عملية إجلاء المصريين العالقين فى اليمن ليست بالأمر السهل مثلما كانت عملية إجلاء المصريين من ليبيا، لوجود اختلافات كبيرة بين الحالتين، أهمها أن ليبيا على حدودنا مما سهل عملية الانتقال، كما أن مناطق الصراع فى ليبيا كانت معروفة وبالتالى، أن خطط التحرك واضحة ولم تشهد الخطورة التى قد تعترض المصريين فى اليمن، خاصة أن الطرق فى اليمن وعرة وخطرة. من واقع الأرقام فإن الجالية المصرية فى اليمن لا يتعدى عددهم العشرة آلاف، والغالبية العظمى منهم مستقرون بشكل دائم هناك منذ عدة سنوات، بل إن كثيرين منهم كونوا أسرا بعدما تزوجوا من يمنيات وارتبطوا اجتماعياً واقتصادياً هناك، أما الباقون ممن تقدر وزارة الخارجية عددهم بحوالى ألف شخص فهم يمثلون المدرسين والأطباء والمهندسين المعارين إلى اليمن، وهؤلاء هم الساعون إلى العودة. منذ انطلاق عاصفة الحزم ضد الحوثيين الأسبوع الماضى والتفكير المصرى منصب على إجلاء المصريين، لذلك فتحت الدولة المصرية ممثلة فى وزارة الخارجية الاتصال مع دول الجوار اليمنى وتحديداً السعودية وسلطنة عمان وجيبوتى لتأمين وصول المصريين إليهم، وبالتوازى مع ذلك فتحت القاهرة خطوط اتصال مع المسؤولين الروس حتى يساعدوا فى إخراج العالقين بصنعاء، خاصة أن الروس لهم تواصل مع الحوثيين المسيطرين على العاصمة صنعاء ومطارها، وبالتالى فإنهم سيسمحون بوصول الطائرات الروسية إلى المطار، لكنهم لن يسمحوا للطائرات المصرية. التفكير من جانب آخر كان بالتعاقد مع طائرات خاصة سواء يمنية أو من دول خليجية، وبالفعل جرى التواصل مع بعضها من خلال الدكتور أحمد إسماعيل عميد الجالية المصرية فى اليمن الذى يقوم بمجهود جبار لإعادة المصريين من اليمن، فالرجل يتواصل مع المصريين هناك. شهادات العائدين من اليمن عبر عمان أو جيبوتى أو السعودية كلها تشير إلى أن الدولة المصرية لم تتركهم، بل إن وزير الخارجية سامح شكرى والسفير بدر عبدالعاطى المتحدث باسم الوزارة وفقاً لما قاله بهاء الدين الدسوقى مهندس بحرى وأحد البحارة المصريين الذين تم إجلاؤهم من ميناء عدن اليمنى إلى جيبوتى ساعداه فى الخروج من عدن حينما رد شكرى على اتصاله الهاتفى وأنهى مشكلة للمصريين مع ربان المركب السورى.