سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نائب مدير بروكينجز: الحكومة الانتقالية اليمنية لم تعالج مظالم "الحوثيين".. ويتهمها بانتهاج أسلوب النظام الماضى.. واشنطن قد تميل للحوثيين باليمن لتحقيق الاستقرار.. ويدعو لمشاركة "الإخوان" فى السلطة
قال إبراهيم شرقية، نائب مدير مركز بروكينجز الدوحة، إن بعد الإطاحة بالرئيس اليمنى على عبدالله صالح، اعترفت الحكومة الانتقالية بسوء المعاملة ضد الحوثيين، وقدمت اعتذارا عن الحروب الستة التى شنها صالح ضدهم بين 2004 و2010، لكنها لم تعالج المظالم التاريخية لهم، مما دفعهم للضغط على الحكومة من خلال التمرد. وأضاف شرقية فى مقاله بصحيفة نيويورك تايمز، الثلاثاء، أن العديد من اليمنيين يعتقدون أن الحوثيين يعملون كعملاء لإيران. ولإضفاء الشرعية على تمردهم، لجأ الحوثيون إلى طرح قضايا شعبية، مثل مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة وعدم كفاءة الحكومة. ويرى الكاتب أن ضعف أداء الحكومة الانتقالية سمح لهذه الفئة المتمردة بتحقيق نجاح فى مسعاها. وسيطر المتمردون الحوثيون على محافظة عمران، يوليو الماضى، فيما قاموا مؤخرا بمحاولات للاستيلاء على محافظة الجوف غير أنهم استطاعوا محاصرة العاصمة صنعاء والسيطرة بالفعل على مقر قيادة القوات المسلحة ورئاسة الوزراء ومقر المنطقة العسكرية السادسة. وأطاح الحوثيون برئيس الوزراء اليمنى وسيطروا على التليفزيون الحكومة والبنك المركزى. ولجأ الرئيس عبد ربه منصور هادى، الأحد، لتوقيع اتفاق أملاه المتمردون، بدعم من مبعوث الأممالمتحدة، حقنا للدماء. وينص الاتفاق على اختيار رئيس وزراء جديد وفى نفس الوقت رفض الحوثيون التوقيع على البنود الأمنية للاتفاق التى تدعو لانسحاب قواتهم من صنعاء وعدة مناطق أخرى استولوا عليها. ويقول الكاتب، إن الرئيس هادى وحكومته، بما فى ذلك رئيس الوزراء محمد سالم، فشلوا فشلا ذريعا فى توفير الخدمات الأساسية وتحقيق التنمية الاقتصادية والأهم خلق فرص العمل. ويضيف أنه كان ينبغى على المجتمع الدولى دعم اليمن لضمان نجاح المرحلة الانتقالية للاستقرار والتنمية، لكن بدلا من ذلك، فإنه العالم حول ظهره بعيدا لتغرق البلاد فى مزيد من الفقر والفوضى والتطرف. وأضاف أن الولاياتالمتحدة، وحدها تقريبا، ركزت على مكافحة الإرهاب، وواصلت غاراتها الجوية على عناصر القاعدة. ومن غير المرجح أن تتخذ واشنطن إجراءات فى القضية حاليا، إذ إن مكافحة داعش باتت لها الأسبقية على تحدى النفوذ الإيرانى المتزايد فى المنطقة. ويوضح أن الحوثيين هم أعداء لتنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية، وأولئك المتمردين الذين سيطروا على السلطة فى صنعاء بالتأكيد سيوفرون لواشنطن ضمانات فيما يتعلق بمكافحة القاعدة. ويستشهد بالبيان الأخير الصادر عن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى الذى أكد الدور الإيرانى فى مواجهة داعش، مما يشير إلى أن الولاياتالمتحدة سوف تمنح الأولوية للتقارب مع إيران والحوثيين فى اليمن على التحرك السلمى الشامل نحو ديمقراطية مستقلة، بحسب رأى الكاتب. ويخلص أن الانهيار السريع للوحدات العسكرية، التى عملت واشنطن على دعمها طيلة العقد الماضى، يشير إلى ضعف النهج الأمريكى فى مكافحة الإرهاب. ولمنع المزيد من الفوضى، ليس هناك بديل عن وضع العملية الانتقالية السلمية والشاملة فى مسارها الصحيح. فالحوثيون بحاجة إلى مشاركة أحزاب أخرى، خاصة خصمهم الرئيسى حزب الإصلاح الإسلامى، التابع لجماعة الإخوان المسلمين. ويختم بالقول إن مطالبة الحوثيين بنقل السلة من صنعاء ربما يكون خطوة للأمام، لكن يجب عليهم أن يوصوا فى خطتهم على نزع سلاح الميليشيات المختلفة، مع البدء بأنفسهم. عند هذا فقط يمكن إحياء أمل ووعد الربيع العربى فى اليمن. موضوعات متعلقة مبعوث أممى: ما حدث من انهيار فى اليمن كان مفاجأة للجميع