سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد أنباء عن إصابة أبو بكر البغدادى.. CNN: المتحدث باسم "داعش" وضابطان من جيش صدام مرشحون لخلافته.. وتؤكد: الحكومة العراقية ترجح استهداف زعيم التنظيم الإرهابى فى غارة جوية نهاية الأسبوع الماضى
أدار أبوبكر البغدادى "داعش" وكأنه رئيس تنفيذى لشركة تجارية، إذ أنه شديد العزم على تنفيذ المهام التى يراها مناسبة وتحقيق الأهداف التى يرغب بها عبر الاغتيالات أو اجتياح المناطق، لذلك فإن تداعيات غيابه قد تكون كبيرة على التنظيم. ماذا سيحدث لو أن تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا ب"داعش" خرج اليوم ليؤكد مقتل زعيمه أبوبكر البغدادى؟ من هو الشخص الذى سيخلفه فى سدة زعامة التنظيم وهل سيكون لدى "داعش" القدرة على الاستمرار بعده؟ وما هو موقف مجلس الشورى من ذلك؟. وبحسب تقرير نشرته "cnn"، اليوم الثلاثاء، أن الحكومة العراقية قد رجحت أن يكون البغدادى قد استهدف بغارة جوية وقعت نهاية الأسبوع الماضى، ولكن من غير الواضح ما إذا كان قد أصيب، خاصة وأن هناك الكثير من التضارب حول هوية الجهة التى نفذت الغارة والمنطقة التى جرت فيها. وتشير التقديرات إلى أنه بحال مقتل البغدادى فإن فرص انكماش "داعش" أو تعرقل عملها ليست كبيرة، ويقول اللواء المتقاعد فى الجيش الأمريكى، جيمس ماركس، إن التنظيم "سينتقل إلى مرحلة جديدة يتطور معها تحت ظل قيادات جديدة" مضيفا: "يجب تذكر أن قيادة (داعش) تطورت فى الأصل من رحم جيش الرئيس العراقى الراحل صدام حسين من خلال قيادات مدربة ومحترفة". وأضاف محللون أن البغدادى ومجلس الشورى الخاص بالجماعة، الذى يتولى مهاما عسكرية ودينية، قاما على الأغلب بوضع خطط عمل بحال مقتله، وقالت لورين سكواير، الباحثة فى معهد دراسات الحرب بأمريكا: "يُرجح أن يكون لدى (داعش) قائمة محددة من الخلفاء المحتملين للبغدادى.. نحن أمام منظمة شديدة التعقيد ولديها هرمية قوية وبالتالى فإن البغدادى يمكن أن يكون قد اختار خليفته بنفسه أو أن مجلس الشورى حدد ذلك مسبقا". ولدى البغدادى، إلى جانب مجلس الشورى، مستشاران مقربان هما أشبه بالنواب بالنسبة إليه، أولهما أبو مسلم التركمانى، الذى يشرف على عمليات التنظيم فى العراق، والثانى هو أبوعلى الأنبارى، الذى يتولى إدارة العمليات فى سوريا. وبحسب الترجيحات، فإن التركمانى والأنبارى كانا من بين الضباط الخبراء فى الجيش العراقى السابق، بحقبة صدام حسين، وقد علق بيتر نيومن، الأكاديمى المتخصص بالشئون السياسية فى جامعة كينغ بالقول، إنهما على الأرجح يعتمدان تكتيكات وحشية لأن جيش صدام كان يعتمد ذلك، ولكنهما ورثا عن ذلك الجيش أيضا الخبرات القتالية والانضباط العسكرى التى يستفيد منها (داعش) الآن". ويضيف نيومن أن التركمانى لديه فرصة جيدة لخلافة البغدادى بحال مقتله قائلا: "يجب أن يكون لدى خليفة البغدادى مؤهلات كبيرة على الصعيدين العسكرى والسياسى، وهذا يجعل التركمانى مرشحا محتملا". وتحت كل من التركمانى والأنبارى 12 مسئولا يتولون مسئوليات عديدة عسكريا وقانونيا وإعلاميا وأمنيا، والغريب فى توزيع المهام لدى تنظيم "داعش" أنه استفاد كثيرا من الطريقة الغربية فى فرض التخصصات على المسئولين، رغم أنه يرفض علنا الثقافة الغربية، ولكن أسلوب التنظيم الإدارى لا يعتمد مطلقا على الديمقراطية، وفقا للمعايير الغربية. هناك خيار ثالث إلى جانب التركمانى والأنبارى، ويتمثل بالقيادى السورى أبو محمد العدنانى، الناطق باسم التنظيم، وقد سبق للعدنانى أن لعب دورا بارزا فى إيصال أفكار التنظيم وأوامره، وقد بعث برسالة صوتية مؤخرا يحض فيها المسلمين فى الغرب على مهاجمة أهداف بالدول التى يقطنون فيها. وتنبع أهمية دور العدنانى من واقع أن عددا كبيرا من المسئولين الرئيسيين فى التنظيم كانوا مسجونين مع العدنانى فى معسكر بوكا الأمريكى بالعراق، إلى جانب البغدادى الذى ظل فى ذلك السجن أربع سنوات، وقد مثلت فترة السجن تلك فرصة لتعزيز الثقة بين المسجونين وتبادل الأفكار. لدى مجلس الشورى مجموعة من الصلاحيات والمسئوليات البالغة الأهمية، فهو الجهة الوحيدة القادرة على عزل البغدادى باعتبار أنه يراقب مدى تطبيق الشريعة فى التنظيم ولديه على هذا الأساس القدرة على تحدى قرارات البغدادى. وتقول جاسمين أوبرمن، محللة شئون مكافحة الإرهاب، إن المجلس قادر على عزل البغدادى إذا رأى انحرافا عن تطبيق المعايير الشرعية التى يحددها تنظيم "داعش" مضيفة: "هذا لن يحصل على الأرجح، ولكن وجود تلك الصلاحية يُظهر مدى أهمية المجلس". ولفتت أوبرمن إلى أن قرار قطع رأس الصحفيين الغربيين الذين كانوا فى قبضة التنظيم من صلاحيات المجلس، الذى لديه أيضا القدرة على تقديم التفسير الذى يراه مناسبا للنصوص الدينية الإسلامية. بالطبع، فإن كل هذه السيناريوهات هى مجرد افتراضات، نظرا للتناقض الكبير فى الروايات المتعلقة بما حصل للبغدادى، إذ يؤكد المسئولون العراقيون أنه قد جُرح فى ضربة جوية، فى حين يستبعد الجانب الأمريكى أن يكون بوسعه تأكيد تعرض القيادى المتشدد للاستهداف.