جامعة بنها الأهلية تنظم الملتقى الأول للوافدين تحت عنوان "وصال"    الرئيس السيسي يتبادل التهنئة مع ملوك ورؤساء وأمراء الدول بمناسبة عيد الأضحى    عادة كل سنة.. مسيحية بورسعيدية توزع وجبات "فتة ولحمة" على المسلمين لإفطار يوم عرفة    محافظ المنيا: تكثيف الحملات التفتيشية على المجازر والمجمعات الاستهلاكية    «التصديري للأثاث» يثمن برنامج الصادرات الجديد.. و«درياس» يطالب بآليات تنفيذ مرنة وديناميكية    منذ بداية الحصاد.. شون وصوامع المنيا تستقبل 500 ألف طن قمح    ترامب يمنع الطلاب الأجانب من الدراسة في هارفارد    الكرملين: رد روسيا على الضربات الأوكرانية يكون بأي شكل يراه الجيش مناسبًا    الاحتلال الصهيونى يواصل قصف قطاع غزة وسقوط شهداء فى خان يونس وساحة المستشفى المعمداني    مفاجأة.. ماسك طلب تمديد مهمته في البيت الأبيض وترامب رفض    الأهلى يرفع شعار التحدى فى كأس العالم للأندية بعد صفقات الميركاتو    هزات كريت تصل إلى الإسكندرية.. والحديث عن تسونامي لم يعد بعيدًا.. خبيرًا باليونسكو يكشف ل "الفجر"    ألمانيا تسعى لبناء أقوى جيش أوروبي.. تحديات ملحة وخطط طموحة حتى 2029    مدرب ألمانيا: البرتغال استحقت الفوز    مجلس الزمالك يصرف دفعة من مستحقات اللاعبين قبل نهائي الكأس    «إمام عاشور هان رموزكم وسبهم».. رسالة نارية من الغندور ل جماهير الأهلي بشأن واقعة هاني شكري    التشكيل المتوقع للزمالك أمام بيراميدز في نهائي كأس مصر    السعودية تطالب الحجاج الالتزام بخطط التفويج في عرفات    تعليم القليوبية: تصحيح امتحانات الشهادة الإعدادية 2025 عقب عيد الأضحى    محمد حماقي يشعل حفل زفاف محمد شاهين| صور    متحف الحضارة ونادي 6 أكتوبر يستقبلان عروض قصور الثقافة    «لديهم مغناطيس للثروة».. تعرف على أغنى 5 أبراج    بث مباشر من عرفة الآن.. الحجيج على عرفات وصلاة الظهر والعصر جمعًا والمغادرة عند الغروب    الصحة: فحص 17.8 مليون مواطن في مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    هيئة التأمين الصحي الشامل تعلن مواعيد العمل خلال إجازة عيد الأضحى    استشاري بالقومي للبحوث تنصح بالتوازن في الغذاء خلال عيد الأضحى    رئيس هيئة التأمين الصحى يتفقد جاهزية مستشفى المقطم    آخر كلام في أزمة زيزو.. ليس له علاقة بالزمالك بفرمان الجبلاية    إنزاجي: الهلال فرصة عظيمة.. وأرغب بتحقيق البطولات وتقديم كرة ممتعة    الأعلى للإعلام يحيل شكوى ياسمين رئيس ضد بعض الفضائيات والمواقع للشكاوى    الودائع غير الحكومية بالعملات الأجنبية لدى البنوك تسجل ما يعادل 3.12 تريليون جنيه بنهاية أبريل الماضي    بث مباشر من عرفات.. مئات الآلآف يقفون على المشعر الحرام    سقوط تشكيلين عصابيين وكشف غموض 28 جريمة سرقة ب"الإسكندرية وبني سويف"    وزير التعليم العالي: إعداد قيادات شبابية قادرة على مواجهة التحديات    قبل عيد الأضحى.. حملات تموينية بأسوان تسفر عن ضبط 156 مخالفة    ارتفاع أسعار 3 أنواع من الكتاكيت واستقرار البط اليوم الخميس 5 يونيو 2025    الاحتلال يستهدف صحفيين في مستشفى المعمداني واستشهاد 3    محمد عبده يجري البروفات الأخيرة لحفل دبي ثاني أيام عيد الأضحى    "WE" تعلن الإطلاق الرسمي لخدمات ال 5G في مصر    نصوم 15 ساعة و45 دقيقة في يوم عرفة وآذان المغرب على 7:54 مساءً    كل ما تريد معرفته عن تكبيرات العيد؟    داعية: زيارة القبور في الأعياد من البر وتذكره بالآخرة    توزيع الحلوى والبالونات.. أماكن صلاة عيد الأضحى بجنوب سيناء    التنظيم والإدارة: إعلان باقي مسابقات معلم مساعد لمعلمي الحصة خلال يونيو الجاري    «في وقفة عرفات».. موعد أذان المغرب بالمحافظات    شوبير: مباراة الزمالك وبيراميدز فرصة للرد على إشاعات «هدف عواد»    مصرع عامل في حادث انقلاب دراجة نارية بالمنيا    تكثيف الحملات التموينية المفاجئة على الأسواق والمخابز بأسوان    معايدة عيد الأضحى 2025.. أجمل رسائل التهنئة للأهل والأصدقاء (ارسلها مكتوبة)    اليوم وغدًا.. نجوم الإعلام ضيوف معكم منى الشاذلي    الصحة: فحص 17 مليونا و861 ألف مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    الدفاع الأوكرانى: أوكرانيا ستتلقى 1.3 مليار يورو من حلفائها العام الجارى    أسعار البيض بالأسواق اليوم الخميس 5 يونيو    مسجد نمرة يستعد ل"خطبة عرفة"    عالم أزهري: أفضل أيام العشر يوم النحر يليه يوم عرفة    شريف بديع ل الفجر الفني: كنت شاهد على تحضيرات ريستارت..ورسالته مهمه وفي وقتها ( حوار)    حزب الوعي: نخوض الانتخابات البرلمانية على 60% من مقاعد الفردي    أحمد سالم: صفقة انتقال بيكهام إلى الأهلي "علامة استفهام"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هنا مستشفى الأمراض العقلية.. وجوه تدعو للحزن وليس السخرية.. حمدية: أخويا جابنى من 30 سنة ونفسى ابن اختى يزورنى.. جابر: هروح فين مش هعرف اتعامل مع الناس وجلسات الكهربا بتريحنى.. وإحسان أحضرتها الشرطة


حمدية: ابن اختى قالى خليكى حتخرجى لمين وتروحى فين
جابر: حصلت على دورات كمبيوتر ومثلت مسرح
إحسان: معرفش أرقام تليفونات بس عايزة أخرج
وجوه متعبة، ومعاناة واحدة..وحكايات متشابهة.. أبطالها أشخاص عجزوا عن مواجهة الواقع، ولم يستوعبوا صراعات البشر وسيطر عليهم الضعف الإنسانى، فسقطوا ضحايا مرض نفسى وعقلى انتهى بهم فى عالم منعزل خلف أسوار وأبواب.. أبواب مستشفى الأمراض النفسية والعقلية فى العباسية.
"اليوم السابع" اقترب من هذا العالم، والتقى عددا من نزلاء المستشفى، لنكتشف معا صورة ذهنية مختلفة تماما عن تلك التى ترسخت فى الأذهان بفعل الدراما والسينما.. ولنكتشف معا أنهم بشر مثلنا أرهقهم المرض وأعيتهم الحيل فاستسلموا لضعفهم وعجزوا عن مقاومة الضغوط.. ولكنهم فى كل الأحوال "ليسوا مضحكين أو مادة للسخرية"، كما يظهر فى الأفلام.. هم فقط مرضى نفسيون يحتاجون دعم المجتمع.
"حمدية محمد حسن" (60 عاما)، خريجة دبلوم تجارة من محافظة سوهاج، أتى بها أخوها إلى المستشفى منذ 30 عاما، ومن وقتها لم تر الشارع ولا تعرف كيف أصبح حال البشر الآن.
تحكى حمدية قصتها فتقول:"متجوزتش وكنت بقعد فى الأوضة لوحدى فجالى اكتئاب، ومكنتش بحب أتكلم مع حد، فأخويا حمدى قالى هوديكى المستشفى، ومن وقتها وأنا موجودة هنا وأخويا مات، وكان ابن أختى محمد بيزورنى، ومن 9 شهور محمد مبقاش يجيلى ونفسيتى تعبت عشان مش باكل أكل المستشفى".
تتابع حديثها قائلة: "ببدأ يومى فى المستشفى أول ما اصحى من النوم بستحمى وأروق أوضتى واشرب شاى بلبن وبعدين بقرأ فى المصحف اللى جابتهولى مدام بثينة"، مضيفة :"أنا لما جيت المستشفى الدكتور قال لى أخرجى واتمشى واتكلمى مع الناس عشان تخفى وتبقى كويسة، بقيت أنفذ كلام الدكتور وبخرج وبكلم الناس وحاسة إنى بقيت أحسن من الأول".
ترسل "حمدية" رسالة لأقاربها وابن أختها الذى غاب عن زيارتها منذ تسعة أشهر، على الرغم من أنه الوحيد فى عائلتها الذى كان يلبى احتياجاتها من المصاريف والأكل، قائلة :"انت حبيبى يا محمد ودائما بدعيلك وضرورى تيجى تزورنى عشان غيابك خلى نفسيتى تعبانة، وأنا عايزة مصاريف عشان انت عارف إنى مش باكل أكل المستشفى، ومدام بثينة رئيسة المطبخ جمايلها تقلت أوى عليا وبتعملى الأكل إلى بحبه زى المحشى والبطاطس والقرنبيط، وبتدينى فلوس".
تسرح أثناء حديثها إلينا ويكسو وجهها الحزن.. نسألها عن سبب تغير ملامحها فتقول :"مفيش أنا مبسوطة وليا زمايلى فى المستشفى بيهونوا عليا، بس عاوزة أخرج منها، لكن محمد ابن أختى قالى خليكى فى المستشفى أحسنلك، أخوكى مات هتروحى فين وهتخرجى لمين ووالدى مش موافق تقعدى عند أختك فوزية، فهعمل إيه هستنى فى المستشفى" .
لم تتغير ملامح الحزن عندما انتقلنا فى الحديث لجابر على عبد الجابر حسن، الذى يبلغ من العمر 52 عاما، خريج كلية حقوق جامعة عين شمس، ويتواجد فى المستشفى منذ عام 1990 .
عن حكايته يقول :"بدأت قصتى مع المرض، بعد وفاة عمتى اللى كانت زى أمى، فأمى توفت عندما كان عمرى شهرين وتزوج والدى بامرأة أخرى، وربتنى عمتى".
يضيف:" بعد وفاة عمتى اتعقدت وفقدت الأمل والدنيا اسودت فى وشى، ملقتش سبب إن أعيش وأفَرح حد بنجاحى، لأن عمتى محرمتنيش من أى حاجة لا من أكل ولا لبس وكنت مستريح، وبعد وفاتها تعبت واتبهدلت جدا، لأن ولادها خدوا الشقة مبقتش لاقى راحتى فى أى حتة".
وتابع جابر قائلا :"أول مشوارى مع التعب وقعت فى الشارع ودوخت أبويا ودانى مستشفى قصر العينى وقعدت شهرين فيها، قالوا لى عندى اكتئاب وفصام وخفيت وخرجت، وبعدها تعبت تانى وأبويا ودانى مستشفى العباسية وبقالى فيها 26 سنة، بدخل وبخرج من المستشفى زى ما احب لما بحس إنى تعبان برجع تانى والمسئولين والتمريض فى المستشفى مش بيبخلوا عليا بحاجة".
وأكد أن مستشفى العباسية تطورت فى النظافة والعلاج وبقى فيها رحلات مصيف للمرضى ومعسكرات 6 أيام وفيها دورات مكثفة ، مضيفا :"أخدت 3 شهادات كمبيوتر من العباسية وهنا فيه دورات مكثفة للكمبيوتر ومسرح أنا مشترك فيه" .
وأضاف :"اخترت المسرح ومثلنا عددا من المسرحيات وكلها ناجحة ومنها جزيرة المحبة وعفريت لكل مواطن تأليف لينين الرملى وآخر مسرحية اتدربنا عليها وشوش فاشوش، وهى أن كل واحد ليه وش عشان يعجب الناس ويبقى أحسن من الأصل وبعدين كله يقلع الأقنعة".
واستدرك :"بناخد مرتبات من المسرح ، ومرة وصلت المرتبات ل950 جنيه وبنروح سوهاج وبنعمل مسابقات ثقافية، الدكتور بيجلنا كل يوم يسأل العلاج بيريحك ولا لأ ".
وعن حالته الصحية والنفسية قال:"أنا مازلت تعبان نفسيا واجتماعيا وهتنقل مستشفى حلوان خلال كام يوم، الآلام فى الرأس وبسمع أصوات، جلسات الكهرباء موجودة فى حلوان، وهى بتريحنى.. مش عارف لو خفيت حروح فين.. مش هعرف اتعامل مع المجتمع ولا أعيش مع الناس".
وتابع :"قلت للدكتور أنا لما احس انى كويس هقولك عايز أروح أنا راجل مثقف ومتعلم".. وأضاف: "مادة 10 فى القانون للمرضى بتقول إن المريض يفضل يقعد زى ماهو عايز ولما يحس أنه خف يروح للدكتور يقوله أنا خفيت وعايز أخرج، ما اتمناش لحد والدته تتوفى ويكون ضايع زيى وأتمنى لكل الناس السعادة".
حكاية إحسان محمود محمد مصطفى مختلفة إلى حد ما عما سبقها، فهى أصغر سنا (30 عاما)، من مساكن زينهم خريجة دبلوم سياحة وفنادق موجودة، وهى فى المستشفى منذ 10 شهور ، وكان لدخولها المستشفى شكل آخر.
تقول عن قصتها:"جيت المستشفى عن طريق البوليس، كنت بتفسح فى وسط البلد لوحدى، وعشان مش بحب أمشى مع حد بروح أقعد فى الكافتيريا وأكل سندوتشات وبس".
وأضافت :"الشرطة خدونى عشان اشتباه عقلى، باكل وبنام وبتفرج على التلفزيون بمعملش حاجة تانى، باخذ علاج نفسى 3 أقراص بس معرفش عن إية ، عايزة أمشى أنا أعرف أروح البيت فى مساكن زينهم، أنا مطلقة وعندى بنت".
موضوعات متعلقة
"النخوة ماتت".. أسباب غياب الشهامة عن الشارع المصرى.. علماء النفس: العنف والانفلات الأمنى بعد الثورة سبب تراجع القيم.. والحقد الطبقى زرع الكراهية ضد الدولة.. ومواطنون: فلوس الفنانين أصابتنا بالإحباط


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.