سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نظام الأسد يستعيد العلاقات الدبلوماسية مع العرب.. الكويت تبدأ بالسماح لدمشق بفتح سفارتها.. وتونس تعيد فتح مكتب لها بسوريا لرعاية مواطنيها.. والإرهاب وضعف المعارضة وطول الأزمة تمهد الطريق
فى محاولة من نظام الرئيس السورى بشار الأسد للخروج من عزلته، كشف مصدر دبلوماسى عربى عن اتصالات يجريها نظام الرئيس الأسد مع عدد من العواصم العربية، هدفها إعادة العلاقات بين دمشق والدول العربية إلى ما كانت عليه فى السابق، فى محاولة من الأسد لشرح أبعاد التهديدات الأمنية، التى ستواجهها المنطقة والدول العربية حيال تمكن العناصر الإرهابية من السيطرة على الأراضى السورية. وأضاف المصدر الدبلوماسى العربى أن الموقف العربى المعادى لنظام الرئيس السورى بشار الأسد بدأ يتراجع خطوات للخلف فى الآونة الأخيرة، فيما يؤشر إلى وجود علاقات خلف الستار قد تظهر إلى السطح فى الأيام المقبلة، مؤكدا أن طول الأزمة السورية وظهور الإرهاب، الذى بدأ يهدد المنطقة بأكملها دعا الأنظمة العربية إلى مراجعة حساباتها تجاه مقاطعتها لنظام الرئيس السورى بشار الأسد، بالإضافة إلى تغيير الإستراتيجية الأمريكية تجاه الأزمة السورية وإعلان رغبتها فى القضاء على التنظيمات الإرهابية، وقيامها بتوجيه ضربات من خلال التحالف الدولى لإضعاف تلك التنظيمات مستثنية من تلك الهجمات النظام السورى. وأوضح المصدر الدبلوماسى العربى أن هناك مؤشرات عديدة على وجود هذا التقارب كان أبرزها قرار وزارة الخارجية الكويتية مؤخرا بمنح تأشيرات لثلاثة دبلوماسيين سوريين لإعادة فتح سفارة بلادهم فى الكويت، ليقوموا على رعاية الجالية السورية الموجودة بالكويت والبالغ عددهم نحو 130 ألفًا، بعد أن كانت سحبت سفيرها من سوريا عام 2012، وطلبت من السفير السورى مغادرة البلاد، على خلفية الأحداث، التى شهدتها سوريا، وسارعت الصحف السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد إلى الترحيب بالموقف الكويتى ونقلت عن مصدر سورى أنه لا يستبعد إقدام دول خليجية أخرى على الخطوة نفسها، متوقعا أن تنضم دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين إلى الموقف الكويتى، كاشفا عن وجود رسائل بين القيادة الإماراتية والرئيس بشار الأسد على مدار الأعوام الماضية. كما أشار المصدر الدبلوماسى العربى إلى أن سلطنه عمان لم تغلق سفارتها فى سوريا استجابة للقرار، الذى صدر عن مجلس جامعة الدول العربية القاضى بمقاطعة النظام السورى، كما أن تونس أعادت العلاقات الدبلوماسية مع سورية بشكل غير مباشر عبر إعادة فتح مكتب لها فى العاصمة السورية لرعاية شؤون أكثر من 3000 مواطن تونسى. وأكد المصدر أن التعاون ليس على الصعيد الدبلوماسى فقط، بل إنه يوجد تعاون أمنى على مدار العام الماضى، لافتا إلى أنه فى ظل تصاعد الهجمات الإرهابية بالمنطقة وتمدد الجماعات الجهادية، وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابى لجأت بعض الأنظمة فى الدول، التى تواجه تلك التنظيمات على أراضيها للتعاون أمنيا مع نظام الرئيس السورى بشار الأسد، خاصة للتعرف على هوية "العائدين من سوريا"، والقبض على من ذهب للحرب فى سوريا ثم عاد إلى بلاده بالفكر الجهادى. وفى المقابل أوقفت قيادات المعارضة السورية بشكل تام فى الفتره الأخيرة اجتماعاتها فى بعض الدول العربية، التى اعتادت أن تجتمع بها بعد شعورها ببعض التغير فى مواقف تلك الدول تجاه الأزمة السورية بعد انتشار الإرهاب، ونقلت كل نشاطها إلى تركيا التى مازالت تقف إلى جانب المعارضة وتقف فى وجه أى حلول سياسية تتضمن مشاركة نظام بشار الأسد فيه. كما فسر البعض تصريحات سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودى، مؤخرا فى بروكسيل بشأن الأزمة السورية بأنها تغيير فى موقف المملكة إزاء الحل الممكن للأزمة الممتدة منذ أربع سنوات، حيث قال "إن التصدى للإرهاب سيستغرق وقتًا طويلًا، ويتطلب جهدًا متواصلًا، ومن منطلق حرص المملكة على استمرار تماسك هذا التحالف ونجاح جهوده، فإننا نرى أن هذه الجهود تتطلب وجود قوات قتالية على الأرض"، ولبلوغ هذه الغاية فى سوريا، لفت إلى وجوب "تقوية قوى الاعتدال الممثلة فى الجيش الحر، وجميع قوى المعارضة المعتدلة الأخرى، والسعى لضمها مع القوات النظامية فى إطار هيئة الحكم الانتقالى المنصوص عليها فى إعلان جنيف1، ما عدا من ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتلطخت أيديهم بدماء السوريين الأبرياء"، معتبرًا أن هذا الأمر من شأنه "توحيد جهود هذه القوات وتسخيرها لتطهير الأراضى السورية من كل التنظيمات الإرهابية، التى تحتل ثلث أراضيها". وقال المصدر إن إعلان وزير الخارجية السعودى يعتبر تغيرا كبيرا فى موقف المملكة، الذى كان يرفض فى الماضى إشراك أى أشخاص من نظام الأسد فى المرحلة المقبلة من سوريا، لافتا إلى أن الانتقاد الإعلامى للنظام السورى تضاءل مؤخرا فى وسائل الإعلام العربية، كما اتخذت المملكة قرارا بإغلاق مكتب قناة "وصال" فى الرياض، ومنع أى بث لها من المملكة، وهى القناة، التى كانت تهاجم نظام بشار الأسد باستمرار، وتعمل على جمع تبرعات للقوى المعارضة المسلحة فى سوريا. وروجت صحيفة الوطن السورية القريبة من نظام الرئيس السورى بشار الأسد إلى قرار مجلس الوزراء مؤخرا بالموافقة على السماح بدخول شاحنات نقل تجارية تحمل لوحات سعودية إلى سوريا مرت عبر معبر نصيب الحدودى مع الأردن، وهو ما فسره بعض المراقبين باحتمالية عودة استئناف العلاقات التجارية بين البلدين مرة أخرى بعد توقفها عدة سنوات. موضوعات متعلقة الأسد: سوريا تحارب الإرهاب ولا يمكن لرئيس أن يذهب عبر الفوضى