«مطبخ الست أمينة»، «أكلات صابحة»، «مطبخ نهال»: هكذا انتشرت صفحاتهن ودخلت كل البيوت المصرية لتعلن عن توافر مأكولات منزلية جاهزة فى المناسبات الخاصة وعلى مدار اليوم، لمساعدة المرأة العاملة التى لا تجد وقتاً للطهى، ومساعدة ربة المنزل أيضاً فى حال وجود عزومة أو مناسبة. كان إعلان بعض السيدات اللاتى يجدن الطهى عن توفير وجبات جاهزة مقتصراً على المقربات والصديقات والجيران، ولكن مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت الفرصة متاحة لهن بشكل أكبر للانتشار والتوسع فى الفكرة التى تحولت إلى مشروع تجارى. «بقالى سنين بشتغل شيف فى البيت، بطبخ لستات بيشتغلوا ومعندهمش وقت يطبخوا، وكمان لستات ربات بيوت لكنهم بيفضلوا الراحة عن الوقوف فى المطبخ».. قالتها نهال أبوالفضل، شيف «مطبخ نهال»، التى بدأت رحلتها مع المهنة بعد أن أشاد بها المقربون واقترحوا عليها أن تصنع مطبخاً خاصاً بها، يخدم السيدات اللاتى يحتجن إلى طعام منزلى جاهز دون عناء الوقوف فى المطبخ لتحضيره. لم يعد تجهيز الولائم والبوفيهات والحفلات الخاصة قاصراً على المطاعم الكبرى، حيث تستطيع «نهال» بمفردها ومن خلال مطبخها تقديم مائدة لقرابة 50 فرداً وأكثر، فهى ترى أن المأكولات التى تقدم من خلال ربات البيوت أكثر صحة وأماناً من الوجبات التى تقدم فى المطاعم الجاهزة: «أغلب اللى بيشتغلوا فى الموضوع ده ستات، إحنا بنراعى ربنا فى اللى نقدمه للناس وكمان إحنا بنعمل سمعة تعيش، عشان الزبون اللى بيتصل بيَّا مرة بيرجعلى مليون مرة». مفارقة طريفة تعيشها «نهال»، فبسبب الساعات الطويلة التى تقضيها داخل المطبخ لتجهيز وجبات زبائنها، أصبحت كغيرها تلجأ إلى شراء الطعام الجاهز من المطاعم الشهيرة، ما أصاب أولادها وزوجها بحالة من الملل بعد تناول المأكولات المنزلية بشكل مستمر، وتؤكد أن الشيف هى الأخرى تلجأ لتذوق طعام الآخرين: «على طول بطلب أكل من بره التغيير حلو برضه».