يبدو أن الإعلام المصري، الذي لعب دورا كبيرا في الأزمة الأخيرة بين مصر والجزائر والتي بدورها كادت أن تودي بمصير العلاقات السياسية بين البلدين، سيكون له دور بارز في إحداث ما يشبه الفتنة الطائفية بين المصريين الذين يهتم العديد منهم بمتابعة كرة القدم وينقسمون فيها إلي طائفتين (أهلاوي - وزملكاوي). فمنذ أن عمد جماهير النادي الأهلي في لقائهم الأخير بدور ال16 بكأس مصر إلى رفع لافتات أشارت إلي أن نادي الزمالك هو نادي المختلط الإنجليزي وأن الفريق الأبيض هو مزبلة التاريخ، عارضه رجال الإعلام في مصر ثم انقسمو بين مدافع عن مقصد تلك الافتات ومعاض لها، إلي أن خرج علينا الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى أمس في برنامج "بلدنا" الذي يذاع علي قناة "أو تي في" الفضائية بتصريحات يدافع فيها عن هوية نادي الزمالك وعن تاريخه ويؤكد فيها أن النادي الأهلي هو نادي الإنجليز وليس العكس حيث أن أول رئيس له كان الإنجليزي ميشيل آنس وكان أعضاء النادي أجانب حتي 18 عاما من نشأته إلي أن أوقف ذلك الأمر عام 1925. ثم رد علي من يقول أن النادي الأهلي هو النادي المصري وأن الزمالك هو نادي الملك متسائلا:" وضع النادي الأهلي عام 1924 تحت رعاية الملك فؤاد، وكان شعار النادي هو تاج الملك". وأوضح:" ولم يكن الملك في ذلك الوقت رمزا للخيانة فهو ملك مصر والسودان وليس عميلا" وأضاف: "راغب باشا إدريس، أحد مؤسسي النادي الأهلي، هو أيضا أحد مؤسسي المحفل الماثوني المصري". ثم انتقل إلي سرد تاريخ القلعة البيضاء قائلا:" إن من أسس نادي الزمالك هم مستشارو وقضاة وموظفو المحاكم المختلطة، من أجانب ومصريين عام 1911 تحت اسم "نادي قصر النيل" الذي تحول بعد ذلك إلي اسم "نادي المختلط". وأضاف: "من أسس نادي الزمالك هو البلجيكي "مرزباخ" وهو الرئيس الأول للنادي". وتابع:" قام أعضاء النادي الأبيض بطرد رئيسه البلجيكي الثاني "بيانخى" عام 1917". وأردف:" تولى المصري محمد بدر رئاسة الزمالك في الفترة من 1917 إلي 1919". واختتم قائلا:"في الفترة التي سمي فيها النادي باسم "نادي فاروق" كان فاروق ملقب من قبل المصريين ب"الأمير المحبوب". واستنتج:" إذا فمن أين جاء أنصار الأهلي باتهام القلعة البيضاء بأنه مزبلة التاريخ وأنه نادي الإنجليز؟". من جانبه، عقب الكاتب والناقد الرياضي حسن المستكاوى علي تصريحات عيسي قائلا:" إن جميع الأندية المصرية في هذه الفترة كان بها أعضاء أجانب". وتابع:"عمر بك لطفى هو من أسس النادي الأهلي بالتنسيق مع الزعيم الوطنى الكبير مصطفى كامل من أجل إنشاء ناد لطلبة المدارس العليا لممارسة الرياضة". وعن ميشيل آنس الإنجليزى قال المستكاوى:" وجود هذا الرجل كان منطقياً حتى يحصل الأهلى على الدعم من وزارة المالية التى يعمل بها."