بالصور أقباط المهجر بكاليفورنيا يستغيثون بأوباما

احتشد أمس، الجمعة، العشرات من المسيحيين المقيمين بشمال ولاية كاليفورنيا أمام مبنى سيتى هول بمدينة سان فرانسيسكو، حاملين صورا ولافتات تندد بحادث نجع حمادى، الذى راح ضحيته 6 مسيحيين وآخر مسلم فى عيد الميلاد، وقاموا بأداء صلاة القداس على أرواح الضحايا، ورددوا استغاثات بالرئيس الأمريكى أوباما والأمم المتحدة، للتدخل لإنقاذ المسيحيين من "الاضطهاد" ومطالبة الرئيس مبارك بتحمل المسئولية فى وقف ما أسموه "مذبحة" الأقباط فى مصر، وتضاربت مشاعر المشاركين ما بين غضب وتصعيد جارف وبين نداءات للتعايش فى سلام دون تعصب أو تمييز فى حين امتنعت بعض الكنائس عن المشاركة فى تلك الوقفة.
رصد اليوم السابع تلك الحالة من الغليان التى وصلت بالبعض لمنع احد المشاركين من رفع علم مصر واستبدلوه بالعلم الأمريكى فى رسالة قالوا إنها موجهة إلى الحكومة المصرية والرئيس مبارك بضرورة التحرك وتغيير ما وصفوه بالتمييز ضد المسيحيين فى بناء الكنائس والوظائف وغيرها من الأمور، مطالبين بإعادة النظر فى المادة الثانية من الدستور الخاصة بالإسلام مصدر التشريع والتأكيد على أن مصر دولة لكل المصريين مسلمين ومسيحيين، رافضين اتهامهم بالاستقواء بالخارج.
وقال القمص أنطونيوس حنا فى حديث مسجل لليوم السابع "لسنا وحدنا من يقوم بتلك الوقفات التى شاركنا فيها العالم للتعبير عن غضبنا، مما يحدث فى مصر ونحاول أن نرفع أصواتنا بالنيابة عن المسيحيين الذين لا يستطيعون الكلام هناك، منتقدا تقاعس الأمن وتساءل هل الخطة الآن إبادة الأقباط فى مصر، وأضاف أننا نكافح من أجل حرية الأقباط، لأننا تحدثنا كثيرا دون جدوى".
مضيفاً "مصر تغيرت، رغم العلاقات الطيبة بين الناس، إلا أنه ما زال هناك جهل وتخلف من جانب بعض من يعتقدون أنهم يتفضلون علينا بالعيش على أرض بلدنا التى لا يمكن أن نكرهها، ولكن لا نريد أن يتم التعامل مع المسيحيين على أنهم درجة ثانية والحل فى الاعتراف بوجود مشكله أولا ثم قانون رادع يتم تطبيقه ونفى اتهامهم بالاستقواء بالخارج قائلا، إنها مجرد طريقة نقول بها إننا نريد أحدا يتحدث عنا لأن حكومتنا لا تسمعنا.
وتوجه القمص بيشوى وليم برسالة إلى المسلمين فى فيديو مصور قائلا "نحن لا نكرهكم ولكن لماذا تقتلوننا، نريد أن نعيش معكم فى سلام ومساواة" ورسالتنا إلى الرئيس مبارك بضرورة فعل شئ من أجل المسيحيين فى مصر ومهما كنا أقلية فإن لنا حقوقا كمصريين، وعلى الحكومة أن تساندنا وتحمينا ولدينا أمل فى الرئيس أن يفعل شيئا كفانا دم وأحزان نريد السلام.
وأكد ناجى عوض رئيس الهيئة القبطية الأوروبية بفرنسا بعد قدومه للمشاركة، أن الأيام القادمة ستكون أسوأ ما لم يتم الاعتراف بالمشكلة ووضع برنامج سياسى اجتماعى معاصر نتجاوز به هذا الاضطهاد، وتلك الأزمات المسكوت عنها وتجاوز الخط "الهايمونى" الخاص باشتراطات بناء الكنائس الذى تم وضعه منذ عهد العثمانيين وعلى الإعلام أن يؤدى دوره بحيادية بعيدا عن المهاترات ولا مفر لدينا حتى الآن سوى اللجوء للضمير العالمى ومنظمات حقوق الإنسان لحماية حقوق أقليات مهضوم حقها، وعلى الرئيس مبارك أن يتحمل المسئولية كاملة ولا يلقى بها على المثقفين الذين لا يستطيعون العيش فى مصر ليبقى صوت الإرهابيين والمتهورين عاليا ولا حرج فى اللجوء لهذا الضمير الذى سبق ولجأ إليه المضطهدون فى كوسوفو ودارفور ويلجأ إليه الفلسطينيون.
وهاجم عوض الحكومة قائلا "يبدو أن الحكومة ماتت، وعلى وزير الداخلية تقديم استقالته بعد ما حدث من إصرار الأمن على أن الحادث إجراميا وليس طائفيا، وقال يوجد ما يزيد على 4 آلاف قتيل وجريح من الأقباط منذ عام 1972 إلى 2009 وفقا لتقرير صادر عن مركز ابن خلدون وأضاف عوض نريد تغيير جذرى لجيل كامل تربى على التمييز بين المسلم والمسيحى حتى نتعايش معا على أساس الاحترام المتبادل.
وأكد جرجس يوسف الشاب الذى تم منعه من حمل العلم المصرى شعرت بالضيق والاستياء من هذا الموقف لأننا مهما حدث بنحب بلدنا، لكن جاء ذلك رد فعل لما نشعر به من غضب تجاه التمييز ضدنا، فقد رفض أحد المسئولين تعيينى عندما علم أننى مسيحى واعذرونا فى تلك المشاعر الغاضبة، لأن لا أحد يقبل قتل الأبرياء ولابد من محاسبة المخطئين وتغيير العقلية الرافضه لنا، وأضاف لدى الكثير من الأصدقاء المسلمين الذين أعتز بصداقتهم، إلا أن البعض ما زال ينظر إلينا بنظرة متدنية فى ظل تخبط فى الفتاوى والمناهج والتعليم الذى يحتاج إعادة نظر لإيجاد وحدة ومساواة حقيقية بعيدة عن الشعارات.