يبدو أن القلم بدوره أصبح يشعر بحالة ملل لا توصف, فهو يعجز على إيجاد كلمات معبرة لشباب تائه فى بحور الملل, لم نعد نستطيع أن نقيم حكايتنا مع هذا الأخير وكأن لم يعد لهذا الجيل عنوان ولا مكان, فرغم قوة شباب هذا الجيل وعزيمته فى تغيير العديد من الأشياء إلا أن الإحباط والملل هما القائدان فى حياتنا. فمعظمنا كشباب نعيش حكاية عميقة مع الملل فمن يعمل منا يحس بالملل ومن هو عاطل عن العمل بدوره يحس بنفس الملل, ومن يتابع دراسته يشكو أيضا من الملل, ولكن لا أحدا منا فكر لوهلة واحدة ما هو سبب هذا الملل المسيطر على أغلب أبناء هذا الجيل, إذن فالجميع يشكو من هذا الأخير وكأنه فيروس قاتل يقضى على أحلام وأهداف بل وحياة الجميع دون أن نجد له علاجا. هل ما نعيشه إذن هو ملل فكرى؟ أم هو ملل عاطفى؟ أم هو ملل غير مبرر؟ رغم أنه لا شىء يوجد على هذه الدنيا غير مبرر. لا أخفى أننى أحيانا أحس أننا بلا وطن, بلا أمل, بلا مؤوى, بلا تاريخ بل بلا مسمى ومن أجل هذا كله نشعر بالملل وبالإحباط الفكرى والاجتماعى. ولكن لا أعلم إن كان ما نمر به هو سوء اختيار أساليب تربيتنا؟ أم هو سوء اختياراتنا نحن؟؟ أم هى مساوئ ورثت من أجداد أجدادنا؟ فنحنا أصبحنا بلا انتماء, أجل فلم يعد أحد منا يدرك قيمة نفسه ولا وطنه فكيف نريد أن لا نحس بهذا الملل والانكسار. وفى الأخير لا يسعنى إلا أن أتمنى أن يجد كل منا بداخله جوابا مقنعا لحكاية نعيشها جميعا وهى حكاية ملل قد تدمر أحلامنا وأهدافنا جميعا بل وقد تدمر أجيالا قادمة دون أن نعى لها سبب. ورغم كل ما ذكرناه سيظل السؤال المطروح والأبرز هو: لماذا نعيش حكاية مع هذا الملل؟