الطهي موهبة منحها الله لي وأهلي شجعوني عليه هناك فرق بين الطهي في مصر والسعودية أعشق الطهي في رمضان، وأتفنن في صنع الأكلات العرب يأتون بالعمالة الرخيصة من بلاد آسيا وإفريقيا تتنوع المائدة الرمضانية بين مختلف الدول، وهناك دائما أصناف مميزة تزينها طوال الشهر الكريم، وتتوقف جودة تلك الأصناف على يد صانعها ومهارته، ففي السعودية تتجلى جودة الأطعمة المقدمة للصائمين في مهارة الطهاة وحسن اختيارهم. ومن النماذج الناجحة التي استطاعت أن تثبت أقدامها بين كبار الطهاة في المملكة العربية السعودية، حاورت شبكة الإعلام العربية الشيف "هاني قنديل" البالغ من العمر 42 عاما، ليطلعنا على أبرز مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم، وأسرار المهنة التي اختارها لنفسه. بدايات الطهي بدأ قنديل يمارس الطهي منذ أن كان عمره 10 أعوام، حيث بدأ يتعلم من جدته وهي تحضر الطعام في المطبخ، ثم والده خاصة أنه كان كثير السفر، وكانت "المكرونة بالصلصة" و"صينية البطاطس بالخضار" والأرز أول ما يمكنه طهيه في هذا السن الصغيرة. وعن مهارته في الطهي، أكد أنها موهبة منحها الله له، أنه سعى لتنميتها من خلال الدراسة العلمية، بجانب تشجيع أهله له، معلقا "ولهم دور كبير في حياتي لأنهم كانوا يحبون أكلاتي كثيرا مما أعطى لي دفعة كبيرة في مزاولة المهنة". ورغم مهارته في مهنة الطهي، والتي تعد السمة الأولى للمرأة كما يرى العرف السائد، إلا أنه أكد تناوله طعام زوجته طوال التواجد بالمنزل، قائلا "زوجتي طباخة ماهرة بالبيت وأكل من يديها فهي تصنع المعجنات والحلويات والأطعمة المختلفة بفن وجدارة". العمل بالسعودية قنديل ابن الدقهلية، أشار إلى أنه تخرج في معهد السياحة والفنادق بالقاهرة بدرجة امتياز، وكان الثاني على دفعته، ثم انتقل للعمل بأحد أكبر فنادق العريش ومن بعدها إلى السعودية. وأوضح قنديل أنه منذ وصوله للسعودية، عمل "شيف" بمجموعة مبارك الفندقية بالمدينة المنورة، والتي لازال يعمل بها حتى الآن، كاشفا أن هناك فرق كبير بين الطهي في السعودية ومصر، حيث أن الطهي في مصر يعتمد على الخبرات واللغة الانجليزية والاحتراف في مجال الطهي، أما السعودية لا تعتمد إلا على جودة الأكلات العربية وقليل من الخبرة فقط. رمضان في السعودية "أعشق الطهي في رمضان، وأتفنن كل يوم في صنع كل ما هو جديد حتى يستمتع الناس بالأكلات بعد صيام يوم شاق من نهار رمضان"، بهذه الكلمات تحدث قنديل، مضيفا أن المائدة الرمضانية في السعودية تعج بالخيرات طوال الشهر الكريم. ونوه الشيف إلى أن الموائد الرمضانية متواجدة في كل مكان وخاصة في مكة والمدينة، موضحا أن مائدة السحور تشمل أكلات مصرية معروفة مثل الفلافل والفول والباذنجان، خاصة وأن محلات الفلافل تنتشر بكثرة في السعودية. وعن أبرز الأكلات، أكد أن السمبوسك والمعجنات بأنواعها والكبة باللحم والكبسات، من أساسيات مائدة رمضان، إلى جانب "الدقة" مع خبز اسمه "صامولي" والتمر بأنواعه والزبادي. فيما أكد أن المشروبات الرمضانية تتضمن القهوة العربية المميزة وهي المشروب الرئيسي، والكركديه المثلج، كما يتم إعداد أكلات مصرية شهيرة لتقديمها مثل الملوخية والحمام المحشي والكشري المصري. سمات الشيف الماهر قال قنديل إن "البساطة والتواضع هما السمتان والطابع الخاص لي في عملي"، مشددا على ضرورة مواكبة المتغيرات الحديثة حسب المكان والزمان، بالاضافة إلى الإتقان والاحترافية في الطهي وعمل أكلات جديدة تشعر الناس باللذة والطعم الجميل. ووجه قنديل نصيحة إلى كل شخص يريد مزاولة مهنة الطهي بالسعي إلى الأفضل وإتقان العمل والصبر وحب المهنة لتحقيق النجاح والتميز، وأن يحب مهنته حتى لا يتعرض للفصل من جهة العمل التابع لها إن لم يستطع الانجاز فيها. وحذر الشيف من الطهاة الذين افتقدوا ضمائرهم ولا يتبعون الجودة والنظافة اللازمة مما يجلب الأمراض للناس، خاصة في المطاعم المفتوحة، معزيا كثرة تواجدهم في العالم العربي إلى استقطاب العمالة الرخيصة من بلاد آسيا وإفريقيا ممن لا يهتمون بالنظافة أساسا، حسب قوله. وحول أكلات الأطفال، نصح كل أم بمراعاة التوازن الغذائي في طعام أطفالها، وأن يشمل الخضروات المتنوعة بجانب اللحوم الجيدة، محذرا من تناول الأكلات السريعة المشبعة بالدهون التي تؤدي إلى سمنة الأطفال. الطموح وسيلة وأعرب قنديل عن أمنيته في أن يصل بمهنته إلى العالمية ويمثل بلده مصر بقوله "أتمنى أن أصل في مهنتي إلى العالمية وأرفع رأس بلدي مصر، وأن يكون عندي مطعم لي خاص بي وبكل أكلاتي التي اخترعتها وأتمنى أن يراها كل الناس". وقدم الشيف نصائح للشباب المصري الذي يعتبر مهنة الطهي "عيب" وخاصة بالنساء فقط، بأنه الآن أصبح للطبخ جامعات دولية وأصبحت مهنة منافسة بقوة لكل المجالات ولا عيب فيها حتى وإن كانت تدر دخلا متواضعا في البداية، فهي أفضل بكثير من البطالة.