سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو.. مأساة أم معاقة وطفلين يتحدون البرد ويسكنون حديقة ميدان "مصطفى محمود".. أم محمد: "الشقة وقعت علينا وعجّزتنى ومن ساعتها وأنا فى الشارع.. ومش قادرة أروح المحافظة وماليش غير ربنا"
"كرسى متحرك وبطاطين وملاية قديمة" ما تملكه أسرة تقطن أرقى مناطق القاهرة بالمهندسين.. فى إحدى الحدائق العامة بميدان مصطفى محمود، تقضى أسرة مكونة من سيدة معاقة وطفلين أوقاتها فى جو شديد البرودة فى الشارع، لا يحميهم من غضب الشتاء القارص إلا عدد من البطاطين المهلهلة وأشجار يحتمون فيها عند هطول الأمطار. "الشقة وقعت علينا.. ومن ساعتها وأنا فى الشارع"، بهذه الكلمات بدأت "أم محمد" قصتها التى تحولت منذ عام من سيدة بسيطة مليئة بالحيوية إلى جسد تعجز عن حصر ملامح قسوة الزمن عليه بسبب إعاقة مزمنة فى قدميها بعد أن سقط العقار الذى كانت تقطن فيه. وتابعت "أم محمد": "أنا ست معاقة ومقدرش ألف وأدور أو أروح المحافظة أنا معنديش غير ربنا وبس". ترك زوج أم محمد الأسرة فى الشارع بعد انهيار العقار الذى كانوا يقطنون فيه، ولم يكن أمامها إلا الشارع ليصبح مأوى لها. وقالت أم محمد: "جوزى مش بيسأل فينا بعد اللى حصل فنزلنا ميدان مصطفى محمود وقعدنا هناك". وأكدت أم محمد ذات الملامح الحزينة، أن احتياجاتها واحتياجات أطفالها كانت بمثابة مسألة حياة أو موت لها، ما دفعها إلى الجلوس فى الشارع تواجه برد الشتاء القارص محتمية فى بطاطين مهلهلة وأشجار ذبلت أورقها من شددت البرودة، قائلة: "بنام تحت الشجرة أنا وعيالى وبحتمى فى شوية بطاطين ناس ادهولنا وربنا بيرزقنا بناس بيعطفوا علينا بأكل ومن ساعات ما بيتى ما اتهد وأنا قاعدة وسط الأغنياء فى مصطفى محمود وإحنا بنام والدنيا بتمطر علينا ومش بنبقى قادرين. تحتضن أم محمد طفليها بذراعيها لتحميهم من شدة البرد القارص فى الشتاء، ولكن ذراعى أم محمد غير كافية لحمايتهم، حيث أصيبوا بحساسية مزمنة فى الصدر. وقال الطفلان: "احنا بردانين أوى وعندنا حساسية من البرد ومش عايزين غير شقة ونخش المدرسة وربنا يكرمنا"، وطالبت أم محمد فى النهاية بشقة من المحافظة تحميها هى وأولادها من قسوة برد الشتاء.