سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسيحيو الشرق ضحية الحسابات السياسية.. فورين بوليسى: واشنطن تصمت على مجازر داعش بحقهم خشية صورة "العدو الصليبى".. ذبح المصريين فى ليبيا زاد وعى الأمريكيين
قالت مجلة فورين بوليسى إنه فى أغسطس الماضى وقع الرئيس الأمريكى باراك أوباما قرارا بتخصيص مبعوثا خاصا له، يكون دوره تقديم المساعدة للمجتمعات المسيحية، والأقليات المسيحية الأخرى، والمستهدفة من قبل تنظيم داعش، إلا أنه كان قرارا متواضعا للغاية حيث أنه لم يتم تخصيص سوى مليون دولار فقط للمنصب الجديد. وأضافت المجلة الأمريكية، فى تقرير هذا الأسبوع، أنه بالرغم من ذلك فقد بقى المنصب فارغا، رغم مرور سبعة أشهر على اصدار القرار، وهو ما يعد مثالا بارزا للنهج السلبى الذى تتبناه واشنطن من القضية، رغم الهجمات الوحشية التى يشنها المتطرفون ضد المسيحيين الأشوريين، والكلدانيين، وغيرهم فى كلا من العراق وسوريا، حيث قامت ميليشيات داعش بتدمير الكنائس والأديرة القديمة، كما أنهم ذبحوا المسيحيين، وقادوا حملة لطردهم من بيوتهم وأوطانهم التى عاشوا فيها لآلاف السنين. داعش يرتكب إبادة جماعية بحق المسيحيين وأضافت أن عدد المسيحيين فى مدينة الموصل العراقية، فى بداية الاحتلال الأمريكى للعراق كان حوالى 35 ألف نسمة، بينما الغالبية العظمى منهم ترك المدينة الآن، خاصة بعد سقوطها فى يد الميليشيات المتطرفة، موضحة أن السياسيين الذين يتحركون خلال الإجازات ضد ما يسمى "الحرب على الكريسماس" أو "الحرب على عيد الفصح" مازالوا صامتين تماما تجاه قضية الشرق الأوسط، والتى تشهد حربا حقيقية ضد المسيحيين، موضحة أن التشريعات التى من شأنها سرعة منح تأشيرات دخول للمسيحيين الراغبين فى الهجرة إلى الولاياتالمتحدة، مازالت لم تعرض للتصويت حتى الآن. من ناحيتها، قالت النائبة الأمريكية أنا إيشو: "من الصعب أن تلفت انتباه سواء الإدارات السابقة أو الإدارة الحالية، إلى ضرورة اتخاذ قرار فى المواقف التى تحتاج لرد عاجل". وأضافت أن ما ترتكبه داعش أتى فى إطار الإبادة الجماعية، والتى يتم تعريفها على أنها السعى نحو إبادة جماعة من الناس بشكل كامل. المسيحيون يلجأون إلى مواقع التواصل الاجتماعى من جانب آخر أشارت الصحيفة إلى حرف "N" الذى أستخدم كرمز فى مواقع التواصل الاجتماعى فى العديد من بلدان العالم، من بينها لبنان، بريطانياوالولاياتالمتحدة، حيث يشير إلى ما كانت تفعله الميليشيات المسلحة فى مدينة الموصل، عندما كانوا يكتبون على أبواب منازل المسيحيين الحرف نفسه، فى إشارة لكلمة نصرانى، وذلك لتمييز تلك البيوت، وبعدها طالبوهم إما باعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو القتل، وهو ما دفع الغالبية العظمى من مسيحيى المدينة للفرار منها. كما تحول المسيحيون حول العالم نحو وسائل التواصل الاجتماعى، حتى ينبهوا العالم للحملات الوحشية التى يتبناها التنظيم المتطرف ضدهم، حيث تحولت تلك العلامة من رمزا للتطرف العنيف، إلى علامة للتضامن، فأصبح الهاشتاج الذى يحمل معنى "كلنا N" من الأكثر استخداما حول العالم. أما المسيحيون الأمريكيون فتقول المجلة، أنها كانت اللحظة المناسبة لهم للتحرك، حيث كانوا على علم بشكل خافت لما يحدث فى الشرق الأوسط تجاه المسيحيين، حيث أصدرت منظمة التضامن المسيحى بيانا تحذر فيها من جراء جرائم الإبادة الجماعية التى ترتكب فى المنطقة فى عام 2011، إلا أن هذا البيان ربما لم يلفت انتباه الكثير منهم، على عكس ما أحدثه الرمز "N" والذى خلق إحساسا بالتوحد بينهم وبين مسيحيى الشرق. الأمريكيون لا يعرفون من هم مسيحى الشرق ويقول تيموثى مورجان، أحد كبار الصحفيين بجريدة "كريستيان توداى"، أن الكثير من رواد الكنائس فى الولاياتالمتحدة كانوا فى حيرة من أمرهم، وكانوا دائما ما يتساءلون من هم هؤلاء المسيحيون؟ حيث كانوا لا يعرفون شيئا عنهم، ولكن الرمز "N" ربما انتزع قلوب الكثيرين منهم بالفعل، إلا أنه على الرغم من ذلك، فإن المسيحيين لم ينشطوا حقا لدفع الكونجرس لاتخاذ قرارات من شأنها حماية هؤلاء المسيحيين فى العراق، ربما بسبب الطبيعة الدولية لتلك القضية، حيث أن غالبية المنظمات الأمريكية دائما ما تنشط عند بروز القضايا الداخلية التى تمل صدى كبير، مثل قضايا الإجهاض أو قضية زواج المثليين، بحسب الصحيفة الأمريكية. وتقول فيث ماكدونيل، مسئول بمعهد الدين والديمقراطية فى واشنطن، أنه بالرغم من ذلك إلا أن مثل هذه القضايا تبدو الأكثر تأثيرا على الناس، موضحة أن قطاعا كبيرا من الأمريكيين سواء مسيحيين أو غيرهم يشعرون بقلق شديد من جراء ما يعانيه مسيحيو الشرق الأوسط، على الرغم من أن معظمهم حتى لا يعرفون من هم أعضاء لجنة العلاقات الخارجية، وقالت جودى موور، عضو مجلس إدارة الرابطة الوطنية للإنجيليين، أنها لا حظت زيادة كبيرة فى وعى الأمريكيين من رواد الكنائس تجاه ما يحدث فى الشرق الأوسط، خلال الأشهر القليلة الماضية، خاصة بعد الفيديو الأخير الذى نشره تنظيم "داعش" لذبح 21 قبطيا فى ليبيا. وأضافت أن المسيحيين الأمريكيين يريدون أن الإدارة الأمريكية تتخذ مزيد من الإجراءات الحاسمة تجاه تلك القضية، بل ويشعرون بقدر كبير من الغضب تجاهها لأنها مازالت لم تفعل شيئا فى هذا الصدد. ويبدو أن الأمر لم يعد يقتصر على ذلك، هكذا تقول الصحيفة، حيث إن عددا من القادة المسيحيين فى الولاياتالمتحدة صاروا يطالبون أتباعهم للتواصل مع البيت الأبيض للضغط على مسئولية لتعيين المبعوث الخاص الذى طال انتظاره، وكذلك لنواب الكونجرس للانضمام إلى تجمع الأقليات الدينية فى الشرق الأوسط، والذى يتواجد به 15 عضوا فقط من أعضاء الكونجرس الأمريكى. فى حين أن آخرين لجأوا لاستغلال علاقاتهم القوية ببعض الأعضاء الجمهوريين فى الكونجرس للضغط من أجل اتخاذ إجراءات قوية فى هذا الشأن. من ناحيته، قال راسيل موور، رئيس لجنة الحرية الدينية والأخلاقية فى المؤتمر المعمدانى الجنوبى، أن هذا الأمر ينبغى أن يكون أولوية قصوى لدى مرشحى الرئاسة الأمريكية، خلال السباق المرتقب فى العام القادم، مؤكدا أنه سيكون القضية الأولى التى سوف يقوم بطحها عندما يجلس ويتحدث معهم. إسرائيل تشكل تحديا لمسيحى المنطقة إلا أن التحدى الهام الذى تواجهه تلك القضية يتمثل فى التوتر السياسى بين المسيحيين الإنجيليين فى الولاياتالمتحدة، والمعروفين بدعمهم لإسرائيل، وبين مسيحيى الشرق الأوسط، والذين يدينون إسرائيل باعتبارها محتلا للأراضى العربية، بحسب الصحيفة الأمريكية، حيث إن مثل هذا التوتر ربما يكون سببا فى انسحاب بعضهم. وأوضحت الصحيفة أن عددا من الزعماء المسيحيين فى الولاياتالمتحدة يتهمون أوباما بالتقليل من أهمية الانتهاكات التى ترتكب ضد الأقليات فى الشرق الأوسط، بسبب الانزعاج المتصور فيما يخص مسألة الدين، خاصة عندما تأتى تلك القضية مع السياسة الخارجية. ويقول جون أيبنر، الرئيس التنفيذى لمنظمة التضامن المسيحى، أنه من الصعب على واشنطن علاج قضايا الاضطهاد الدينى ضد الأقليات فى الشرق الأوسط، وخصوصا المسيحيين، لأن مثل هذه القضايا تأتى فى إطار قضايا السياسة الخارجية الحساسة. وأوضح أن الشغل الشاغل لدى الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء الآن هو إرضاء المسلمين، خاصة وأن الأمر ربما يحمل بعض المخاطر بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر، وهو مصدر قلق كبير للولايات المتحدة حيث بات ينظر إليه باعتباره أحد قضايا الأمن القومى. وأضاف أن الولاياتالمتحدة ترفض تماما أن تظهر بصورة المدافع عن المسيحيين فى الشرق الأوسط، خاصة وأن تبنى مثل هذا الموقف ربما يعمق من صورتها لدى الشرقيين ك "عدو صليبى". - دايلى بيست: داعش يعد الأطفال ليكونوا قتلة وانتحاريين وقتلى صغار