الساعة والنظارة الملونة فكرتي.. وعائلتي عارضتني غسلت الأطباق وعشت في البحر 3 سنوات لأتعلم وصلت لأعلى من العالمية بحب الناس الشيف أسامة قدوتي.. وأفرح بحب الأطفال لي ربة المنزل المصرية كسولة.. ومتابعتي تزيدها كفاءة الشيف شربيني.. اسم لا تكاد ربة المنزل تسمعه إلا وتتذكر أساسيات الطهي والأكلات الشهية، اكتسب شهرة عالمية لم تؤثر في تواضعه، ولعشقه للطهي وتميزه فيه، استطاع أن يسكب خبراته في عقل ابنه الذي "عاش في جلباب أبيه" ليصبح اليوم طاهيا ماهرا بالوراثة. عبد السميع محمد علي الشربيني نجل موظف الأشغال العسكرية بنادي القوات المسلحة في الزمالك، الذي كان يذهب مع والده ليهرع إلى مطبخ النادي ويركز مع الطهاة ويعرض المساعدة كل ذلك من أجل تسجيل كل معلومة جديدة في دفتر خبراته، والآن هو أكثر الطهاة متابعة لدى "ست الكل" كما يطلق على المرأة المصرية. حاورته شبكة الإعلام العربية "محيط" ليستمتع محبينه بتفاصيل خبرته ونجاحه ويكشف لنا عن قدوته وأحب الناس إليه، وجاء الحوار كالتالي: حدثنا عن حياة الشيف قبل الشهرة.. بعد أن أنهيت الخدمة العسكرية في مصر انتقلت للعيش في ألمانيا وبقيت فيها فترة طويلة خلالها عملت في مطاعم كثيرة، وفي البحر الكاريبي مررت بجميع المراحل بدءا من غسل الأطباق، وحتى أتعلم ظللت أعمل في المراكب لمدة ثلاث سنوات ثم انتقلت إلى إيطاليا ومنها لليونان ثم استقريت في برلين "ميونخ" تحديدا، وعملت في مطاعم صغيرة هناك بمنطقة "شرابن ستريت" وبدأت أمارس الطهي بوجبات صغيرة ومن مطعم إلى آخر حتى عملت في فندق الهيلتون العالمي. الشربينى وولده الشيف علاء وكيف انتقلت لهيلتون رمسيس؟ خلال الصيف كنت أطهي وجبات لنزلاء عرب لكنهم لاحظوا ارتفاع تكلفة الطعام للمطعم الذي أعمل فيه، فعرضوا على العمل معهم كموظف في "هيلتون رمسيس"، وبالفعل انتقلت لمصر بعد أن تم انتدابي رئيس مطعم في هيلتون رمسيس. ومتى بدأت مشوارك مع التلفزيون؟ كان لي زبائن من النزلاء تطلبني بالاسم، حتى اشتهرت في الهيلتون وبدأ عدد من الإعلاميين التصوير معي مثل الإعلامية القديرة عائشة البحراوي وسما الإتربي، وكانت في البداية لقطات قصيرة، وعندما انطلقت قناة "نايل تي في" لأول مرة صوروا معي "شوت" قصير حوالي حلقتين فقط، إلا أن القناة عرضت البرومو الخاص بالحلقتين وعليه صورتي لمدة سنتين أو أكثر وكانوا متمسكين بي. وما أول برنامج متكامل قدمته؟ اتفق معي ممدوح الولي من القنوات المتخصصة لتقديم برنامج "من كل بلد أكلة" مع المذيع المشهور "شريف مدكور" والذي يعتبر أول برنامج مخصص للطبخ يعرض لمدة ساعتين مرة واحدة أسبوعيا، وعندما أدخلت القناة شيفات أخرى لتقديم برامج ، كان برنامجي يعرض 3 مرات أسبوعيا حتى أصبح يعرض يوميا. مع الزميلة آيات عبد الباقى ولم تطلب منك القناة تقديم البرنامج بنفسك؟ عندما انتقل شريف مدكور لقناة أخرى، اقترحت إدارة القناة أن يقدم كل شيف منا لبرنامج زميله حتى نتعود على الجرأة في الحديث، خاصة أن الشيف لا يتحدث كثيرا خلال الحلقة لأنه ينهمك في العمل، ولا يرد إلا على الأسئلة الموجهة له، ثم أصبح كل منا يقدم لبرنامجه الخاص وكنت أعمل في القناة مرتين أسبوعيا بجانب عملي الرسمي في الهيلتون. وماذا عن القنوات الأخرى التي عملت بها؟ كنت أعمل مع الإعلامية "دعاء عامر" على قناة الأسرة والطفل في برنامج "ست الحسن" فقرة صغيرة تذاع كل يوم جمعة، حتى قررت القناة أن تخصص لي برنامج للطبخ. وسبق وأن قدمت حلقات متفرقة في قناة المجد التي يشاهدها العالم العربي كله، وقناة أخرى اسمها "النجاح"، وكلها كانت قنوات صغيرة لا يشاهدها كل الناس كالحياة أو " cbc". إذا.. ماذا عن تجربتك مع الحياة؟ عملت في قناة الحياة في برنامج خاص بي باسم "سفرة دايمة" وأصبح لي شعبية كبيرة فيه. وهل شعبيتك بدأت في الحياة؟ لا ، بدأت شهرتي منذ أن كنت أعمل في قناة الأسرة والطفل، وزادت مع الحياة والآن أصبحت عالمية مع " cbc". وكيف بدأ مشوارك مع " cbc"؟ عندما افتتحت المجموعة قناة خاصة للطبخ وهي "cbc سفرة"، تم تخصيص برنامج لي يعرض لمدة ساعتين 3 مرات يوميا بمعدل 6 ساعات في اليوم، يشاهده الناس على مستوى العالم، ولا يوجد برنامج يحظي بهذا القدر من المتابعة في مجال الطهي كبرنامجي، وذلك لأن المتابع يريد أن يتعلم ويستفيد أكثر. ما أكثر شيء يعجبك في برنامجك الحالي؟ أهم شيء عندي أن لي شعبية لدى الأطفال، وما احبه في القناة أن موسيقى البرنامج حيوية ومحببة للأطفال، كذلك الألوان الرائعة. يتميز الشيف شربيني بستايل خاص مميز بألوان مختلفة تتغير كل حلقة، من أين جاءت الفكرة؟ عندما انتقلت من الحياة إلى cbc فكرت في عمل شيء مختلف والتغيير في طريقة العرض، ففكرت في ارتداء مجموعة متشابهة الألوان كالساعة والنظارة وشكل جديد للشيف غير المعتاد بالبلطو والكاب الأبيض، ووجدت معارضة شديدة من عائلتي حتى لا أظهر كال"بلياتشو" أو الكاريكاتير، لكني أصريت على الفكرة وأثبتت نجاحا كبيرا لدرجة أن القنوات الأخرى قلدتني سواء في الألوان أو الجاكيت أو كاب ، وبدأوا تغيير الصورة المعتادة للشيف، ولم أندم على فكرتي خاصة أنها لاقت استحسانا كبيرا لدى الاطفال. من قدوتك في عالم الطهي؟ أكثر شخص كنت أتابعه هو الشيف "أسامة السيد" الذي تميز بأسلوب الفخامة في الطهي والجودة وحب الطهي. هل وصلت للشهرة العالمية؟ الحمد لله، يعرفني الكثير من الناس على مستوى العالم ولا أريد أن أقول أني شيف عالمي، ولكني وصلت لما هو أعلى من العالمية بحب الناس، وتأتيني اتصالات من جميع أنحاء العالم تشكرني، إلا أن الكمال لله وحده. وماذا عن فترة تواجدك في أوروبا؟ قبل شهرتي في مصر كنت بمثابة شيف عالمي في الهيلتون، حيث أن النزلاء العرب كانوا يعرفونني ويطلبونني خاصة، وكنت أعمل في مجال تنشيط السياحة في أوروبا لمدة 12 سنة من خلال " ITB Berlin" أو بورصة برلين للسياحة العالمية. ما الجوائز التي حصلت عليها؟ حزت الكثير من الجوائز العالمية، حضرت في مسابقة بورصة برلين العالمية، وأخرى في البحرين والصين وأمريكا وفرنسا، وكنت أحوز المركز الأول أو الثاني دائما أمام عمالقة الطبخ، وكانت أول مسابقة عالمية للطبخ في مصر نظمها "هيلتون النيل" عام 1989 شاركت فيها 33 دولة، فوزت فيها بالميدالية الذهبية. وما نصيحتك لربة المنزل التي تريد أن تتقن مهارات الطهي؟ تشاهد البرنامج وستتعلم كل شيء، كما أنها يجب أن تطهي الطعام بحب لأسرتها، ووقتها ستقدم أكلات رائعة أفضل مني سيحبها زوجها وإن لم يكن يحب نوع الطعام نفسه، سيأكله "مليون في المية". في رأيك لماذا لا يوجد إقبال على المأكولات المنزلية في مصر؟ مشكلتنا أننا نعاني من مرض "الدليفري" و "the fast food" وست البيت اليوم أصبحت "lazy" تعاني من الكسل وتستسهل الاتصال بالهاتف لطلب مأكولات جاهزة على أن تقف في المطبخ، وهذه موجود بكثر، فنحن كطهاة "بننفخ في قربة مخرومة". وهل استطعت تغيير ذلك من خلال برنامجك؟ معظم من يشاهد حلقات الطبخ أكبر من 40 عاما أو الأطفال أكبر من سنتين، أما ست البيت العشرينية او الثلاثينية تعيش الحياة كما تريدها، إما أن تجلس أمام التليفزيون، أو تتصفح النت ، ونحن لن نجبر الناس على الطهي الجيد، لكن المرأة التي تملك الجرأة لتعمل في المطبخ ستبدع، وفي الغالب لا يتعامل مع الدليفري ربات البيوت الذين لديهم أطفال كثيرة. وكيف تفسر مرض الدليفري؟ الناس أصبحت الأموال كثيرة لديها وليس لها قيمة، وهي ظاهرة ليست جيدة في البلد، ولهذا أحاول أن أعرض جميع البدائل أمام ربة المنزل سواء الغالي أو الرخيص لأوافق الطبقات المختلفة. وماذا عن تلاميذك؟ الحمد لله استطعت تكوين طبقة عريضة من المتعلمين الذين فتحوا مطاعم لأنفسهم في مصر وخارجها ولن أذكر أسماء. وهل لديك مطعم باسمك؟ لديّ، ولكن لا أستطيع فتحه حيث أني غير متفرغ له حاليا ويشغلني البرنامج عن متابعته، ولا أرضى ان أسلمه لأحد تلامذتي بل يجب أن أكون موجودا بنفسي. تتلقى الكثير من المكالمات خلال برنامجك، هل حدث أن وجه إليك بعض الأزواج اللوم لأنك أخذت اهتمام زوجته؟ أكيد، حدث ذلك أكثر من مرة فالناس تتحدث معي بحسن نية، ومنذ أيام اتصل بي شخص يطلب مني أن أصالحه على زوجته لأنهما في مشاكل بسببي، واتصلت بها وطلبت منها أن تهتم به وخلال الحلقات أنوه أكثر من مرة أن يرضى الأزواج عن زوجاتهم. وذات يوم قال لي مشاهد أنه اشترى تلفزيون جديد ليتمكن من مشاهدة "الماتش"، لأن المدام مسيطرة على التلفزيون لمشاهدة برنامجي، وأقابل في الشارع كثيرا من يقول لي أني أخذت زوجته منه. ما الروشتة التي تقدمها للطفل الذي لا يقبل على الطعام؟ خلال البرنامج نشجع الأطفال على الأكل ونوضح أي الأطعمة الصحية وأيها غير صحي، كما نقدم الأكلات بشكل مبهج مثل التشيكن ناجتز والكفتة بأنواعها والكب كيك المحبوب لدى الأطفال.