قدم الدكتور الحسانى حسن عبد الله، بحثًا بعنوان "فلسلفة الجمال عند العقاد"، وقال، إن العقاد عرف الجمال على أنه هو الحرية، وهذا التعريف كان مفاجأة للمشتغلين بالفكر والأدب فى العالم العربى كله. جاء ذلك خلال الجلسة الثانية من مؤتمر العقاد اليوم، والمنعقد الآن بالمجلس الأعلى للثقافة، ويدير الجلسة الشاعر الكبير حسن طِلب. وأضاف "الحسانى"، أن العقاد كان رائدًا فيما يسمى بعلم فلسفة الجمال، وكان مقتحمًا لهذا العلم، وانفرد العقاد بالتأليف فى هذا المجال، بسبب فذاذة طموح يوشك أن يكون منقطع النظير. وأوضح "الحسانى"، أن الفرق الواضح بين العقاد وغيره، هو أنه يكتب فى الموضوع كتابة الدارس لفلسفة الجمال بالمعنى الحديث، لا كتابة المتأمل غير العارف بما عند أصحاب العلم أنفسهم. وقدم الدكتور محمود نسيم، بحثًا بعنوان "على عتبات العقاد.. قراءة أولى لموقفه الجمالى"، وقال، إن العقاد دائمًا ما يتحدث عن الفن والحياة معًا مركزًا على الأصل الجامع بينهما، وهو وجود نظام كلى أو مبادئ منظمة لهما، بتعبيراته ذاتها، فهو يرى الحياة عملاً فنيًا تحكمه الأصول ذاتها التى تحكم الشعر والموسيقى والتصوير. وأضاف "نسيم" أن العقاد يشير إلى أن الحياة والفن، بل والجمال الطبيعى، ما هى إلا مظهر للتآلف والتنازع بين الحرية والضرورة بين الجمال والمنفعة بين الروح والمادة، فهو يبدأ بحقيقة افتراضية، وينتقل خطوة أخرى يراها مرتبطة بالأولى ولازمة عنها. وقال الدكتور مراد وهبة، إن العقاد كانت له آفتان بارزتان، الأولى تحجر الأشكال والأوضاع فى الدين والاجتماع، والثانية سوء العلاقة بين الأمم والطوائف مع اضطرارها إلى المعيشة المشتركة ف بقعة واحدة من العالم. وتساءل "وهبة"، لماذا يقف العقاد عند الشكل دون المضمون فى دفاعه عن حرية الفكر؟ قائلاً، الجواب عندى إن المضمون على علاقة بالحقيقة، والحقيقة على علاقة بالعقل، والعقاد يريد أن يفصل بين الحقيقة والعقل حتى لا يقع فى الدوجماطيقية، وهو لا يريد أن يتهم بها، ومن هنا فإن العقاد يحيل الحقيقة إلى الوجدان دون العقل. وأضاف "وهبة"، أن العقاد يلح على مسألة فصل العقل عن الحقيقة المطلقة، فهو فى خلاصة يومه يشك فى قدرة العقل على إثبات وجود الله، وأنه فى كتاب "الله" يقرر العقاد أن مسألة الألوهية لا تدرك بالعقل، ولا بالحس، إنما بالوعى الكونى المركب فى طبيعة الإنسان، هذا الوعى هو مصدر الإيمان. وأكد "وهبة" على أن الحاكمية التى دعا إليها العقاد، تقضى إلى نفى البرهان، ونفى البرهان يفرض على العقاد اختيار أحد أمرين، إما الشك، وإما الدوجماطيقية، إلا أن العقاد يختار الأمرين.