اكتشف نجيب الريحانى ديانته بعد صداقة دامت 40 عاماً.. بديع خيرى.. موهبة فذة فى المسرح والشعر والغناء عمرها 121 عاماً.. كتب كلمات «سالمة يا سلامة» و«الحلوة دى قامت تعجن فى الفجرية»

نقلا عن اليومى..
موهبة فريدة لا تتكرر كثيرًا، فقلما نجد كاتبًا يتمتع بمواهب عدة فى المسرح والتلحين والزجل، بل والتمثيل أيضًا، ولمَ لا، فقد ولد بديع عمر خيرى فى 18 أغسطس 1893، فى وقت ازدهار الثقافة المصرية فى حى المغربلين، أحد أشهر الأحياء الشعبية بالقاهرة.
إنتاج غزير
التحق «خيرى» بالكتّاب وحفظ القرآن، وتخرج فى معهد المعلمين 1905، وخلال دراسته عشق كتابة الشعر، فخط أول قصيده له وهو ابن الثالثة عشرة تحت اسم مستعار، هو «ابن النيل»، ثم اتجه إلى العمل الفنى، وكتب أولى مسرحياته «أما حتة ورطة» عام 1908، وفى عام 1912 تعرف على سيد درويش، وكتب له 33 أغنية، وبعدها أنشأ فن الأوبريت الراقص مع نجيب الريحانى عام 1916، وكان أول عمل من هذا النوع هو «الجنيه المصرى». كما أنشأ المسرح الأدبى 1917، وقدم المسرحية التاريخية «محمد على وفتح السودان» التى نال عنها الجائزة الثانية من وزارة الأشغال، وزارة الموارد المائية والرى حاليًا.
بدأ بديع خيرى عام 1918 الكتابة للسينما المصرية، فكان أول من كتب لها، سواء فى عهد السينما الصامتة، أو الناطقة، من خلال تأليفه للحوار والقصة والأغانى، ومن أفلامه الناطقة «المندوبان»، و«العزيمة»، و«انتصار الشباب»، كما تطرق أيضًا إلى كتابة الأغانى، فهو صاحب كلمات الأغنية الشهيرة «الحلوة دى قامت تعجن فى الفجرية» التى لحنها وغناها الفنان سيد درويش، كما أنه صاحب كلمات أغنية «سالمة يا سلامة».
صديق العمر
لم يكن خيرى مجرد صديق للريحانى، بل كان توأمه، وظل يكتب عنه حتى بعد موته، بل امتدت الذكريات والحكايات النادرة إلى أبنائه الذين عاصروا الريحانى، ولم يختلفا أبدًا، وكانا صديقين لا يفترقان، لدرجة أن الناس اعتقدت أن بديع خيرى مسيحى، بمن فيهم الريحانى نفسه، حسب رواية ابنه نبيل بديع خيرى، حيث قال إن الريحانى اكتشف أن والدى مسلم عن طريق الشيخ محمد رفعت بالصدفة، عندما ماتت جلفدان هانم، والدة بديع، وذلك بعد صداقة بينهما وصلت قرابة الأربعين عامًا. وتوفى بديع خيرى فى 3 فبراير 1966 بعد رحيل صديقه نجيب الريحانى ب 17 عامًا فى 8 يونيو 1949، تاركًا لنا كنزًا ثمينًا من الفن والإبداع والسحر.