أعلنت سلطنة عمان فتح حدودها لاستقبال المصريين الفارين من الحرب فى اليمن، ووفرت ممرات آمنة لعبورهم. وذكرت وكالة الأنباء العمانية أن هذه الخطوة جاءت تعبيرا عن العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين، وفى إطار السياسات التى يوجه دائما السلطان قابوس بتنفيذها تعبيرا عن تقديره العميق لمصر وشعبها بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وكذلك تأكيدا على حرصه على توفير كل صور المساعدات الإنسانية وإغاثة المتضررين، حيث أولت سلطنة عُمان اهتماما كبيرا برعاية أبناء الجالية المصرية فى اليمن الذين لجأوا إلى السلطنة فرارا من تداعيات المواجهات العسكرية هناك. وأشارت الوكالة إلى أنه تم التنسيق الكامل بين مصر والوزارات والأجهزة العمانية المعنية لمتابعة تطورات أوضاع المصريين فى اليمن على مدار الساعة، لتأمين خروج آمن للراغبين منهم فى العودة إلى مصر عبر السلطنة، حيث أبدى الجانب العمانى تعاونا كبيرا لسرعة تسهيل عودتهم من خلال المنافذ الحدودية فى ظل تدهور الأوضاع الأمنية وقصف المطارات اليمنية مما أدى إلى تعليق غالبية الرحلات الجوية. وأسفرت نتائج الاتصالات الجارية عن موافقة السلطات العمانية على السماح للمواطنين المصريين بعبور الحدود عن طريق المركز الحدودى بين السلطنة واليمن والذى يطلق عليه من الجانب العُمانى اسم "المزيونة"، بالإضافة إلى مركز صرفيت الحدودى للعبور إلى سلطنة عمان من خلال أحد المعبرين الحدوديين أو كليهما، مع مساعدتهم للانتقال إلى مدينة صلالة فى محافظة ظفار برا ومساعدتهم فى حجز تذاكر السفر للعودة إلى مصر. وأضافت الوكالة أنه يتم التنسيق بين الجانبين المصرى والعمانى فى حالة عدم توافر جواز سفر سارٍ مع المواطنين أو عدم مقدرتهم على شراء تذاكر السفر.. كما تجرى السفارة المصرية فى مسقط اتصالات مع السلطات العمانية للدفع ببعثة قنصلية إلى المعبر الحدودي. ونقلت الوكالة عن السفير بدر عبد العاطى المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرى قوله إنه تم التنسيق مع سلطنة عمان لتوفير ممر آمن على الحدود العمانية لإجلاء المصريين عبر جسر جوى من السلطنة لنقل العائلات المصرية. وأضاف أنه جارى التنسيق مع مصر للطيران والخطوط البرية التجارية للمشاركة فى عملية الإجلاء، مؤكدا أن ظروف القصف المستمر من طيران التحالف العربى تحول دون إتمام عملية الاخلاء بأمان. كما نقلت عن السفير عمرو الزيات سفير مصر لدى سلطنة عُمان أن الجانب العمانى وافق مشكورا على السماح بعبور العائدين من خلال معبرى المزيونة (250 كيلو مترا من محافظة ظفار) أو صرفيت (170 كيلو مترا من صلالة)، مع تولى عملية استقبالهم وتوجيههم للحافلات المتوجهة إلى صلالة او مسقط مباشرة. وأضاف السفير أنه فى ذات الوقت بدأت سفارة مصر فى تلقى الاتصالات التليفونية من المواطنين المصريين المقيمين فى اليمن والراغبين فى العودة، وتنسق السفارة معهم تليفونيا بشأن خط سيرهم ومحطات تحركهم حتى الوصول إلى الحدود العمانية.. كما بدأت السفارة فى تلقى اتصالات تليفونية من بعض الأهالى القلقين على مصير ذويهم فى اليمن، حيث تم طمأنتهم بأن البعثة ستتولى متابعة أحوالهم عند وصولهم إلى سلطنة عمان، وتمت إتاحة أرقام التليفونات الخاصة بالبعثة لتيسير الاتصال بها من المواطنين المصريين فى اليمن. من ناحية أخرى، أعربت عائلات عديدة فى سلطنة عمان عن رغبتها فى استقبال العائدين من اليمن، حيث تم تنظيم مجموعات عمل جاهزة لاستقبالهم عند مراكز الوصول، مع توفير المعلومات الكافية عن المعيشة والانتقالات، وذلك تحسبا لاحتمال تزايد أعداد الفارين بصورة تستلزم تحركا جماعيا.
