تتنوع المأكولات والمطابخ العالمية في دبي حيث أصبحت عاصمة عالمية للطبخ وتجمع كل الأذواق وأساليب الطهي في مكان واحد . وبسهولة تستطيع العثور على ما تريد من نماذج من المطابخ، وكلها متوفر في دبي بفضل تنوع الثقافات بين الزوار والمقيمين . ولعل مهرجان دبي للمأكولات المتواصل حتى 15 مارس الجاري مناسبة جديدة تتأكد بها صور تنوع المذاقات والمطابخ في الإمارة يتحدث الشيف الأسترالي، جريك معلوف، عن أسلوبه في الطهي وتأثره بالمطبخ الشرقي، ويقول فى التحقيق الذى اجرته جريدة "الخليج" الاماراتية : "ولدت في ملبورن - أستراليا من أبويين لبنانيين، وقضيت مدة التعلم في أرقى المطاعم الأسترالية وعملت بعدها في فرنسا وإيطاليا والنمسا وهونغ كونغ، وأسلوبي يعتمد على التراث الثقافي للبنان والطابع الأوروبي، أي أمزج بين الطبخ التقليدي في الشرق الأوسط والذوق المعاصر، ووجودي في دبي من أحد أهم أهدافي وهو الوصول إلى ما هو أبعد من أستراليا، وآمل أن ألهم جيلاً من الطهاة الشباب في هذا المجال" . ويضيف: "جذبت دبي طهاة العالم إليها بسبب توهجها المتألق وانفتاحها الواسع والانسجام والتعايش السكاني وهذا ما حفزني لتكوين صداقات مع زملاء جدد من الطهاة، نساعد بعضنا بعضاً، وأنا على وشك افتتاح سلسلة من المطاعم الراقية والمعاصرة في الشرق الأوسط، في منطقة مركز دبي المالي العالمي" . وللتأكيد على مكانة دبي العالمية وانفتاحها المشهود في عالم الطهي، تحتفل حالياً بمناسبة جديدة في دورتها الأولى وهي "مهرجان دبي للمأكولات المبتكرة" التي تتضمن مسابقات وفعاليات وعروضاً حية وبرامج تفاعلية تهدف إلى جذب العائلات والزوار إليها والاستمتاع بروح التنوع الثقافي العالمي التي تأخذه دبي عنواناً لها، حيث اجتذب المهرجان أشهر الأسماء العالمية من الطهاة والمتخصصين في مجال الطهي والتغذية، علاوة على انتشار العروض والخصومات في أكثر من 600 مطعم مشارك بهذه الاحتفالية . "طاهية المشاهير في العالم" "طاهية المشاهير في العالم" لقب البريطانية "سيلفانا راو"، التي أعدت على مدى السنوات العشرين الماضية أطباقاً مختلفة، لقائمة من المشاهير والأمراء في العالم، وما يميز أسلوبها أنها تعتبر من رواد المطبخ العربي الحديث، وتعد أول طاهية تستخدم المنتجات العضوية المحلية المنتجة من المزارع المنتشرة في صحراء الإمارات، وعن أسلوبها في الطهي تقول: "أسلوبي نابض بالحياة، ويزخر بالألوان، وهو أصيل ومتجذر بالتراث والتقاليد ومفعم بالحداثة وهذه الصفات تشبه ما تتميز به دبي العريقة التي استطاعت استقطاب أشهر طهاة العالم إليها، وحتى وقت قريب أمتلك واحداً من أفخر المطاعم في فندق "ما يفير" الشهير في لندن، ويسمى "سفرجل"، لكنني أحببت القدوم إلى دبي والمشاركة في مهرجان دبي للمأكولات لما وجدت فيه فرصة رائعة . وتضيف عن المهرجان ومشاركاتها: "شاركت في العديد من المهرجانات المماثلة في بريطانيا والولايات المتحدةوجنوب إفريقيا، ويجب أن أقول إن هذا من أفضل المهرجانات التي شهدتها، وفخورة بأني كنت الوجه الممثل للمنتجات العضوية المحلية خلال هذا المهرجان . وهو مبادرة محلية للتواصل العالمي، وبالرغم من أنه في دورته الأولى إلا أنه حقق نجاحاً هائلاً، حيث حرص المواطنون على اصطحاب عائلاتهم إليه، وكل مقيم في الدولة وجد من برنامج المهرجان فرصة حقيقية للاستمتاع بأشهى المأكولات وبالنشاطات الترفيهية المرافقة . وتضيف: "قمت على سبيل المثال خلال المهرجان بتقديم طبق مقبلات مكوناً من الخضروات العضوية الطازجة المقرمشة مع تتبيلة الكمأة والزعتر، فأنا متخصصة في بعض الأطباق العربية الأصيلة مثل الهريس والمخمر، وكذلك بطبق المهلبية بالجلي الذي لا يقاوم بقوامه الكثيف المخملي مع الفستق الحلبي رغم كونه خالياً من السكر" . وعن أهمية عنصر الابتكار وخصوصية إقامتها في دبي تكمل: "لولا الابتكار لما كانت لدي الجرأة على المجيء للمكان الأكثر تميزاً في العالم وهي دبي لأفتتح مطعمي الخاص، وهو مشروعي المقبل، وأتوقع أن يثير أسلوبي بالابتكارات التي أدخلتها على المطبخ العربي دهشة الناس، وهو ما يتماشى إلى حد كبير مع طبيعة دبي المتجددة التي تدهشنا يوماً بعد يوم، أنا أجد الإلهام في كل مكان ولكن في ثقافة أهل المنطقة، وبالرغم من تواجد الكثير من الطباخين المشهورين في دبي، فإن أياً منهم لم يغامر في الولوج إلى مجال الطبخ العربي الحديث، لأنه من الممتع أن أطبخ طعاماً عربياً خفيفاً، وشهياً ومغرياً، في قلب الشرق الأوسط النابض بالحياة" . مطبخ من كل بلد لكل مطبخ في العالم ميزات تخصه سواء في الإعداد والخلطات والأنواع، وعلى سبيل المثال نأخذ تشكيلة الوجبات المكسيكية المنتشرة في مطاعم دبي بكثرة التي تتمتع بشهرة عالمية واسعة اكتسبتها من الوصفات المبتكرة والتنوع الواضح فيها . ويذكر مختار محمد، مدير الجودة في المأكولات المكسيكية في سلسلة كانتينا ماريجي، أشهر الأكلات وهي الفاهيتا، ويستمتع محبو هذه الأكلات بالبهارات الحارقة والزينة الرائعة للخضروات الملونة مع الصلصات المميزة . ويتابع: "مواكبة مع تنوع الأذواق وضروريات التجديد والابتكار، هناك أصناف جديدة نستحدثها بين كل فترة وأخرى، ومن هذه الأصناف "بيف آرشيرا" وهي عبارة عن شرائح لحم بقري مشوية مع الجبن، و"بولو ديل نورتية" مكونة من صدور الدجاج المشوية مغطاة باللحم البقري المدخن، و"كارنيه تامباكينا" وهو صنف مبتكر يتألف من لحم مفروم صافي مغطى بجبن الموزاريلا . "كارينا ميلكوموفا"، زائرة من جنوبأمريكا، وهي من عاشقات الأكلات المكسيكية وبالتحديد تجذبها الزينة التي تغلف الوجبات وألوان الخضروات، وتعبر قائلة: "لا أملُّ من تذوق هذه الأكلات لأن المطبخ المكسيكي رائع وغير تقليدي وهو من أكثر مطابخ العالم قدرة على التنويع في الأطباق، ووجبتي المفضلة هي "ألامبريس" وهو صنف جديد، غني بتشكيلة من قطع صدور الدجاج والخضروات المشكلة المقطعة والمغطاة بصوص التاكو مع جبن الموزاريلا، وتقدم مع خبز شهي وهو "التورتيلا" المحضر من الذرة" . ومثال آخر على أحد المطابخ العالمية في دبي هو المطبخ "التايلندي" وهو مزيج بين العديد من المطابخ الأخرى كالهندي، والماليزي، والصيني، ويكمن التنوع فيه باستخدام الصلصات والمواد العطرية والاعتماد على الأرز بشكل خاص . يختص الشيف الهندي "أنيل تامانك"، في إعداد وجبات متنوعة في المطبخ التايلندي، ويعرفنا أكثر على أسلوبه ويقول: أستخدم مكونات الأكلة بكميات مدروسة لتعزيز المنتج والنهكة، في حين أتبع أسلوب طهي يعتمد بالأساس على التحمير أو البخار، كما أن الطابع الصحي الذي يغلب على الوصفات معيار مهم يشجع الناس من كل مكان على تناوله فهو مفيد للصحة . ويتحدث حسن المجمد، زائر كويتي، عن أكثر الوجبات التي يفضلها، قائلاً: "أحب الوجبات المقلية والمشوية وحتى المحضرة على البخار، وكذلك تتصف الصلصات التايلندية بالتنوع مثل خلطة الثوم والزبدة بالليمون، وشطة الريحان والزنجبيل الأخضر، ولا أفوت فرصة تذوق كل جديد في المأكولات في إقامتي بدبيالمدينة التي أصبحت مفتوحة على مصراعيها لكل المجالات والنشاطات والأفكار المبدعة" . أحمد قصقص، شيف لبناني متخصص بالمطبخ الجديد الذي يعتمد على الابتكار، وتطوير الأصناف العربية بنهكات عالمية، يقول: "أسلوب الطهي الذي نتبعه سجل ماركة عالمية مستوحاة من "الفلافل" الصنف المشهور في منطقة بلاد الشام والمؤلف من الفول والحمص والخضار الطازجة والكزبرة والبصل والثوم والكراث، ولها طريقة معروفة بالتحضير، لكن الأمر غير التقليدي والمبتكر هو اعتمادنا إضافات عدة على هذا الصنف لتطويره لكن بنفس الوقت يبقى محافظاً على أصوله، فعندما نجهز الفلافل بالطريقة الإيطالية تطغى على الطعم نهكة الموزاريلا وصلصة الحبق وهذا أكثر ما يشتهر به المطبخ الإيطالي، وأحضر الفلافل على الطريقة اليابانية والهندية واليونانية والمكسيكية وهذه الأخيرة يكون فيها الهالبينو الحار وهو مخلل مكسيكي هو الواضح مع الفلافل ويخلط معه أفاكادو وصلصلة الطماطم المكسيكية" . ويتابع: "درست في فرنسا فنون الطهي على الطريقة المتطورة الجديدة، وبما أننا متواجدون في دبي الملتقى العالمي لكل الأجناس من كل مكان، أتيحت لنا فرصة النجاح من خلال سلسلة المطاعم المطورة المعتمدة على أنواع عربية مثل الفلافل، وكما هو معروف في البلاد العربية يشتهر أكل الفلافل أسبوعياً وليس يومياً ولكن من خلال طريقتنا الجديدة والمزج المبتكر لنهكات وخلطات عالمية أخرى جعل هذا الطبق يومياً خفيفاً لاقى استحسان أغلب الجنسيات غير العربية" . انفتاح حضاري وثقافي الانفتاح الحضاري والثقافي ليس غريباً على دبي قلب العالم التي استطاعت استقطاب أشهر الطهاة ومدارس الطهو إليها، كما يشير طارق إبراهيم، شيف رئيسي ومعتمد من الهيئة العالمية للطهاة، ومدير التنمية والتحديث للحوم الأسترالية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ويقول في دبي لا وقت للهدوء، ولا الكسل وعلينا مجاراة هذا التنافس العالمي في عالم الطهو المتغير والمتجدد، من خلال مواكبة كل ما هو جديد وبالنسبة إليّ فأنا متخصص في اللحوم الأسترالية، كما أنني أنقل خبراتي وأعلم الطهاة المبتدئين كيفية الاستناد إلى أهم الممارسات والتكنيك المستخدم لتكون النتيجة الحصول على منتج عالي الجودة يدخل في كل المطابخ العالمية، من خلال اللحوم الأسترالية ذات الجودة العالية التي تطبق في ذبحها شروط ومواصفات الطريقة الإسلامية، وهذا أمر مهم شجع استهلاكها في البلاد العربية والإمارات .