عقدت بالأمس، ضمن فعاليات برنامج ندوات معرض الكتاب، بالقاعة الصغرى بصالة "15" فى الثالثة والنصف مساءً، ندوةً لمناقشة كتاب "حيرة عربى...حيرة يهودى"، تأليف مصطفى الحسينى وإيزاك دويتشر، والصادر عن دار العين، شارك فيها كل من سعد هجرس، وفاروق القاضى، وقدرى حفنى، وأدراها إبراهيم البحراوى. أشار البحراوى إلى أن الكتاب صدرت طبعته الأولى فى سلسلة كتاب الهلال 1996، وأن الكتاب شهادة على حيرة الباحث العربى، وطرق الخلاف من الظلم الدولى والتشرذم العربى والمعاناة التى يعانيها الشعب الفلسطينى والمصرى. وأشار الحسينى إلى أنه قام بعمل تعديلات على نصوص الكتاب، مؤكدًا "أنا لا أحب الكتابة الذاتية ووجدت نفسى مضطرًا للكتابة عن تجربتى الشخصية، ولذا ففى الكتاب جزء أساسى من سيرة حياتى"، وأوضح بأن الكتاب مبنى على التناقضات بداخل إسرائيل. وأكد الحسينى أن "العرب لا يقرأون ولا يتعلمون" حسب الآراء التى يرددها القادة العسكريون فى الغرب، وفى إسرائيل، مشيرًا إلى خطة الهجوم على مصر فى 56 هى التى حدثت فى 67، وتابع ليس من الصحيح أن نعتبر قوتنا فى عدد الدبابات أو الأسلحة المختلفة، بل القوة الحقيقة تكمن فى خطة الدفاع والهجوم. وقال: إسرائيل لم يصبح لها هذا الكيان فى العالم إلا بهزيمتنا فى 67 فظهرت أنها حامية اليهود فى العالم، ونجحت فى تدويل هجرة اليهود من الاتحاد السوفيتى إلى إسرائيل، وذلك عندما تقدم يهودى بطلب للهجرة ورفض فقام بحرق نفسه. وأكد القاضى على أن العالم العربى هو العالم المصرى فى الحقيقة، ولا يمكن لأحد أن ينكر هذا، فإذا سقطت مصر سقط العالم العربى كله، قائلاً "انظروا للتاريخ بعين فاحصة وحقيقة انظروا إلى صلاح الدين وقطز وبيبرس، كيف نجح هؤلاء عن طريق مصر"، وأضاف: "عندما تسقط القاهرة لا تتوقعوا خيرًا". وقال القاضى: أنا أحملكم مسئولية كبيرة جدًا، علينا أن نقرأ والواقع الحقيقى والمؤلم أننا لا نقرأ، فالصهاينة أذكى مننا استطاعوا أن يبرئوا إسرائيل من أنها دولة دينية، ولكن هل استطاعوا أن يبرئوها من العنصرية؟. ومن جانبه أكد حفنى أننا فى عصر تسوده اليقينية ولا يوجد كثير محتارون، وعندهم شك فى أفكارهم، فالجميع الآن أصبح لديهم يقين تام، وعندما تطرح أفكار جديدة فإنها تثير القلق. وتساءل حفنى: هل مازال التأويل الصهيونى للتوراة هو الذى يحكم الإسرائيليين حتى اليوم؟ وأضاف "علينا ألا نطمئن للإجابات الجاهزة، ومازلت مؤمنا بأن من يعرف أكثر يشك أكثر، ومن يعرف أقل يطمئن أقل". وقال هجرس: أعترف بأننى لا أقرأ أى كتاب جديد يناقش القضية الفلسطينة لأننى أصبحت أعرف ما فى الكتاب "باخدها من قصيرها ومش بقرأ لأن الكتاب كله أحزان". أما عن كتاب "حيرة عبرى...حيرة يهودى" فيراه هجرس مزجٌا بين الذاتى والموضوعى والتناص بين حيرة العربى واليهودى، والميزة الرئيسية فهى ميزة الشك التى يعتمد عليها الكتاب، فالعالم العربى كله لديه يقين مطلق "بأمارة إيه مش عارف"، فى حين أن الأفكار المطروحة أثبت الواقع فشلها متسائلا: "أنا لا أفهم أسباب تعلقنا بالأفكار اليقينة الثابتة ؟". وأضاف "علينا أن نتخلص من منطلق التمجيد لماضينا، وآن الأوان لنناقش أفكار مستقرة مثل أننا أمة مستهدفة، أو أن الأمة الإسلامية أمة مستهدفة والتى سوف تضيع المستقبل من أيدينا بسبب حجج عفا عليها الزمن، وعلينا أن نعترف بقوة العدو وهى أول خطوة لمواجهته بشكل صحيح".