تدخل محمود فريد خميس عضو مجلس الشعب، لفض اعتصام قرابة 300 عامل من عمال شركة أمونسيتو للغزل والنسيج بمدينة العاشر من رمضان، من أصل 1200 عامل، صباح اليوم، الثلاثاء، أمام مجلس الشورى، إلا أن العمال رفضوا الرحيل بدون حل جذرى. كان العمال قد بدأوا اعتصاماً مفتوحاً أمام المجلس وقضوا ليلتهم مفترشين الرصيف الملاصق له، منتظرين رد مستحقاتهم المالية من الشركة المملوكة لرجل الأعمال السورى الهارب عادل أغا، مطالبين الحكومة بحل مشكلتهم التى بدأت من عام 2000، لأنهم لا يتقاضون مرتباتهم منذ 18 شهراً، ويتقاضون من صندوق إعانات الطوارئ التابع لوزارة القوى العاملة والهجرة، مبالغ ضئيلة لا تكاد تغطى جوعهم بعد أن اضطروا لإخراج أبنائهم من المدارس كما ذكروا لأنهم لا يستطيعون دفع مصاريف المدارس ولا تكلفة الدروس لهم. وقد رفع العمال شعار "يا تشغلونا.. يا تصفونا"، بعد أن ضاقت بهم السبل لأكثر من عشرة سنوات، وقد تقدموا بنفس المطلب للدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب، والذى تسلمه منهم أعضاء مجلس الشعب محمد عبد العزيز شعبان ومصطفى بكرى ورجب حميدة، وقالوا لهم إنهم سوف يتقدمون بطلب إحاطة عاجل للمجلس لمناقشة قضيتهم فى لجنة القوى العاملة بالمجلس، ومع هذا أصر العمال على الاستمرار فى الاعتصام حتى تحل مشكلتهم، لأنهم تعبوا من كثرة الوعود التى لا تنفذ. وقد ذهب العمال صباح نفس اليوم للنقابة العامة للغزل والنسيج بالمظلات وقابلهم سيد حامد الأمين العام للنقابة، والذى ذكر لهم بأن رئيس النقابة فى السودان، ورد عليه العمال أنه حتى عندما كان موجود فى المرة السابقة قال لهم: "أنا لست صاحب نفوذ ولا صاحب قرار، أنا أوصلت صوتكم لمعالى الوزيرة، التى قامت بإيصال صوتكم إلى رؤسائها، وما أقدرشى أعمل أكثر من كده". ونفس الكلام أكدته عائشة عبد الهادى وزيرة القوى العاملة والهجرة، للعمال عندما ذهبوا إليها يوم الخميس الماضى ليسألونها "عملتى لنا إيه"، خصوصاً أنها كانت قد وعدتهم أثناء اعتصامهم السابق، ومبيتهم فى شارع القصر العينى أنها سوف تحل مشكلتهم خلال 15 يوماً، فقالت لهم: "أنا عندى سقف بقف عنده، وأنا لم يبقَ لدى شىء أقدمه لكم". وتساءل العمال "طيب نروح لمين؟، نروح لرئيس الجمهورية؟، طيب ما إحنا قاعدين تحت القبة والناس كلها معدية علينا وشايفانا، واحد سرق البلد وهرب طيب إحنا ذنبنا إيه؟".