وسط آتون الحرب متعددة الأطراف المشتعلة فى اليمن، وإسراع العديد من دول العالم فى إرسال سفن وطائرات لإجلاء رعاياها، لم تكلف القنصلية المصرية فى عدن نفسها عناء الرد على الاتصالات المتوالية من جانب المصريين الذين يستنجدون بها، وتركتهم يعانون أوضاعًا مأساوية هناك، مع الاكتفاء بالتواصل معهم عبر تطبيق «واتس آب». وفى مقابل التجاهل الرسمى الواضح للرعايا المقيمين فى اليمن، أعلنت جميع الدول الأخرى المشاركة فى تحالف استعادة شرعية الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى، عن إطلاق حملات لإجلاء رعاياها، كما قررت دول مثل السعودية والإمارات وقطر، تأجيل إغلاق مقار بعثاتها الدبلوماسية فى اليمن، لحين تنفيذ عملية الإجلاء. وأرسلت باكستان طائرة مدنية لإجلاء نحو 500 من مواطنيها العاملين فى اليمن، عبر مطار الحديدة، وقال وزير الإعلام الباكستانى، برويز راشد، إن بلاده سترسل طائرات أخرى لإجلاء نحو ألفى باكستانى آخر، كما أعلنت القوات البحرية الباكستانية عن إرسال فرقاطتين للمشاركة فى عملية الإجلاء، ونفس الأمر قامت به الحكومة الصينية، التى أرسلت فرقاطة. «الصباح» رصدت شكاوى عدد من المصريين هناك، الذين أكدوا أن أوضاعهم مأساوية حاليًا، مع امتناع القنصلية عن الرد على اتصالات المواطنين، الذين يعانون الرعب بسبب تواصل هجوم الحوثيين، وميليشيات الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح، على عدن، بالإضافة إلى الاشتباكات بين القبائل من جانب، وقوات الحوثيين وصالح من جانب آخر. ومن جهته، قال السفير المصرى فى اليمن، يوسف الشرقاوى، إن وزارة الخارجية رأت أنه فى ضوء المحافظة على أبنائها، كان لا بد من إغلاق جميع المكاتب القنصلية، وسحب البعثة الدبلوماسية بكاملها، فى ظل سوء الأوضاع الأمنية هناك، مضيفًا أن الوزارة تتعامل بجدية مع تطورات الأوضاع فى اليمن، معتبرًا قرارها بإغلاق السفارة «جيد». وأشار إلى أن عدد المصريين المقيمين هناك يبلغ حوالى 10 آلاف شخص، موضحًا أن «الوزارة أعلنت عن استعدادها التام لإجراء المواطنين الراغبين فى المغادرة، بالتعاون مع شركة مصر للطيران، حيث تم تخصيص رقم عبر تطبيق واتس آب، للتواصل مع المواطنين هناك، لنقلهم إلى القاهرة». وقالت الوزارة فى بيان صحفى إن «خلية الأزمة»، التابعة للوزارة أصدرت عدة توصيات بشأن تسريع عودة المصريين فى اليمن، وأوضح السفير بدر عبدالعاطى، المتحدث باسم الوزارة أن الخلية تواصل اتصالاتها مع المصريين المقيمين فى اليمن والراغبين فى العودة لإبلاغهم بالترتيبات الخاصة بعملية الإجلاء، مع الأخذ فى الاعتبار اتخاذ كل الوسائل الممكنة لتأمين أرواحهم وضمان إجلائهم بأمن وسلام. وتابع أنه جارٍ استمرار التنسيق مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة، التى لديها تواجد فى اليمن للمساهمة فى إجلاء الراغبين فى العودة، ولضمان أن تتم العملية بشكل سهل وسلس وأمن، مشيرًا إلى أنه بعد التنسيق مع الجانب العمانى، تم تأمين دخول عدد من المصريين إلى السلطنة عبر منفذها الحدودى البرى مع اليمن مساء الثلاثاء الماضى، حيث توجهوا إلى أقرب مطار فى السلطنة، تمهيدًا لعودته إلى القاهرة. وقال عمرو الزيات، سفير مصر فى عمان، إن التعليمات صدرت للبعثة المصرية بالسلطنة لمخاطبة الجهات الرسمية العمانية فور بدء العمليات العسكرية فى اليمن، للاتفاق حول آليات عودة المصريين عبر أحد المراكز الحدودية مع اليمن، والسفارة سترسل بعثة قنصلية تتولى استقبال المواطنين وتقديم سبل الرعاية المناسبة حتى العودة إلى أرض الوطن، وستتولى البعثة إصدار وثائق السفر أو تسديد نفقات المعيشة والسفر لمن يحتاجها. وأضاف أن البعثة بدأت تلقى الاتصالات التليفونية من المواطنين المصريين المقيمين فى اليمن والراغبين فى العودة إلى مصر، ووصل عددهم حتى الآن إلى أكثر من 30 شخصًا، يحملون جميعهم وثائق سفر صالحة، وتنسق السفارة معهم تليفونيًا بشأن خط سيرهم ومحطات تحركهم حتى الوصول إلى الحدود العمانية.