هل يمكن للطعام أن يصلح ما أفسدته السياسة؟، هذا ما حاولت عدة مبادرات إثباته من خلال إقامة موائد تقدم "طعام الأعداء" فى كل بلد، وهو ما سلط الضوء عليه موقع القنطرة الألمانى للحوار مع العالم الإسلامى. ومن بين المشروعات التى أقيمت لخدمة هذا الهدف، كان "مطبخ المواجهة" الأمريكى الذى افتتح عام 2009 فى مدينة بيتسبرج فى ولاية بنسلفانيا الأمريكية، وهذا المطعم لا يقدم إلا وجبات وأطعمة من بلدان فى صراع مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبحسب الأحداث السياسية الراهنة تتغير بؤرة الاهتمام الإقليمية بانتظام وتتغير معها قائمة الطعام أو "مواجهة اليوم". وبدأ المطعم بتقديم وجبات من إيران وتلتها أفغانستان ومن ثم فنزويلا وكوبا وكوريا الشمالية وحاليًا فلسطين، وقد أثارت النسخة الفلسطينية من "مطبخ المواجهة" ضجة كبيرة فى أمريكا. وأضاف القنطرة أنه إلى جانب تقديم الأكلات والوجبات من مناطق الصراع، يقوم هذا المطعم بتنظيم فعاليات للاستعلام والنقاش حول الموضوعات الراهنة، وفى هذه الفعاليات يتحدث بصورة خاصة أشخاص من البلدان المعنية، ليس فقط حول المسائل السياسية، بل كذلك حول مسائل اجتماعية من الحياة اليومية. ونقل القنطرة عن جون روبين قوله: "نحن نريد التغلب على الصور النمطية والأحكام المسبقة، وحمل ضيوفنا على التفكير والنقاش وكذلك التشكيك فى خطاب الاستقطاب والعرض غير الكافى من قبل السياسيين ووسائل الإعلام". وحتى الآن تعتبر النسخة الفلسطينية من "مطبخ المواجهة" النسخة الأكثر نجاحًا وفى الوقت نفسه الأكثر إثارة للجدل، وللمرة الأولى يتم انتقاد هذا المشروع بشكل علنى ويتم اتِّهامه ب"الدعاية المعادية لإسرائيل"، وحتى أن تهديدًا بالقتل قد أجبر منظمى هذا المشروع على إغلاق المطعم عدة أسابيع فى شهر نوفمبر 2014من العام الماضى. وفى السياق ذاته أعرب جون روبين عن صدمته من ردود الفعل هذه، غير أنه مع ذلك يرى أنَّ ذلك فى الوقت نفسه يعزِّز ثقته فى رسالتهن مشيرا إلى أن "مطبخ المواجهة" هو منبر لتلك الأصوات، التى لا يريد المجتمع الأمريكى سماعها. وفى ألمانيا، انطلق من العاصمة برلين العاصمة مشروع "الطبخ خارج الإطار العام"، الذى يستخدم المشاركة فى الطعام أو الطبخ من أجل الحوار الثقافى ونشاطات الاندماج. وأوضح القنطرة أن المشروع يناقش مشاكل اللاجئين وذلك من خلال تنظيم أمسيات الطبخ الخاصة ودورات مهنية للطبخ لدى ومع اللاجئين، وتتيح المشاركة فى الطعام أو الطبخ الفرصة لللاجئين والأهالى المحليين من أجل تقارب بعضهم من بعض. وفى لندن، يساهم الطباخان اللندنيان يوتام أوتولينجى وسامى التميمي، عن طريق الطبخ فى تعزيز التفاهم بين الشعوب، حيث يشيران إلى القواسم المشتركة بين المطبخ اليهودى والعربى ويعيدان تفسيرها مرارًا وتكررًا، فى أكلاتهما. وذكر القنطرة أن الطباخان تربيا فى القدس، ولكن فى أحياء مختلفة، حيث نشأ يوتام أوتولينجى فى القسم الغربى اليهودى وسامى التميمى فى القسم الشرقى المسلم، وعلى الرغم من ذلك تتشابه ذكرياتهما الخاصة بالطبخ والتى تعود إلى طفولتيهما، وقد دفعتهما فى عام 2012 إلى إهداء كتاب للطبخ لمدينة القدس، مسقط رأسيهما. وحول ذلك يقول يوتام أوتولينجي:"فى القدس يوجد الآن نزاع بين ثقافتين ولهذا السبب فإنَّ كلَّ شيء مشحون سياسيًا، وحتى الطعام. وبدلًا من أن يعمل الطعام على الجمع بين الناس، يصبح الطعام هناك موضوع خلاف". موضوعات متعلقة.. - وخبير ألمانى:المسلمون يعلنون برائتهم من العنف والغرب يعقد صفقاته مع دول تدعم المتطرفين مسلمو بريطانيا يطلقون مبادرة"المنهاج الإسلامى لمكافحة الإرهاب"