قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الدول العربية تتفق من حيث المبدأ على ضرورة وحدة الأراضي السورية، مضيفا أن تنامي الإرهاب فى المنطقة وحده كفيل بأن يقرب وجهات النظر بين الجميع على ضرورة إنهاء الأزمة السورية عن طريق الحوار السياسي، وألقى اللوم على الجماعات التكفيرية المتشددة التى حملت السلاح وحولت الوضع فى سوريا إلى مأساة، جاء ذلك خلال حوار أجراه مع وكالة الأنباء الكويتية. الموقف المصري يحمل بين طياته تطوراً فى الخطاب، بعدما حملت مصر سابقاً النظام السوري جزءاً من الأحداث التى تتعرض لها سوريا على مدار الثلاث سنوات، ولكن هذه المرة الكلمات خرجت على لسان الرئيس السيسى وحملت الإرهابيين والمتطرفين وحدهم المسئولية، متوقعاً أن تتفق الدول العربية على الموقف ذاته بسبب تنامي الإرهاب، ومؤكداً على ضرورة إيجاد حلول سلمية عبر حوار، ولم يتحدث الرئيس مطلقاً عن تخلي النظام الشرعي فى سوريا عن الحكم مثلما يطالب البعض كحل للأزمة. يقول مجدي عيسى، أمين لجنة الشئون العربية بحزب الكرامة الشعبي الناصري، إن كلام "السيسي" جيد، مطالبا بضرورة إعادة العلاقات بين مصر وسوريا، بل يجب أن تصل العلاقات لتكوين قوات عسكرية مشتركة لمكافحة الإرهاب هنا وهناك؛ للاستفادة من خبرة الجيش العربي السوري على مدار السنوات الماضية. وأضاف "عيسى" أن من يدرسون استراتيجية وتاريخ، يعلمون جيداً أن حدود الأمن القومي المصري، تبدأ من جبال ضروس شمالاً فى سوري، إلى أوغندا وإثيوبيا جنوباً، وحدود ليبيا الغربية وصولاً للجزائر، ومن يريد تأمين نفسه قومياً لابد أن تكون علاقاته فى منتهى القوة مع تلك الدول، متابعا أن الرئيس المعزول محمد مرسي، لم يتفهم هذا واتخذ خطواته من مفهوم طائفي يعبر عن جماعته وبتوجه من قطر رأس الحربة التى تمول الإرهابيين في سوريا لمواجهة بشار الأسد فقط لاعتبارات سنية شيعية لا دخل للأمن القومي بها. واستطرد القيادي بحزب الكرامة: «ليس من المنطقي أن تقطع مصر علاقاتها مع دولة كانت فى يوم من الأيام جزءا من جمهورية متحدة مشتركة، ويطلق على الجيش السوري الجيش الأول بينما الجيش المصري، الثاني والثالث. من جانبه، قال حامد جبر، القيادي الناصري، إن تصريحات الرئيس السيسي بخصوص الأزمة السورية واعية وثاقبة، وتعد تطوراً مهما فى الموقف المصري، الذى يستهدف فى كل الحالات الحفاظ على الدولة السورية ووحدة الشعب والأراضي السورية، مشيراً إلى أن "السيسي" يعلم أن سوريا أصبحت المصدر الرئيسي والأول لجماعات الإرهاب والتكفير فى المنطقة، ومؤكدا أن الإرهاب وتغوله فى سوريا سيوحد الموقف العربي تجاه الأمور هناك حتى يتم مواجهة الإرهاب وإيجاد حلول سياسية تبدأ بالحوار الداخلي. وأوضح "جبر" أن الرؤية التى يتبناها الرئيس السيسي ومصر الآن جيدة، ويجب أن يتم وضع الحلول السياسية للأحداث السورية على أن تكون الحلول مقبولة من النظام السوري والمعارضة الوطنية التى ترفض استخدام السلاح والعنف، معتقدا أن ذلك وحده من شأنه أن يواجه الإرهاب ويجفف منابعه ومصادر تمويله. وفى نفس السياق، أكد هاني خلاف، سفير مصر فى ليبيا ومساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هناك مؤشرات توضح أن مصر بدأت تغير من وجهة نظرها بخصوص أحداث سوريا، وإعادة تقييم موقفها ليكون فى غير اتجاه الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، على اعتبار أن سوريا دون "الاسد" إتاحة الفرصة للمتشددين من أجل السيطرة على زمام الأمور، وهذا ليس فى صالح مصر بالطبع ولا في صالح دول الخليج أو أي دولة عربية. ولفت "خلاف" إلى أن المؤشرات عالمياً أيضاً تتجه إلى الإبقاء على بشار الأسد كرئيس؛ لحين الانتهاء من خطر داعش، ثم يتم عرض تنحي الرئيس بشكل ديمقراطي وآمن، أو تطوير وإجراء تغييرات جذرية فى النظام السوري، معتقدا أن ذلك سيكون بمساعدة أوروبية، وعربية، وإيرانية، وستشكل مخرجاً آمناً للأوضاع السورية.