تساؤلات عديدة طرحها خبراء البترول، عقب توصل إيران إلى اتفاق إطارى مع القوى العالمية الست يوم الخميس الماضى، بشأن البرنامج النووى الإيرانى. فهل ينتج عن الاتفاق استعادة إيران لقوتها ومكانتها فى سوق النفط العالمية ؟ وما تأثير دخول الجمهورية الإسلامية بكامل قوتها إلى السوق على أسعار النفط ؟ إنتاج إيران اليومى من النفط 2.6 مليون برميل حسب الأرقام الأخيرة، فقد بلغ إنتاج إيران اليومى من النفط 2.6 مليون برميل وفقا لبيانات منظمة "أوبك"، ويقدر الخبراء الإيرانيون أن تكفى احتياطيات إيران المؤكدة من النفط لمدة 60 عاما، وتخطط إيران لزيادة طاقتها التكريرية الحالية من 1.8 مليون برميل يوميا إلى 3 ملايين برميل. وفى وقت سابق، صرح نائب وزير النفط الإيرانى منصور معظمى، أن إيران تعتزم فى الفترة القريبة المقبلة زيادة إنتاجها من النفط إلى 4.3 مليون برميل يوميا، وتحتل إيران المرتبة الرابعة فى الدول الأكبر المنتجة للنفط بعد روسيا والسعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية. توقع الخبراء ألا يحدث ذلك قبل عام من الآن حسب الاتفاق الضمنى، فسوف تستمر العقوبات دون تغيير حتى تطمئن القوى الغربية بالتزام طهران بشروط الاتفاق وإمهال المفاوضين حتى 30 يونيو لإبرام اتفاق شامل، بالتالى فإن الاتفاق المبدئى لا يتيح فرصة لأى زيادة كبيرة فى الصادرات النفطية للجمهورية الإسلامية حتى 2016. أسعار النفط وبالفعل تأثرت أسعار النفط بمجرد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق إطارى بين إيران والدول الست، وهبط سعر مزيج برنت الخام 5% يوم الخميس إلى 54 دولارا للبرميل، لكن سرعان ما عادت الأسعار إلى معدلها مرة أخرى بل تجاوزت 55 دولارا للبرميل بنهاية اليوم. التحقق من التزام إيران سوف "يستغرق شهورا وقال بوب مكنالى رئيس مجموعة رابيدان جروب لأبحاث الطاقة والمستشار السابق للرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن فى تصريحات وردتها وكالات الأنباء العالمية، إن التحقق من التزام إيران سوف "يستغرق شهورا على الأرجح بعد التنفيذ الذى قد يتم بدوره بعد الموعد المستهدف فى 30 يونيو"، ويتفق معه فى الرأى جيسون بوردوف المدير المؤسس لمركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا والمستشار السابق للرئيس الأمريكى باراك أوباما قائلا: "سيستغرق الأمر بعض الوقت لعودة النفط الإيرانى إلى السوق العالمية ومن المرجح ألا يعود قبل 2016 على أقرب تقدير"، وقد يكون تأخر تأثير الاتفاق نبأ سارا للسعودية والعراق وغيرهما من أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، الذين كانوا يخشون تعافى الإنتاج الإيرانى سريعا بما قد يزيد من الضغط على أسعار النفط، التى هبطت إلى النصف منذ الصيف الماضى بسبب تخمة المعروض، غير أن ذلك قد يتمخض عن صيف صعب، فأوبك ستعقد اجتماعها فى 5 يونيو المقبل وهو أول اجتماع لها منذ أن قررت فى نوفمبر الماضى الإبقاء على مستوى الإنتاج دون تغيير رغم هبوط الأسعار. فى الوقت نفسه يرتفع الطلب العالمى بوتيرة أسرع من المتوقع ويتباطأ نمو إنتاج النفط الصخرى الأمريكى سريعا بما يزيد من الغموض، الذى يكتنف السوق. ويقول جيم ريتربوش محلل شئون النفط: "هذا الاتفاق المبدئى سيلقى بظلاله على سوق النفط بقية الربع الحالى". العقوبات التى فرضتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى لن يتم تجميدها وتشير المعلومات والبيانات الصادرة عن الاجتماع السباعى بين إيران والدول الست فى سويسرا، إلى أن العقوبات التى فرضتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى التى عرقلت تصدير نحو 1.5 مليون برميل يوميا من النفط الإيرانى منذ أوائل 2012، لن يتم تجميدها إلا بعد تحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران "اتخذت جميع خطواتها الرئيسية المتعلقة بالملف النووى". عموما سوق النفط العالمية عليها أن تستعد من الآن للضخ الإيرانى، الذى سيكون له بالتأكيد تأثيرا يصب فى صالح الدول المستوردة.