برفع لافتات تصف نادى الزمالك بأنه نادى الإنجليز الخائن وعديم الوطنية الذى لايستحق سوى أن يكون مكانه فى مزبلة التاريخ؟ ومن الذى أشعل نار تلك الفتنة ودفع جمهور الزمالك لأن يرد على تلك اللافتات ببيانات تصف النادى الأهلى بأنه معقل الخيانة والصهيونية والماسونية والجواسيس؟ ولماذا أصر رؤوف جاسر، عضو مجلس إدارة الزمالك، على تفسير علم إنجلترا على أنه رسم للصليب وكأنه يريد للفتنة السياسية أن تتحول إلى أخرى دينية؟ ومن أى مكان جاء كل جمهور بالمعلومات التى صورت الفريق الآخر على أنه خائن وعميل؟ وهل معنى أن النادى تم تأسيسه على أيدى الإنجليز أنه خائن؟ وهل يعنى ذلك أن نسارع بهدم جميع العمارات والبنايات التى أنشأها الإنجليز وقت احتلالهم لمصر؟ وهل يعنى ذلك أن كل من اشترى من شملا وشوكوريل أصبح صهيونيا لأنها محلات يهودية الأصل؟.
ماحدث فى مبارة القمة الأخيرة بين الأهلى والزمالك وانتهى بعقوبة ساذجة قدرها5 آلاف قررها اتحاد الكرة على الجماهير يحتاج إلى ماهو أكثر من العقوبة، يحتاج إلى تحليل عقلانى ومعالجة هادئة لأزمة إن ظلت على حالها ستتطور إلى فتنة ووحش هائج يجعل من كل مباراة قمة مسرحا للدم والعنف..
ماحدث فى مبارة القمة الأخيرة مقلق لأنه مؤشر على انتقال أمراض السياسة إلى المجتمع ككل، تبادل الاتهامات بالتخوين والعمالة هو فى الأصل لعبة سياسية قذرة اعتدنا أن يستخدمها النظام الحاكم فى مواجهة معارضيه، بل يستخدمها أهل المعارضة أنفسهم فى إقصاء خصومهم والسعى لتشويه صورتهم فى أذهان الناس..
ماشهدته مباراة القمة من اتهامات تخوين وطعن فى الشرف الوطنى نتيجة طبيعية لماحدث فى الفترة الأخيرة التى سعى أهل السياسة خلالها لاستغلال إنجازات الكرة فى التسويق لأنفسهم، ونتيجة طبيعية لحرص الحزب الوطنى على الفوز بكعكة منتخب حسن شحاتة، ومافعله الحزب الوطنى ورجال السياسة فى مباراة أم درمان حينما ألبسوا المباراة ثوب السياسة وكأنهم يقولون للناس هانحن نرد على الجزائريين الوحشين، ونتيجة طبيعية لتصريحات سمير زاهر العشوائية فى أزمة الجزائر ونتيجة لمحاولات السادة الجهابذة مقدمى البرامج الرياضية الذين تخيلوا أنفسهم رجال سياسة ولخبطوا الدنيا بعد موقعة أم درمان بين مصر والجزائر..
مافعله الألتراس الأهلاوى فى الاستاد ورد الألتراس الزملكاوى على ذلك فى المنتديات وأثناء المباراة وبعدها ليس من إفراز عقول هؤلاء الشباب الذين لا هم لهم سوى تشجيع فرقهم والتهليل للأهداف، ما فعلوه تم بتحريض غير مباشر من رموز اللعبة والذين يديرونها ويتكلمون باسمها فى مصر ويربطونها ويربطون إنجازاتها بالرئيس وأهل السياسة بمناسبة وبدون مناسبة فى محاولة لنيل الرضا..
الجماهير التى عايرت بعضها بالخيانة ليلة مباراة القمة الأخيرة بين الأهلى والزمالك متعصبة ولا شك فى ذلك ولكنها ضحية وطن لا يقرأ، وضحية نخبة لا تهتم بشرح التاريخ ودروسه للأجيال الشابة، وضحية تاريخ مرتبك ترويه كل فئة على حسب مزاجها وعلى حسب ما يحققه لها من مكاسب، والأمر سواء فى السياسة والاقتصاد والرياضة والدليل أننا حتى هذه اللحظة مازلنا نشاهد معارك دامية حول سنوات جمال عبد الناصر والسادات ونستمع إلى نفس الواقعة التاريخية ولكن بروايات مختلفة يقولها الإخوان بشكل وأهل النظام بشكل والناصريون بشكل آخر تماما، وأهل الاعتدال بصورة تختلف عن الأولى والثانية والثالثة..
الأمر فى الرياضة كما فى السياسة تماما الإعلام الأهلاوى لم يكتف بحكى تاريخ النادى الكبير ولكنه أحب أن يزوق التاريخ فحول النادى إلى معقل للوطنية، وفى نفس الوقت لم ينس أن يشير إلى أن الزمالك النادى المنافس لم يتمتع بنفس القدر من وطنية التأسيس، وفى المقابل كان الإعلام الزملكاوى يروج لمحبيه أن الزمالك هو النادى الذى قام بمواجهة الإنجليز ونفذ عملية تمصير الكرة فى مصر وأشعل شرارة ثورة 1919 قبل أن تحدث بعامين، دون أن ينسى بالطبع أن يشير إلى أن النادى الأحمر لم يتمتع بنفس القدر من وطنية التأسيس.. ولكن هل الحقيقة بهذا الشكل؟ وهل من الضرورى أن يكون هناك ناد خائن وآخر شريف؟.
التاريخ الرسمى للأهلى والزمالك
فى التعاريف الرسمية للناديين الكبيرين لا يوجد أى شىء دال على الخيانة، ويمكنك ببساطة أن تذهب إلى الموقع الرسمى لاتحاد الكرة وتطلع على قائمة الأندية المسجلة به وتقرأ النبذة التاريخية التى يوفرها عن كل ناد مسجل به وهذا ما سننقله لكم حالاً دون أى تدخل..
بالنسبة للأهلى يمكنك أن تقرأ الآتى: (ولدت فكرة تأسيس النادى الأهلى فى ذهن عمر لطفى بك صديق الزعيم مصطفى كامل الذى وجد من خلال رئاسته لنادى طلبة المدارس العليا الذى أنشئ فى الثامن من شهر ديسمبر 1905 واختارته الجمعية العمومية لرئاسة النادى، وقد اعتبر أن تأسيس نادى طلبة المدارس العليا سياسيًا بالدرجة الأولى.. وأول من اقترح اسم النادى الأهلى للرياضة البدنية هو أمين سامى باشا وكان ذلك فى 25 فبراير 1908. وسمى بهذا الاسم لأنه نشأ لخدمة طلبة المدارس العليا والذين كانوا الدعامة الأساسية للثورة ضد الاحتلال الإنجليزى. واختارت اللجنة الإدارية العليا مستر متشل أنس الإنجليزى كأول رئيس للنادى الأهلى وذلك للاستفادة من نفوذه لدى سلطات الاحتلال لتسهيل عملية الحصول على الأرض المناسبة لبناء النادى من قبل الحكومة، وأصبح هو أول رئيس للنادى الأهلى واستمر رئيسًا حتى يوم 2 أبريل 1908.
وبالنسبة للنادى الزمالك يمكنك أن تقرأ التالى على نفس الموقع: (نادى الزمالك هو ناد مصرى تأسس فى بداية القرن العشرين (1911) تحت اسم نادى قصر النيل وكان مرزباخ البلجيكى الجنسية أول رئيس للنادى وفى عام 1913 وتغير اسمه إلى المختلط لأنه كان يضم عدة جنسيات سواء من أعضائه أو لاعبيه وفى سنة 1914 كانت الحرب العالمية الأولى لا تزال فى بداياتها.. والزمالك فى ذلك الوقت لم يكن سوى ناد صغير تأسس منذ ثلاث سنوات فقط وليس فيه أو ينتمى إليه إلا عدد قليل جداً من المصريين، فى ذلك الوقت كان هناك لاعب مصرى عظيم اسمه حسين حجازى قد أسس فرقة كروية خاصة به وبدأت هذه الفرقة تلاعب القوات البريطانية.. ولم يعد ممكنا أن يستمر لاعبو فريق مصر أو فريق حجازى دون أن يكون لهم ناد خاص بهم يجمعهم ويمنحهم كيانا وصفة رسمية.. فكان نادى الزمالك أو المختلط وقتها هو الذى فتح أبوابه أمام هؤلاء المصريين المتحمسين..
وكان التحاق هؤلاء اللاعبين بالزمالك خطوة مهمة وضرورية جداً على طريق تمصير الرياضة المصرية.. وفى سنة 1916.. بدأت فكرة الكأس السلطانية كمسابقة للأندية المصرية وأندية أسلحة قوات الحلفاء.. ورفض الأهلى الفكرة لأنه لا يود اللعب مع أندية الحلفاء ليبقى الزمالك وحده.. وفى العام الثانى للمسابقة كان الأهلى قد اقتنع بضرورة المشاركة كخطوة جديدة للمقاومة والتحدى وإثبات وجود للمصريين..
ثم تغير اسمه مرة أخرى إلى نادى فاروق وكان ذلك فى عام 1942 عندما حضر ملك مصر (فاروق) مباراة نهائى كأس مصر التاريخية بين الزمالك والأهلى المصرى وفاز الزمالك فيها على الأهلى 6-0 مما جعله يطلب من (حيدر باشا) وزير الحربية، ورئيس النادى وقتها أن يغير اسم النادى إلى (نادى فاروق) وتولى إسماعيل بك شيرين من أسرة محمد على منصب نائب رئيس النادى. ومع ثورة 23 يوليو 1952 تغير الاسم مرة ثالثة إلى اسمه النهائى, وهو نادى الزمالك).
الأهلى نادى الصهاينة والجواسيس والزمالك نادى الإنجليز
هذا هو باختصار ما كتب عن تاريخ الناديين الأهلى والزمالك فى الموقع الرسمى للاتحاد المصرى لكرة القدم وفى الكتب الصادرة عنهما أيضا، ولكن تعال نقرأ كيف فسرت جماهير الناديين هذه الحقائق التاريخية وحولتها إلى اتهامات فجة بالعمالة والتخوين وعدم الانتماء، بالنسبة لتفسير جمهور الأهلى لتاريخ الزمالك أنت شاهدت بالطبع اللافتات وعرفت كيف يرى الأهلاوية فى الزمالك أنه نادى الإنجليز والخونة، ولكنك لم تعرف حتى الآن كيف رد الزملكاوية على الأهلوية فى معركة التخوين المشتعلة..
جماهير الزمالك تقول إن الجهل وحده هو السبب الذى دفع جماهير الأهلى لأن تدعى الوطنية، لأن تاريخ النادى الأهلى على حد قول جماهير الزمالك لا يذهب به وبجماهيره إلا إلى مزبلة التاريخ، ويقولون إن سعد زغلول لم تكن له علاقة بتأسيس النادى الأهلى لأنه دخل النادى لأول مرة فى تاريخه عام 1924 والنادى تأسس عام 1907 ووقتها لم يكن سعد زغلول زعيماً أو مناضلاً بل كان أحد أفراد الحكومة الخائنة، ثم تنتقل جماهير الزمالك إلى نقطة أخرى لإثبات أن النادى الأهلى هو نادى الصهاينة وأعداء الإسلام وذلك بناء على وجود اسم إدريس راغب بك ضمن مؤسس النادى على اعتبار أنه مؤسس الحركة الماسونية المصرية والماسونية كما عرفها جمهور الزمالك هى أكبر وأقدم تنظيم صهيونى سرى فى العالم.
ثم ينتقل جمهور الزمالك إلى نقطة أخرى هى أول رئيس النادى الأهلى كان الإنجليزى ميتشل أنس وبالتالى يكون النادى الأهلى هو نادى الإنجليز، أما بالنسبة لأنه نادى الجواسيس فيفسر جمهور الزمالك هذا الاتهام بأن أشهر جاسوس وخائن فى تاريخ مصر بالنادى الأحقر وهو على العاطفى كان يعمل مدلكا للنادى الأهلى وقت قيادة عبده صالح الوحش الفنية للفريق ولم ينس جمهور الزمالك أن يؤكد أن تمصير نادى الزمالك رسمياً تم عام 1917 فى الوقت الذى صدر فيه قرار تجميد ووقف اعتماد العضويات الأجنبية فى النادى الأهلى تم فى عام 1924.
عدوى التخوين من السياسة إلى المستطيل الأخضر
هذه كانت آخر مشاهد معركة التخوين الدائرة الآن بين جماهير الأهلى والزمالك، أما إذا أردت أن تعرف كيف كان حال السياسة وأهل السياسة فى مصر هو سبب انتقال عدوى التخوين والاتهامات بالعمالة والطعن فى الانتماء والشرف الوطنى إلى الساحة الرياضية، تكفيك نظرة واحدة إلى الدورى العام هذا الموسم أو فى الأربع مواسم الأخيرة، وستجدها مربوطة بشكل أو بآخر بما يحدث على الساحة السياسية أو الاجتماعية بشكل عام..
1 - لا يمكن مثلا أن تفصل بين ما يحدث من اعتداءات وهجوم على الحكام لدرجة أن شباب وصغار اللاعبين فى الدورى لا يخشون من ضرب الحكم مثلما فعل حازم إمام لاعب الزمالك.. لا يمكن أن تفصل ذلك عن تلك الحالة الغريبة التى يشهدها الشارع المصرى مؤخراً والتى تتعلق بتجرؤ الناس فى الشارع على الكبار، وأنا أقصد هنا الكبار اللى بجد يعنى انظر إلى صفحات الحوادث وقم بإحصاء حوادث ضرب الآباء والأمهات وقتلهم.. وانظر فى الشوارع والأتوبيسات إلى صغار السن كيف يتعاملون مع كبار السن الذين كان لهم فى الماضى كل الاحترام والتقدير..
2 - لا يمكن مثلاً أن تفصل بين اختفاء فكرة المنافسة فى الدورى العام الذى أصبح محسوما دائما وبشكل مريح للأهلى وبين اختفاء فكرة المنافسة فى السياسة والأجواء الحزبية التى أصبح الأمر فيها محسوماً وبشكل مريح للحزب الوطنى.. والأطرف أن الانتقادات التى يقولها خصوم الأهلى لتبرير ابتعادهم عن المنافسة تتشابه تماماً مع الانتقادات التى تقولها الأحزاب والتيارات لتبرير فشلهم فى كسر شوكة الحزب الوطنى.. فرق الدورى الممتاز تحدثك عن الإعلام المساند للأهلى.. وعن الأموال المتوفرة للأهلى وعن الحكام الذين يخشون الأهلى... والأحزاب والتيارات السياسية تحدثك عن الإعلام الذى يسيطر عليه الحزب الوطنى.. وعن رجال الأعمال الذين ينفقون على الحزب الوطنى.. ولكن الفرق الوحيد هو أن حاكما واحدا فقط هو الذى يساند الحزب الوطنى.
3 - تشهد الكرة المصرية والدورى العام تراجعاً كبيراً للأندية الشعبية، كثير منها يهبط وكثير منها يصارع من أجل البقاء فى مقابل صعود صاروخى وهجوم مكثف وتواجد أكثر لأندية الشركات، فى نفس الوقت تشهد مصر تراجعاً كبيراً للقطاع العام والشركات الحكومية الشهيرة مقابل استثمارات جديدة وشركات خاصة، ومقابل طغيان غير مسبوق لرجال الأعمال على الوسط السياسى.
4 - هل يمكن أن يمر الأمر دون أن نربط بين انتشار ظاهرة شغب الملاعب وعودته بقوة فى شكل تكسير أتوبيسات وحرق مشجعين وشماريخ وبين ازدهار سوق البلطجة فى الشارع، بل وفى داخل الأحزاب والبرلمان الذى شهد عشرات المعارك بين النواب.
5 - أيضاً هناك ربط منطقى بين الشتائم الجماهيرية المتطورة وحالة السباب الجماعى التى أصبحت شعار كل مباراة وبين وصلات الردح السياسية التى نشاهدها الآن فى الصحف وبرامج التوك شو.
6 - ظللنا لفترة طويلة نضرب المثل بانتخابات الأندية وكيف أنها واحة للحرية، ونموذج رائع للممارسة الديمقراطية النزيهة، ونتمنى لو أننا نملك انتخابات برلمانية ورئاسية مثلها.. ولكن فى السنوات الأخيرة فوجئنا بمعارك فى انتخابات الأندية واتهامات بالتزوير ورشوة الناخبين وما حدث فى الزمالك أبرز مثال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.