عقد في معرض الكتاب ندوة مهمة لمناقشة كتاب' حيرة عربي...حيرة يهودي' تأليف مصطفي الحسيني وإيزاك دويتشر, والصادر عن دار العين, شارك فيها كل من سعد هجرس, وفاروق القاضي. ,وكذلك وقدري حفني, وأدراها د. إبراهيم البحراوي, وذلك ضمن فعاليات النشاط الثقافي المصاحب للمعرض.وفي البداية أكد مصطفي الحسيني أنه علي الرغم من أنه لا يحب الكتابة الذاتية, فإنه يضع في هذا الكتاب جزءا من سيرته الذاتية, مشيرا إلي أنه وضع فيه حيرته وفكره كشاب مصري استفزته هزيمة67, معتبرا الكتاب_ الذي يبين التنقاضات الإسرائيلية- شهادة واضحة علي حيرة الباحث العربي مشيرا إلي أن خطط إسرائيل التي هجمت بها علي مصر في عام1956 هي نفسها خططها التي هجمت بها في عام1967, في حين أن إسرائيل استفادت من هزيمتنا, حيث روجت لنفسها علي أنها حامية ليهود العالم, بل إنها استغلت حادثة حرق أحد الشباب السوفيت نفسه بسبب رفض طلب هجرته إلي إسرائيل, ونجحت في تدويل قضية هجرة اليهود السوفيت إلي إسرائيل... من جهته لفت مصطفي القاضي إلي الإشكالية الواضحة في عنوان الكتاب, فالعنوان يعبر عن الحيرة التي تشكل شرارة الانطلاق للبحث عن الحقيقة, ووصف حيرة اليهودي بأنها أكبر من حيرة العربي, لأنه يعيش في شتات دائم, وأكد علي أن العالم العربي في حقيقته هو العالم المصري, وأن الجميع يعلمون أنه إذا سقطت مصر سقط العالم العربي كله, مشيرا إلي أن القادة القدامي' صلاح الدين وقطز وبيبرس' أدركوا هذه الحقيقة, فانطلقوا من مصر وجاهدوا ونجحوا, فلا يمكن أن نتوقع خيرا للعرب إذا سقطت القاهرة... ودعا العرب إلي العمل علي معرفة عدوهم, فقال إننا لا نقرأ, فليس منا من يقرأ التوراة. وفي مداخلته أكد د. قدري حفني أننا نعيش في عصر يقينية لا تسوده الحيرة, حتي أن الأفكار الجديدة أصبحت تثير القلق لأن كل فرد لديه يقين تام في أفكاره, مشيرا إلي أن من يقرأ الكتاب يشعر بأننا بعيدون عن الواقع ولا نفكر فيه, ولا نحاول فهمه, وأن لدينا إجابات جاهزة لكل الأسئلة, ولكنها إجابات غير مطمئنة, وأوضح أن هذا الواقع يفرض علينا التحدي, ولكننا لا نهتم بالواقع أصلا, ولا نحاول فهمه حتي نتحداه. أما سعد هجرس فقد أكد أن الشك هو الميزة الرئيسية للكتاب, فهو يطرح شك ضد اليقين الذي ساد العالم العربي بلا مبرر, علي الرغم من أنه قد ثبت فشل هذه الأفكار التي نشعر باليقين تجاهها, وأوضح أن الواقع يفرض علينا أن نخرج من عباءة العيش في أمجاد الماضي, لأنه يؤكد أننا الآن أمة مستهدفة, وأن علينا أن نعترف بقوة عدونا لأن هذه الاعتراف هو أول خطوة في الطريق الصحيح لمواجهة هذا العدو, وإلا فإن علينا أن نواجه خطر ضياع مستقبلنا.