◄◄ أمين التنظيم يلقن 15 من رجاله كيفية حسم الانتخابات بمجرد بدء التصويت.. ويخصص مسئول «اتصال سياسى» بكل أمانة لتلقى توجيهاته «كيف يمكننا إقصاء الإخوان فى الانتخابات المقبلة؟».. هذا هو السؤال المطروح على أجندة قيادات الحزب الوطنى، لتبدأ حركة دءوبة تستهدف وضع خطط دقيقة لإقصاء الإخوان وضمان الانتخابات البرلمانية سواء التجديد النصفى للشورى أو انتخابات الشعب.. الخطة الكاملة لإقصاء الإخوان المسلمين من الانتخابات البرلمانية تبدأ بالانتهاء من تجهيز غرفة العمليات المركزية بمقر الأمانة العامة للحزب فى نهاية يناير الجارى والتى يتابع من خلالها المهندس أحمد عز - أمين التنظيم - سير الانتخابات على مستوى الأمانات بالمحافظات المختلفة. وفى هذا الإطار أصدر «عز» توجيهاته بتوفير 15 فرداً من رجاله بكل الأمانات والأقسام الحزبية تتلخص مهمتهم فى متابعة الانتخابات ومنافسات مرشحى الحزب الوطنى أمام مرشحى الإخوان المسلمين فى إطار أسلوب العمل المتفق عليه بين أمين التنظيم ورجاله والذى يندرج تحت مسمى «الموجة» وهو أسلوب يعتمد على إبلاغ أمين التنظيم بالأحداث فى مقره بالأمانة العامة. وفى كل أمانة يخصص مسئول اتصال سياسى ليكون حلقة الوصل بين أمانة المحافظة وأمين التنظيم، يقدم تقارير دورية على مدار الساعة عن سير الانتخابات ويتلقى تعليمات «عز» بشأنها عبر شبكة اتصال إلكترونية وأجهزة حديثة. قيادات الحزب الوطنى وضعت جانبا آخر للخطة يتمثل فى تكثيف التواجد الحزبى فى الشارع؛ خاصة بعد النتائج الضعيفة التى كشفها استطلاع الرأى الذى قام به أحمد عز لتقييم أداء نواب الحزب فى الشارع والتى أثبتت أن شعبية الإخوان تمثل 70 % وأن 80 % من المواطنين لا يشعرون بخدمات الحزب، وهو الاستطلاع الذى انفردت «اليوم السابع» بنشر مؤشرات نتائجه قبل أسبوعين. تم وضع ثلاثة محاور لتنفيذ التكثيف الحزبى بالشارع؛ أولهم تضييق أمنى على كافة اللقاءات التى تجمع نواب الإخوان والمواطنين، وكذلك فى اللجان الانتخابية، حتى لا يستغل نواب الإخوان الأحداث التى تقع بالعشوائيات مثلا أو الجدار الفولاذى أو الفتنة الطائفية من أجل كسب شعبية على حساب نواب الحزب. والثانى توفير دعاة يميلون للوسطية ليؤكدوا فى خطبهم على عدم صحة إدعاءات الجماعة وتكذيب شعاراتها الدينية، خاصة بالدوائر التى توجد فيها سيطرة لنواب الإخوان المسلمين، مع إيضاح الخدمات التى يقدمها نواب الحزب الوطنى خاصة فى خطب الجمعة. المحور الثالث يتمثل فى وضع «أرضية» لنواب الحزب بالدوائر المختلفة من خلال توزيع الأدوار لعدد من رجال أحمد عز الذين يتولون الدعاية للنواب ونشر إنجازاتهم الخدمية والصحية داخل أى تجمعات شعبية فى محاولة منهم لنشر وتكرار إذاعة أسماء نواب الحزب على المواطنين خاصة قبل إجراء الانتخابات بشهرين على الأقل؛ ليصبح المناخ ملائما لنزولهم للشارع والترويج لأنفسهم وبرامجهم الانتخابية حتى لا يتواجه نائب الوطنى مع نظيره من الإخوان فى موقف ضعف؛ وفى هذا الإطار فهناك توجيهات بزيادة عدد مكاتب الشياخات الحزبية لتسهيل عقد أى اجتماعات من أجل رفع أسهم الحزب فى الشارع. تلك الاستعدادات يعقبها تربيطات يقوم بها الحزب لتقليل عدد مقاعد الإخوان بالبرلمان خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث تتبادل قيادات الوطنى خلال المرحلة المقبلة اتفاقات مع بعض الأحزاب المعارضة لتكثيف دورها فى الشارع كمحاولة لإضعاف أى تحرك إخوانى خاصة فى الدوائر التى يشتعل فيها تواجدهم، وهذا سيأتى بتحركات مُحكمة يقودها أحمد عز بالتنسيق مع أمناء التنظيم بمحافظات الجمهورية. ولضمان شعبية أكبر أمام نواب الإخوان المسلمين كشفت المصادر ل«اليوم السابع» أن هناك تعليمات أصدرتها القيادات الحزبية لجميع النواب برفع شعار الالتزام الحزبى خلال الفترة المقبلة، والتى وصفتها المصادر ب«الفترة الحرجة»، عقب موجة الأخطاء التى وقع فيها نوابه بداية من واقعة «سب الدين» من جانب وزير المالية ومروراً بسب الأب والأم من نائب فى الوطنى لنائب من الإخوان. وجاءت التعليمات تحمل تحذيرات شديدة اللهجة من هذه التجاوزات التى من شأنها الإساءة للحزب فى الوقت الذى يحتاج فيه مزيدا من الشعبية لحسم الانتخابات، مؤكدين لهم أن الإخوان سوف يستغلون هذه السقطات لصالحهم على حساب الوطنى. على الجانب الآخر يكثف جمال مبارك، الأمين العام المساعد - أمين السياسات بالحزب - من جهوده لغلق الباب أمام نواب الإخوان ولاحتواء هذه السقطات بوضع برنامج انتخابى مميز لمرشحى الحزب يتمكنون به من حصد الأغلبية.. ويتضمن هذا البرنامج التركيز على محدودى الدخل والمواطن البسيط، كما سيتم التركيز فيه على الخدمات الصحية والاجتماعية، ونشر وعود بالقضاء على العشوائيات ودخول كافة الخدمات للقرى المحرومة؛ ولتحقيق ذلك فإن المرحلة المقبلة ستشهد تعليمات لرؤساء الأحياء على مستوى الجمهورية للوقوف خلف نواب الوطنى والسرعة فى تنفيذ أى طلبات لهم.