شهادات حية من قلب مدينة الزاوية بليبيا يرويها 4 من العاملين المصريين، الذين تركوا بلادهم من أجل الحصول على لقمة العيش، بسبب ظروف الحياة الصعبة التى دفعتهم إلى ذلك، دون إرادتهم، تاركين وراءهم أطفالهم، ونسائهم، وأمهاتهم، وآبائهم، وأراضيهم. "خايفين.. مرعوبين.. مش عارفين نطلع بره.. مش عارفين ناكل.. محدش سامعنا.. متهانين.. ياعالم ياهوووووو".. هذه كلمات رددها العاملون المصريون على ألسنتهم يطالبون الحكومة المصرية بانتشالهم من جحيم داعش فى ليبيا، من حياة يعانون منها منذ ذبح إخوانهم الأقباط على يد تنظيم داعش الإرهابى. بداية يقول "أ.ع" 28 سنة مبلط سيراميك يعمل منذ 16 عاما داخل الأراضى الليبية من مدينة المنصورة وأحد العاملين المصريين بمدينة الزاوية الليبية فى تصريح خاص ل"اليوم السابع": نحن نعيش الآن حالة من الرعب والهلع منذ ذبح إخواننا الأقباط على يد تنظيم داعش الإرهابى، وانتشار شائعة مقتل 3 أطفال إثر الضربة الجوية التى قامت بها الطائرات المصرية، على مواقع داعش، ولكن الصورة تخص أطفال لقوا مصرعم إثر تسريب غاز بمدينة البيضاء الليبية، مضيفا أن المنطقة التى يعيش بها تضم قسمين وكل قسم به أكثر من 200 شخص. أكد العامل المصرى، نعانى الأمرين عند خروجنا من منازلنا لاحضار الطعام، حيث نسمع السباب والإهانات من الليبيين، منها "إحنا هنموتكم يا مصاروة، إنتم جايين تاكلوا خيرنا وتضربونا بالطيران؟، إحنا مش عايزينكم روحوا لبلادكم"، كما أنهم كانوا يلاحقون العمال المصريين الذين يذهبون كل صباح إلى محطة العمال، ويعتدون عليهم بالضرب. وقال فى حسرة: الطريق مغلقة ومش عارفين نمشى ولا نسافر، كما أن التليفزيون المصرى فى وادى آخر بعيدا عن المأساة التى نعيشها، كما أننا نقوم بالاتصال بوزارة الخارجية كل 10 دقائق ولكن لا يتم الرد علينا إلا بعد كل 48 ساعة. أضاف العامل المصرى من ليبيا، حاولت السفر أنا وزملائى إلى مصر ولكن عندما وصلنا على الحدود على بعد 15 كيلو من منطقة زوارة، اعترضتنا قوات فجر ليبيا، وعدنا مرة أخرى، فضلا عن المأساة التى نعيشها على يد بعض الأهالى من تهديدات، وسماع أنباء عن ذبح اثنين مصريين بينهم ليبى فى شعبية طرابلس، بالإضافة إلى 15 مصريا آخرين ترددت أنباء عن خطفهم، مؤكدا أنهم محبوسون داخل أحواش، حيث يضم الحوش من 30 إلى 40 شخصا. وطالب الحكومة برئاسة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء بأن تسعى الدولة جاهدة من أجل إنقاذهم وعودتهم سالمين إلى أرض الوطن، مؤكدين أن معظمهم لا يعرف القراءة ولا الكتابة، ومن العجيب أن مجموعة من المصريين حاولوا الهرب إلى مصر، ولكن حالت الظروف والطرق الصعبة بينهم وبين العودة إلى مصر، وعادوا مرة أخرى عبر الجبال، وفى بعض المناطق الأخرى التفتيشية، ترى تنظيم داعش يستجوبك ويقول لك قل لا إله إلا الله، فإن قلت يتركك وإن شك أنك لست مسلما يأخذك. وعن يوم احتفال الليبيين بثورة 12 فبراير، قال لم نخرج فى هذا اليوم، كما أن الليبيون كانوا منشغلين بالاحتفال ورفعوا شعارات معادية للرئيس عبد الفتاح السيسى. وقال إن بعض المصريين فى مدينة طرابلس حاولوا الهروب إلى مدينة الزاوية، ولكن المحاولات بائت بالفشل، كما أننا قمنا بالاتصال بأهالينا وهما تايهين وإحنا أتوه منهم. وتابع بعض الليبيين قالوا لنا إحنا 9 أشقاء ولدينا استعداد أن نحميكم، كما أنهم نصحونا، بعض النصائح، وهناك بعض المصريين كانوا يختبرون آخرين فى محاولة السفر إلى مصر، حتى يتجنوا ما يحدث للباقى منهم. وأكد أن بعض المصريين يواجهون ظروفا صعبة فى معيشتهم بمصر فقرروا عدم العودة رغم المأساة، قائلا "هما مش لاقيين ياكلوا فى مصر يسافروا ليه"، ولو هناك 200 مصرى، 120 منهم يقرر السفر و80 يفضلون البقاء بسبب قسوة المعيشة وظروف الحياة الصعبة، التى تلاحقهم. أضاف، معظمنا أميين لا نعرف القراءة ولا الكتابة، مؤكدا أن أهالى مصراته وطرابلس هم أشرف الليبيين، كما أن بعض الأهالى يقفون بجوارنا. وقال "أ.م.أ" 45 سنة سباك من سوهاج، يعمل منذ ثمانية أشهر بليبيا ل"اليوم السابع": نتلقى كل يوم إهانات من الليبيون، حيث قالوا لنا يامصريين ليه قاعدين فى بلادنا، كما أننى آخر مرة خرجت فيها للعمل كانت الخميس الماضى، وحاولت العودة إلى مصر، ولكن قوات الأمن اعترضت طريقنا فى مدينة "زوارة" والتى تبعد 30 كيلو عن الحدود التونسية الليبية. وأكد، أننا نعيش فى قلق، مشيرا إلى أنه كان عضوا فى حركة تمرد، كما أنه قام بالاتصال بالسفير بدر عبد العاطى، المتحدث للرسمى باسم وزارة الخارجية أكد لهم أنه ينسق مع المسئولين بليبيا ناصحا لهم ألا يغادروا منازلهم. وتابع، إحنا بنحب مصر ولو متنا من الجوع مش هنكرهها، والغريب ضعيف وإحنا ضعفاء، فى بلد لا تعرف الرحمة، مذكرا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى يقول فيما معناه "من آذى ذميا فأنا خصمه ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، تعقيبا على قتل تنظيم داعش للأقباط. وأضاف "أنا سافرت إلى ليبيا علشان الرئيس السيسى راجل ووطنى وولد أصول ويعرف الحق، زى الزعيم مصطفى كامل، وسعد زغلول". وقال تواصلت مع أهلى وهم الآن فى قلق وحيرة علينا، كما أننا ندعو الله أن ينصر الرئيس السيسى على أعدائه وكل من يساند مصر من رؤساء الدول العربية. وشارك "ه.ص" 26 سنة من المنصورة وأحد العمال بليبيا، مأساة زملائه، قائلا انجدونا إحنا محبوسين داخل المنازل مش عارفين نروح ولا نيجى، والتهديدات تلاحقنا من الليبيين، مضيفا الإعلام ظلمنا ولم يذيع الحقائق وما نحن نعايشة. وعن "أ.ص"، أحد المترددين على محطة العمال وهو من مدينة المنصورة المصرية، ويعمل بمدينة الزاوية الليبية، قال حاولنا السفر إلى مصر فجر أول أمس ووصلنا إلى حدود تونس، حيث أخذوا منا جوازات السفر عند أحد البوابات ولكن منعونا من المرور وعدنا مرة أخرى. وأكد حزنت حزنا شديدا على من تم ذبحهم على يد تنظيم داعش الإرهابى، فالمسلم والمسيحى إيد واحدة، فنحن كمصريين نعيش ما لا يقل عن 40 ألف شخص فى كل شارع، ونبعد عن تونس 80 كيلو فى الحدود مع مدينة الزاوية، ولكن لا نستطيع السفر "تايهين"، كما أن معظم الليبيين لا يريدوننا أن نسافر إلى المصر، حتى اضطروا إلى تهديدنا بالقتل إذا حاولنا السفر، وذلك لأنهم يريدوننا أن نعمل معهم لأن العمالة المصرية هى من بنت ليبيا، فلا يستطيعون الاستغناء عنا. أضاف "محمد.ن"، حاولنا السفر مع أحد السائقين الليبيين إلى الأراضى المصرية، ولكنه قال لنا إن البوابات قالت لهم ليس لدينا معلومات بالسماح للمصريين بالسفر، ونحن الآن بين نارين ولا نستطيع السفر، ومن يحاول السفر عن طريق سرت ومصراته، يبقى عليه السلامة. أكد، وصلنا أول أمس إلى منطقة زوارة على حدود تونس ب50 كيلو ولكن منعونا من السفر، بحجة أنه لا توجد أوامر بذلك. وناشد العاملون المصريون بليبيا، من جريدة "اليوم السابع"، الرئيس عبد الفتاح السيسى والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، والدكتور سامح شكرى وزير الخارجية، بسرعة التحرك وانتشالهم من نيران الحرب فى ليبيا، وإرهاب تنظيم داعش. أخبار متعلقة.. مدير أمن مطروح: 1770 مصريا إجمالى العائدين من ليبيا عبر منفذ السلوم