سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التصور الإسلامى للجنس فى حياة النساء.. الإمام الغزالى يربط إشباع حاجات المرأة واستقرار المجتمع.. كتاب "آداب النكاح" يؤكد أن النساء تخدم الفئة «المنتجة» من المؤمنين..والرسول أوصى بالمداعبة قبل الممارسة
فى كتابها الجنس كهندسة اجتماعية المنشور فى بيروت، عن رسالة ماجستير قدمتها الباحثة المغربية فاطمة المرنيسى، ترى أن المجتمع الإسلامى يتسم بالتناقض الذى يمكن تقسيمه إلى نظريتين الأولى علنية والثانية ضمنية، وهى النظريات التى تفسر التصور الإسلامى للجنس فى حياة المرأة. وترتكز النظرية الأولى فى الاعتقاد السائد طوال الوقت، على أن حياة الرجل الجنسية تتسم بطابع فعال، بينما تتسم حياة المرأة بطابع سلبى، وتتضح النظرية الثانية المكبوتة فى اللاوعى الإسلامى من خلال مؤلف الإمام الغزالى «آداب النكاح» ينصح فيه بضرورة ضبط النساء كى لا ينصرف الرجال عن واجباتهم الاجتماعية والدينية. وتشير الباحثة المغربية، إلى أن النظرية العلنية التى تنشرها وسائل الإعلام عن طريق الأفلام والأغانى، برؤية متناقضة للعلاقة بين الجنسين، ويمثلها عباس العقاد حين يرى أن القرآن والحضارة الإسلامية قاما على مبدأ التكامل بين الجنسين استنادا إلى طبيعتهما المتناقضة، وتتمثل الخاصية المهيمنة لدى الرجل فى إرادة القوة والغزو، بل تقترب آراؤه من آراء فرويد عن العلاقة بين الجنسين، فيقول: إن القوة لدى جميع الحيوانات من حق الذكور كما يتجسد ذلك فى تركيبها البيولوجى لأجل إرغام الإناث على الاستجابة لمطالب الغريزة، ويرى أن المرأة تتسم بتعطش كبير للعذاب بل إنها فى رأيه لا تستشعر اللذة والسعادة إلا إذا انقادت وخضعت للرجل. وتتجلى نظرية الإمام الغزالى عن المرأة والرجل، فى الزواج حيث تلعب المرأة دائما دور الصائد بينما يلعب الرجل دور الفريسة السلبية، وتتفق نظريتا العقاد والغزالى فى أمر واحد يتعلق بسلطة كيد المرأة، وهو ما يراه الغزالى أكثر العناصر التى تساعد على هدم المجتمع الإسلامى حيث ترادف الأنوثة الشيطنة. الإمام الغزالى يرى أن هناك شخصين يتعاونان لكى يمنح إحداهما اللذة للآخر، مما اعتبرته الباحثة تسليما بفاعلية المرأة فى الحياة الجنسية، وتربط نظرية الإمام الغزالى ربطاً مباشراً بين الحفاظ على النظام الاجتماعى واشباع حاجات المرأة الجنسية، فيتم إنقاذ النظام الاجتماعى إذا اقتصرت المرأة على زوجها ولم تتسبب فى إغواء رجال آخرين غير زوجها، ويعترف الإمام الغزالى فى الوقت نفسه بالصعوبة التى يواجهها الرجل فى إشباع حاجات المرأة الجنسية. ويوصى الإمام الغزالى باللذة الممهدة للاتصال الجنسى، معترفاً بإنها لصالح المرأة أساساً، وأن من واجب المؤمن إشباعها، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة وليكن بينهما رسول» وقيل وما الرسول يا رسول الله، فقال القبلة والكلام، وفى حديث أخر أكد الرسول صلى الله عليه وسلم أن من بين الأمور التى تشكل نقيصة فى الرجل، «أن يقارب الرجل جاريته أو زوجته، فيصيبها قبل أن يحدثها ويؤنسها ويضاجعها فيقضى حاجته منها قبل أن تقضى حاجتها منه». وروى الإمام مسلم عن النبى صلى الله عليه وسلم أن النبى رأى امرأة فدخل على زينب فقضى حاجته وخرج، وقال «إن المرأة إذا أقبلت أقبلت فى صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة أعجبته فليأت أهله، فإن ذاك يرد مما فى نفسه». وتضيف فاطمة المرنيسى: أكثر النساء خطراً هى التى تتوفر لها الخبرة فى الممارسة الجنسية، فالمرأة المتزوجة تعانى أكثر من غيرها من الحرمان الجنسى، كما أن تلك التى تغيب عنها زوجها تشكل خطراً يتهدد الرجال بصفة خاصة، ولم تهاجم المجتمعات الإسلامية الحياة الجنسية ولم تحط من شأنها، بل هاجمت المرأة كرمز للفوضى والفتنة، وفى النظرية الإسلامية أيضا فإن الجنس لا يشكل خطرا بل يؤدى وظائف حيوية ويمكن المؤمنين من البقاء على الأرض كشرط ضرورى لوجود النظام الاجتماعى، ويمنح المؤمن فكرة عن اللذات الموعودة فى الجنات، مشجعا إياه على التطلع إلى الجنة والامتثال لأوامر الله، أما الوظيفة الثالثة فتكمن فى الإشباع الجنسى الضرورى لكل مجهود فكرى. ويرى الإسلام أنه الدين الذى نقل الحياة الجنسية للعرب من الفوضى إلى النظام، فلقد كانت الإباحية والانحلال من أبرز سمات المجتمع الجاهلى، وجاء الإسلام فوضع لها قواعد من خلال الشرع الإسلامى الذى يشجب الزنا ويعتبره جريمة، وتعتبر الكاتبة أن تعدد الزوجات هو وسيلة يمارس بها الرجل إذلاله للمرأة لأنه الدليل الأكبر على عجز المرأة عن إشباع رغباته، وهو ما تصفه الحكمة الشعبية ب«ذل امرأة بأخرى».