بعد الحادث المأساوى الذى حصد أرواح شبابنا فى ليبيا على يد التنظيم الإرهابى داعش ورد القوات الجوية المصرية ردا حاسما على معاقل الإرهاب فى ليبيا بدأت غالبية القرى فى مصر تعيش حالة من القلق على أبنائها المقيمين فى ليبيا وكان لابد من إلقاء الضوء على المحافظات التى تصدر أبناءنا الى ليبيا وحصر أعدادهم وما هى أكثر القرى التى يسافر ابناؤها الى هناك. ففى محافظة أسيوط تسود حالة من القلق والضيق مع تطورات الأحداث الأخيرة بعد قيام تنظيم داعش الارهابى بقتل مجموعة من المصريين العاملين فى ليبيا ومنهم 4 من اسيوط ومما زاد القلق إن هناك إصرارا من الشباب للسفر لليبيا رغم كم المخاطر الموجودة كما أنه لا يوجد أى إحصاء رسمى أو غير رسمى يوضح تعداد من يعملون داخل ليبيا من محافظة أسيوط لكنهم يقدرون بعشرات الآلاف.ومدينة ديروط تصدرت المشهد قرية مسارة والتى بها نحو 1000 شاب على الاقل يعملون فى ليبيا بحسب قول حمادة حُكامة مدرس وأحد أبناء القرية الذى أكد أنه لا يعرف على وجه التحديد عدد العمالة الموجودة من أسيوط فى ليبيا حتى من قبل وزارة الخارجية نفسها لأن أكثر من النصف يذهبون بطرق غير مشروعة من خلال سماسرة متخصصين ويعرفون طرق ومدقات الجبال وفور وصول العامل إلى ليبيا يجد أقاربه و«بلدياته» فى استقباله وينزل للعمل معهم مضيفا أن هناك قرى كثيرة فى ديروط مثل بنى يحيى شرق ودشلوط وباويط وديروط الشريف وساو وغيرها لها الآلاف من أبنائها فى ليبيا، حيث إن ليبيا قبلة الفقراء الذين لا يملكون عشرات الالاف لدفعها للسفر للكويت أو السعودية وغيرهما. ويضيف مهندس أحمد ربيع رئيس مدينة أبوتيج الاسبق أن قرى الخط الغربى بأوتيج مثل البلايزة ودوينة وكذلك النخيلة دائمة السفر لليبيا خصوصا أن الشعب الليبى يحب الصعايدة، مشيرا إلى أنه نفسه قضى نحو 14 عاما فى ليبيا، مضيفا وزاد من السفر اليها ارتفاع قيمة الجنيه الليبى فى ظل انتشار البطالة خصوصا أن أغلب المسافرين من العمالة العادية والحرفيين. وأضاف أحمد شوقى رئيس مركز أبو تيج أن مركز أبوتيج من أهم المراكز التي تسافر إلى ليبيا أعداد كبيرة منه خصوصا قرى ديكران ودوينة التى فقدت أربعة من أبنائها دفعة واحدة منذ أيام على يد التنظيم الإرهابى فى ليبيا داعش ومنذ وقتها والقرية تعيش حزنا كبيرا، مضيفا أن هناك قرى مثل دير الجنادلة بالغنايم من القرى التى يتواجد بها أعداد كبيرة فى ليبيا. ويشاركه الرأى الحاج أحمد عبدالهادى عمدة قرية دكران بأبوتيج أن دكران من أكثر القرى معاناة فى كل شيء ولا توجد بها أى مصادر دخل ومن ثم فالقرية التى يصل تعداها لنحو 22 ألف نسمة تصدر الالاف لليبيا، لافتا إلى أن نحو 4 آلاف من شباب القرية يعملون فى ليبيا الآن رغم المخاطر المحدقة بهم لضيق ذات اليد هنا خصوصا مفيش أكل عيش هنا فمساحة زمام القرية يقدر ب 1600 فدان فقط ورغم أن هناك من يسافر بطرق مهينة كوضعهم داخل فناطيس المياه ورغم الموت فيه شباب عايزة تسافر كل يوم علشان تقدر تعيش أيا ما كانت المخاطر. ويصرخ سعيد سيد من أهالى القرية: الشباب مش هيبطل يسافر هنا ميت وهناك ميت آلاف الشباب عاطل فى البيوت ومش عارف يعمل إيه والحالة النفسية سيئة وده مش حال دكران وحدها ده حال الصعيد كله. وفى مركز البداري، تتصدر المشهد قرية النواورة وتوابعها مثل وادى الشيخ التى عاشت هى الأخرى مأساة كبيرة منذ عدة أشهر عندما تم اختطاف نحو 8 من أبنائها وظلت الأسر تعانى معاناة شديدة حتى تم الإفراج عنهم ورغم ما لاقوه من معاناة فضلوا البقاء والعمل هناك عن العودة حيث إنهم باعوا الغالى والنفيس ليتمكنوا من الذهاب بحثا عن لقمة العيش بحسب قول حسن محمد الذى أكد أنه قام بتسريب ابنه من التعليم لضيق ذات اليد وليساعده فى تربية أخوته، مضيفا بعت له البقرة اللى حيلتنا حتى يسافر للعمل بليبيا. ويضيف أحمد لبود من أبناء البدارى أن هناك قرى فى البدارى لها آلاف من أبنائها يعملون داخل ليبيا مثل العتمانية ونجوع المعادى وعزبة يوسف وغيرها والسبب واحد هو ضيق ذات اليد وعدم وجود فرص عمل، بالإضافة إلى أن أى شاب نفسه يتزوج ويستقر وهو ما يصعب تحقيقه لو ظل فى مصر. وفى مركز أبنوب بحسب قول ثابت محمد فلا تكاد ترى قرية إلا ولها أبناء يعملون فى دولة ليبيا وأغلبهم يعملون فى المعمار والزراعة. وأضاف ثابت أنه يعمل فى ليبيا منذ سنوات وأنه عاد أخيرا بسبب الصراعات الموجودة فى المنطقة التى يعمل بها قائلا نجوت من الموت بأعجوبة فما أرخص دم المصرى هناك، مضيفا أنا كلى أمل أن تهدأ الأمور كى أرجع مرة تانى أمارس عملى فى ليبيا وأسترد أموالى التى تركتها هناك، مشيرا الى ان المصريين فى جحيم وهناك عصابات مسلحة يدخلون علينا أماكن تجمعنا ومساكننا ويستولون على أموالنا وعندما كنا نلجأ لصاحب العمل يقول أنا مش قادر أحمى نفسى وعن سبب سفره لليبيا قال ثابت: تكلفة السفر بسيطة وفيها لقمة عيش وتعودنا عليها من زمان والرب واحد والعمر واحد. وفى مركز منفلوط تتصدر المشهد قرية بنى رافع والتى يوجد بها آلاف من أبنائها يعملون فى ليبيا بحسب أنور سيد عبد الحليم أحد أبناء القرية الذى أكد أن شباب القرية دائمو السفر إلى ليبيا وغيرها بحثا عن لقمة العيش خصوصا أن تعداد القرية كبير مع قلة مواردها، مطالبا الدولة بتوفير فرص عمل لهم بالمناطق الصناعية حفاظا عليهم. مصطفى سعد من أبناء مدينة القوصية :تعودت على السفر لليبيا من عشرات السنين مررت خلالها بأزمات كبيرة وتارة كنا ندخلها بجواز سفر فى أوقات الخلاف بين القيادة السياسية فى البلدين وأحيانا بالبطاقة الشخصية ولكن لن ننقطع عن السفر إليها حيث إن التكلفة بسيطة وعندما نذهب للعمل لا نشعر أننا فى غربة حيث يوجد الالاف من المصريين يعملون هناك وفى حال ما رغب الانسان فى العودة إلى مصر كان يرجع بسهولة وقد تمكنا من عمل قرشين اتجوزنا بيهم. ويشاركه الرأى كمال يحيى عامل باليومية قائلا القوصية مفيهاش شغل غير فى المواسم خصوصا بالنسبة للى زينا معندوش صنعة غير الفلاحة فأنا أسافر للعمل بليبيا وأرجع فى موسمى الحصاد صيفا وشتاء واتعودت على كده من زمان وأحيانا يكون الحال ماشى هناك أقعد بالسنة كاملة لكن عموما العمل فى ليبيا أريح من وجع القلب والمشاكل فى الصعيد وفلان راح وفلان جه. وفى محافظة كفر الشيخ تعتبر من أوائل المحافظات المصرية التى سافر أبناؤها بأعداد كبيرة للعمل بدولة ليبيا منذ زمن بعيد خاصة من الصيادين بالقرى المنتشرة على شاطئ البحر المتوسط بطول 118 كيلو مترا بالمحافظة وأصحاب الحرف والمهن الأخرى خاصة العاملين فى مجال المعمار من النجارين المسلح والحدادين والنقاشين وجميع أعمال البناء والتشطيب والعاملين فى ورش إصلاح السيارات والجرارات والمعدات والفلاحين والعاملين فى صيانة وإصلاح أجهزة المحمول والأجهزة الكهربائية والسائقين والفلاحين وبعض المدرسين والأطباء والممرضات والمهندسين وغيرهم من أصحاب الحرف والمهن المختلفة. ويرتفع أعداد المصريين المغتربين من أبناء محافظة كفرالشيخ فى دولة ليبيا لأكثر من 100 ألف شاب ومواطن من أبناء المحافظة يعملون هناك أكثرهم من الصيادين والحرفيين. ويعد مركز مطوبس خاصة قرى برج مغيزل والجزيرة الخضراء والسكرى وأبو خشبة من أكثر المراكز تصديرا للصيادين العاملين فى ليبيا على المراكب الليبية منذ فترة طويلة وبعده مركز البرلس من قرى برج البرلس والشهابية والشيخ مبارك وبر بحرى والعاقولة وسوق الثلاثاء والربع وكذلك مركز سيدى سالم من قرى الشخلوبة ودمرو الحدادى وغيرها من القرى الأخرى وكذلك من مراكز فوه والرياض والحامول وقد سافر من هذه المراكز الشمالية بالمحافظة أكثر من 20 ألف صياد للعمل فى مهنة الصيد على المراكب الليبية بالمدن والموانى المطلة على البحر المتوسط.