صدر عن سلسلة الذخائر بالهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب جديد بعنوان "تاريخ الملك الظاهر" من تأليف عز الدين محمد بن على بن إبراهيم بن شداد، وتحقيق أحمد حطيط. يقول حطيط فى مقدمة الكتاب إن مؤلفه قد عاش فى عصر بلغ فيه الصراع بين المسلمين والصليبيين والمغول ذروة الشدة، خصوصا مع بدء النصف الثانى من القرن السابع الهجرى، وهى الفترة التى استطاع فيها هولاكو الاستيلاء على معظم دول العالم الإسلامى، حيث قضى على الدولة الخوارزمية، وأسقطوا بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية، وقتلوا الخليفة المستعصم، ولم يبق أمامهم سوى مصر آخر معقل للإسلام فى الشرق. ويؤكد حطيط محقق الكتاب أن مؤلفه عز الدين بن شداد كان شاهد عيان على هذه الأحداث جميعا، حيث كان مؤرخ جغرافى، فى مدينة حلب التى عاش بها حتى الغزو المغولى، فهرب إلى مصر، وانخرط فى خدمة الظاهر بيبرس، إلى أن توفى فى مصر سنة 684 هجرية. ويتناول عز الدين بن شداد فى كتابه سيرة الظاهر بيبرس، لكن فى جزءها الثانى، حيث فقد الجزء الأول منها كما يؤكد محقق الكتاب، والذى أوضح أن السيرة كتبت وأنجزت بعد وفاة بيبرس، كما يشير حطيط إلى أن هذا الجزء يتناول حياة السلطان الظاهر فى الفترة من 670 إلى 676 هجرية، وينتهى بلائحة إجمالية لخصال السلطان وإنجازاته، وأوصافه، وقسم ابن شداد كتابه إلى 28 فصل، رصد خلالها تحركات السلطان على الصعيدين الداخلى والخارجى.