تخرجت فى الكلية الحربية سنة 1969 بعد الانتقال إليها من الكلية الجوية التى كنت ملتحقا بها وقت النكسة بسبب إصابتى بارتخاء فى عصب العين اليسرى ما يهدد بإصابتى بالحول فى سن الأربعين وأثناء وجودى فى الكلية الجوية شاهدت طائرات العدو تضرب طائراتنا على الأرض. هذا ما قاله العقيد يسرى عمارة ل«اليوم السابع» وأضاف: انضممت إلى الدفعة 55 «حربية» وتخرجت فى شهر 7 سنة 1967 وسط كتيبة مشاة ميكانيكى 117 مشاة الفرقة الثانية وشاركت فى حرب الاستنزاف بمنطقة بين الإسماعيلية والسويس تسمى سرابيوم وعين غصين جنوبالإسماعيلية ولسوء حظى كانت هذه المنطقة بلا ساتر يحمينى من العدو حيث كل الوحدات عند السفر إلى المنطقة ما بين الإسماعيلية والسويس لها سياج شجرى على اليمين وساتر ترابى على الشمال بينما كان بالمنطقة التى أنا فيها حوالى 2 كيلو بدون ساتر. وتابع عمارة: أثناء حرب الاستنزاف كانت هناك دوريتان اسرائيليتان فوقهما مروحية يمران فى الثامنة صباح كل يوم بالجانب الشرقى للقناة على بعد حوالى كيلو ونصف الكيلو وكان ممنوعا ضربهم وفى يوم ضرب جنود العدو من الدوريتين النار عشوائيا فاستشهد جندى خريج كلية تربية رياضية اسمه توفيق الشافعى من المنصورة وكان عائدا من إجازته يحمل صور خطوبته وكان لذلك أثر بالغ، ففى اليوم الثانى أثناء مرور الدورية أطلقت علينا النيران من 5 إلى 10 دقائق على بعد كيلو فقررنا أن نضرب الدورية بالرشاش المضاد للطائرات وبالفعل نفذنا وألحقنا بالدورتين خسائر وكان قائد كتبيتنا الرائد عبدلله عمران وهو صعيدى سألنا عن مصدر النيران فأخبرناه ولم يعاقبنا وفى اليوم الثانى حضر قائد الفصيلة الملازم أول «عزت فهمى» من المحلة ونجحنا بعدها فى منع الدوريات الإسرائيلية من المرور. وقال العقيد يسرى عمارة: أسرنا إسرائيليا اسمه دان افيدان شمعون فى شهر 12 سنة 1967 وكان مصابا بالفخذ وطلبنا مددا من العساكر لحمله إلى مكان الفصيلة. وأوضح عمارة: فى صبيحة 6 أكتوبر اجتمع بنا قائد الكتيبة العقيد محمود جلال مروان وقال النهارده الساعة 2 يا ناخد بتارنا يا ملهاش لازمة، فضحكنا لأننا لم نكن نصدق أننا سنحارب «هذا القائد فقد ابنه الوحيد فى أحداث العريش»، وأكد على مهام كل واحد فينا عند عبوره وماذا سيفعل مع الوضع فى الحسبان السرية التامة حتى لا تعلم إسرائيل بتحركاتنا. على الفور أبلغنا الجنود بأننا سنعبر فى الساعة 2 الضهر فضحكوا لكن الساعة 2 شاهدنا الطيران يعبر القناة وسمعنا أصوات انفجارات وشاهدنا دخانا وبعد 10 دقائق شاهدنا طائراتنا تعود..كان إحساسا عجيبا خاصة بعد عبور أول موجة من القوارب إلى البر الثانى ورفع الأعلام على الضفة الشرقية للقناة حيث وجدنا قادتنا يبكون من الفرحة. وأوضح عمارة: «التعليمات صدرت أيام 6 و7 و8 أكتوبر وجاءت لنا أوامر بالضرب الساعة 4 وبالفعل دمرنا اللواء المدرع 190حوالى 70 دبابة فى حوالى نصف ساعة وبعد أن هدأ الانفجار أخذنا أوامر من القادة فى الكتيبة بأن نركب مركباتنا ونكمل المهمة بتاعتنا، أنا كنت آنذاك نقيبا قائد ميدان بركب عربية جيب عليها مدفع والعربية أصيبت فحركت المدفع إلى مدرعة وأثناء الاشتباكات أصبت بطلقة بيدى اليسرى وشاهدت الجندى الذى أصابنى يحمل رشاشا فتمكنت منه وقتلته هو واثنين آخرين ولحق بى زملائى الذين شاركوا فى قتلهما وسمعنا من داخل حفرة صوت جنود إسرائيليين ينادون لا تقتلونا نحن أسرى فأسرعنا نحوهم وتمكنا منهم جميعا وبعد دخولى المستشفى لوقف نزيف يدى أخبرنى قادتى بأننى أسرت عساف ياجورى قائد اللواء 190 المدرع الإسرائيلى».